ضمن فقرة ابني ابنك
تحدي ارجع لأصلك.. حملة إذاعية تعيد إحياء القيم المجتمعية من «طلعت شمس النهاردة»

في حلقة استثنائية من برنامج "طلعت شمس النهاردة"، طرحت الإعلامية دينا صلاح الدين واحدة من أخطر القضايا التي تواجه المجتمع المصري حاليًا، وهي تراجع القيم التربوية داخل البيوت، وعلى رأسها قيمة احترام الكبير، التي طالما شكّلت جزءًا أصيلًا من الوعي الأخلاقي للمصريين، وعنوانًا لتماسك الأسرة وقدسية العلاقات بين أجيالها.
ضمن فقرة "ابني ابنك"، تجاوزت الحلقة الطرح التقليدي المعتاد، وأطلقت مبادرة فعلية حملت عنوان "تحدي ارجع لأصلك"، كدعوة مفتوحة للأهالي والأبناء لإعادة إحياء القيم المجتمعية الأصيلة التي بدأت تتآكل تحت ضغط الواقع الرقمي، وتحت تأثير السوشيال ميديا، في ظل انشغال الأهل وتراجع أدوات الرقابة والتوجيه. لم تكتفِ دينا صلاح الدين بفتح الملف من زاوية عاطفية، بل خاضت في عمق الأزمة، مؤكدة أن البيوت وحدها لم تعد كافية لتكون جدار الحماية الأخلاقي للأبناء.
وخلال الحلقة، علّق احد المسمعين وقال: "السوشيال ميديا أصبحت هي التي تربي، والأهل تحولوا إلى الطرف الأضعف في معادلة التربية"، مؤكدًا أن جيل اليوم يتلقى قيمه من شخصيات مؤثرة على الإنترنت، لا من والديه أو معلميه، وهو ما يستدعي التدخل الذكي لإعادة بناء العلاقة التربوية باستخدام الأدوات التي يفهمها الجيل الجديد.
وعقب إذاعة الحلقة، لاحظت دينا صلاح الدين أثناء متابعتها لمنصات التواصل الاجتماعي، وخاصة تيك توك، ظواهر إيجابية بدأت تتشكّل على استحياء؛ أطفال يرددون الأغاني القديمة، وأهالٍ يشاركون أبناءهم مقاطع من التراث الغنائي المصري، في محاولة واعية لإبعادهم عن موجة "المهرجانات"، وإعادة توصيل الذوق العام لما كان عليه من قبل. تلك المؤشرات، رغم بساطتها، تعكس استعدادًا داخليًا لدى الجيل الحالي لتقبّل القيم القديمة، شريطة أن يتم تقديمها في قالب عصري يناسب طبيعة حياتهم اليومية، ويخاطبهم بلغتهم.
مسؤولية جماعية
وفي سياق الحلقة، شدّدت الإعلامية دينا صلاح الدين على أن إعادة بناء القيم ليست مسؤولية الأسرة وحدها، بل مسؤولية جماعية، تبدأ من البيت وتمر بالمدرسة، وتمتد إلى الإعلام، وتنتهي عند دور الدولة في تبنّي هذه المبادرات وتحويلها إلى حملات مجتمعية موسعة. وقد علّق أحد المتصلين بأن "تحدي ارجع لأصلك" لا يجب أن يبقى مبادرة إذاعية فقط، بل لابد أن يدخل المناهج التعليمية، ويُروَّج له في المسلسلات والإعلانات، ويُحوَّل إلى مشروع وطني لحماية الهوية الاجتماعية من الانهيار.
في ختام الحلقه قالت دينا صلاح الدين "تحدي ارجع لأصلك" ليس مجرد هاشتاج، بل محاولة صادقة لتصحيح مسار، وإعادة ضبط البوصلة، والعودة إلى الجوهر الذي تربت عليه أجيال صنعت لمصر مكانة، مش بس بالتعليم والنجاح، لكن قبلهم، وبكل بساطة.. بالتربية.