و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

تراجع الأرز 11 %

موجة حر تهدد المحاصيل الزراعية وتوقعات بانخفاض انتاجية الطماطم 50% والقصب 25%

موقع الصفحة الأولى

بالتزامن مع إعلان هيئة الأرصاد الجوية من موجة حر شديدة تضرب البلاد خلال الساعات القادمة، حذر خبراء البحوث الزراعية من التراجع المستمر فى انتاجية المحاصيل الصيفية بسبب التغيرات المناخية.
وحذر الدكتور محمد فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية، من تداعيات ارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة والطاقة الحرارية المصاحبة، والتي ستؤثر بشكل مباشر على المحاصيل الزراعية. 
وأوضح رئيس مركز معلومات تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية، أن موجة الحر القادمة ستكون مصحوبة برطوبة عالية وطاقة حرارية مرتفعة، مما يزيد من الإحساس بدرجات الحرارة الفعلية، لافتا إلى أن مصطلح «الطاقة الحرارية» يشير إلى الإشعاع الشمسي المصاحب لارتفاع الحرارة، والذي يجعل الجو أكثر سخونة من المعدلات الطبيعية.
وأكد أن هذه الموجة ليست عادية، بل هي جزء من التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، والتي تؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية، خاصة في قطاع الزراعة، حيث أن النباتات أكثر تأثراً بهذه التغيرات مقارنة بالإنسان، الذي يمكنه التكيف ذاتياً.  
وقال الدكتور محمد فهيم، أن موجات الحر تؤثر بشكل مباشر على المحاصيل الصيفية الحالية مثل القطن والأرز والذرة والطماطم تأثيرا كبيرا ، خاصةً مع ارتفاع معدلات البخر النتحي أو فقدان الماء من النبات، ونصح المزارعين بزيادة فترات الري، سواء بالغمر أو التنقيط، لتعويض نقص الرطوبة، وإضافة محاليل مغذية مثل الفولفيك أسيد ونترات المغنيسيوم لتعويض العناصر المفقودة بسبب الحرارة، مع مراقبة انتشار الحشرات مثل الحشرات الثاقبة الماصة بعد انتهاء الموجة، والتعامل معها بالمبيدات الموصى بها من وزارة الزراعة.  
وأشار رئيس مركز معلومات تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية، إلى أن القضية ليست موجة حر عابرة، مؤكدا أن مصر تواجه ما يعرف بالتغيرات المناخية الصامتة، والتى عادة لا تكون مصحوبة بأحداث كارثية مثل الأعاصير، لكنها تؤثر بشكل تراكمي على القطاع الزراعي، وهو ما يهدد الإنتاجية ويؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الزراعي. وأكد أن التكيف مع التغيرات المناخية أصبح ضرورة ملحة، سواء على مستوى الأفراد أو المزارعين أو الحكومة، داعيًا إلى تعميم ثقافة التوعية المناخية لمواجهة التحديات المستقبلية.
من جانبها أكدت الدكتورة سامية المرصفاوي، رئيس وحدة بحوث الأرصاد الجوية الزراعية والتغير فى المناخ، أن التغيرات المناخية بحلول عام 2050 سوف تؤدى إلى خفض إنتاجية معظم المحاصيل الرئيسية فى مصر وزيادة الاستهلاك المائى لها.

موجة حر

وأشارت إلى أن النتائج التى أجريت فى وحدة بحوث الأرصاد الجوية الزراعية والتغير فى المناخ التابعة لمعهد بحوث الاراضى والمياه والبيئة بمركز البحوث الزراعية، تؤكد أن إنتاجية محصول القمح سوف تقل حوالى 9% إذا ارتفعت درجة الحرارة 2°م ، وسوف يصل معدل النقص إلى حوالى 18% إذا ارتفعت درجة الحرارة حوالى 3.5°م. وسوف يزداد الاستهلاك المائى لهذا المحصول حوالى 2.5% بالمقارنة بالاستهلاك المائى له تحت الظروف الجوية الحالية.
ومن المتوقع أن تقل إنتاجية محصول الذرة الشامية حوالى 19% بحلول منتصف هذا القرن «عند ارتفاع درجة الحرارة حوالى 3.5°م» وذلك بالمقارنة بالإنتاجية تحت الظروف الجوية الحالية ، وسوف يزداد استهلاكه المائى حوالى 8%.
أما محصول الذرة الرفيعة سوف ينخفض حوالى 19% والاستهلاك المائى له سوف يزداد حوالى 8%، أما إنتاجية محصول الأرز فسوف تنخفض حوالى 11% ويزداد استهلاكه المائى حوالى 16%.
وكذلك إنتاجية محصول فول الصويا سوف تتأثر سلبيا بشدة تحت ظروف التغيرات المناخية وسوف يصل متوسط معدل النقص على مستوى الجمهورية بحلول منتصف هذا القرن حوالى 28% ، واستهلاكه المائى سوف يزداد حوالى 15%.، ومحصول عباد الشمس سوف ينخفض حوالى 27% وسوف يزداد استهلاكه المائى حوالى 8%.
وعن محصول الطماطم، أشارت رئيس وحدة بحوث الأرصاد الجوية الزراعية إلى أنه من المحاصيل الحساسة لارتفاع درجة الحرارة وسوف تنخفض إنتاجيتها حوالى 14% إذا ارتفعت درجة الحرارة حوالى 1.5°م فى حين أن هذا النقص سوف يصل إلى 50% إذا ارتفعت درجة الحرارة 3.5 °م. ولفتت إلى أن إنتاجية محصول قصب السكر سوف تنخفض حوالى 25% ،كما أن استهلاكه المائى سوف يزداد 2.5%.
ومن ناحية أخري، سوف تؤثر التغيرات المناخية تأثيرا ايجابيا على إنتاجية محصول القطن، وسوف تزداد إنتاجيته حوالى 17% عند ارتفاع درجة حرارة الجو حوالى 2°م، وسوف يرتفع معدل الزيادة فى هذا المحصول الى حوالى 31% عند ارتفاع درجة الحرارة 4°م ومن ناحية أخرى سوف يزداد استهلاكه المائى حوالى 10% مقارنا باستهلاكه المائى تحت الظروف الجوية الحالية.

تم نسخ الرابط