و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

إمبراطور عصر السداح مداح

رشاد عثمان.. كبيرهم الذى علمهم السحر وإمتلك اول عقد لزواج المال بالسلطة

موقع الصفحة الأولى

مثل رجل الأعمال والملياردير رشاد عثمان، مثالا صارخا لزواج المال بالسلطة في عصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والذي استفاد من سياسة الانفتاح الاقتصادي  وما سمى بعصر "السداح مداح" كما وصفه الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين، حتى تحول الحاج رشاد إلى واحد من أكبر القطط السمان، وعلامة لعصر السادات بما حمل من سلبيات الانفتاح كما وصفه الأستاذ محمد حسنين هيكل، في كتابه الشهير “خريف الغضب” .

والحاج رشاد عثمان، تزعم الصعايدة في الإسكندرية، وأحد من حكموا عاصمة الثغر بشكل فعلي زمن السادات، بعدما أوصاه بها الرئيس الراحل، قائلا له: "إسكندرية في رقبتك يا حاج رشاد"، وهو ما يكشف حجم النفوذ الذي كان يتمتع به رجل العمال، وقوة علاقته وقربه من رأس السلطة، كما عين أمينا عاما للحزب الوطني لمحافظة الإسكندرية وعضوا في البرلمان.

ورشاد عثمان، هو والد النائب أشرف رشاد عثمان، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، عضو مجلس النواب والنائب محمد رشاد عثمان عضو مجلس الشيوخ عن حزب مستقبل وطن، وأيضا والد كل من عثمان رشاد عثمان، وماهر رشاد عثمان، وإبراهيم رشاد عثمان.

وبدأ رشاد عثمان حياته في الإسكندرية عاملا في الميناء، بعدما انتقل إليها قادما من صعيد مصر، ولكنه استغل صداقته بالرئيس السادات، وصهره رجل الأعمال عثمان أحمد عثمان، في توسيع دائرة نفوذه وتكوين ثروة كبيرة حتى وصف بأنه أكبر تاجر أخشاب في العالم.

وكانت بداية رشاد عثمان مع الأعمال التجارية في الإسكندرية عام 1964، من خلال تجارة وتوزيع الأخشاب في السوق المحلية، عبر شركات القطاع العام، وبدأ نشاطه في الاتساع والتنوع ممتدا غلى مجالات أخرى، فأسس شركة القاهرة للنقل بالسيارات عام 1972، ثم شركة رشاد عثمان للأعمال البحرية، عام 1978، كما أسس مجموعة شركات الفتح، وترأس نادي الصعيد العام بالإسكندرية

وتشعبت أنشطة ملك الإسكندرية بعد ذلك، ممتدة إلى الملاحة والسفن التجارية، والاستثمار العقاري، مستغلا علاقته القوية مع السادات وعثمان أحمد عثمان.

وكما يقول المثل الشهير: "ما طار طير وارتفع إلا وكما طار وقع"، وهو ما تحدث مع الحاج رشاد عثمان، فبعد تضخم ثروته بشكل كبير لفت الأنظار والتساؤلات، بدأ المدعي العام الاشتراكي التحقيق في مصادر ثروته.

وتحدث الأستاذ محمد حسنين هيكل في كتابه خريف الغضب، عن قضية رشاد عثمان، قائلا إنه جاء إلى الإسكندرية من الصعيد يبحث عن عمل، شأنه شأن غيره من عشرات الألوف من الباحثين، وعندما بدأت تحقيقات المدعي الاشتراكي معه سنة 1981 كانت تقديرات المحققين أن ثروة رشاد عثمان وصلت إلى 300 مليون جنيهن وهو رقم ضخم وقتها.

ويواصل هيكل في خريف الغضب: كان وصول رشاد عثمان إلى الغنى بداية من سنة 1974 وتحقيق ثروة قدرها ثلاثمائة مليون جنيه في سبع سنوات لا بد أن يعتبر معجزة بكل المقاييس، وحتى الآن، وبرغم التحقيقات، فإن أحدًا لم يستطع أن يقدم تفسيرًا كاملًا للطريقة التي تم بها تكديس هذه الثروة الطائلة.

وكشفت تحقيقات المدعي الاشتراكي التي استند إليها هيكل، أن رشاد عثمان كان مقاول تفريغ في الميناء، ثم تحول إلى مستورد للسجائر، ثم واحد من أكبر مستوردي الأخشاب.

كما كان من بين كبار الحزب الوطني، وكان يقدم دعما ماليا كبيرا للحملات الانتخابية لمرشحين البرلمان في الإسكندرية، ولكنه وجد نفسه أمام المحاكمة بتهم عديدة.

قضية رشاد عثمان

وتحدث هيكل عن أجواء محاكمة رشاد عثمان: "كانت هناك تقارير عن صرخات أطلقها أثناء وجوده في قفص الاتهام يقول فيها: الله ينتقم منك يا عثمان أحمد عثمان، ثم اندفع في صراخه يصف مقابلته للرئيس السادات، وواصل موجها كلامه إلى رئيس المحكمة: "لقد جاؤوا بي إلى هنا يا سيادة الرئيس لأني رفضت أن أشارك في الفساد لأني وطني"".

وكان رشاد عثمان قد تم تحويله إلى المدعى الإشتراكى في 15 مارس 1981 بناء على مذكرة من وزير الداخلية، للتحقيق في تضخم ثروته بشكل غير مشروع، إضافة إلى العديد من الاتهامات الأخرى.

وبعد سنين طويلة من الاختفاء والتواري عن الأنظار، قرر رشاد عثمان العودة من جديد عام 2010، ليظهر اسمه على آلاف اللافتات التى تحمل اسمه مؤيدا ومناصرا للوزير مفيد شهاب والمحافظ محمد عبد السلام المحجوب المرشحين عن دائرة محرم بك والرمل بالإسكندرية، في الانتخابات التي سقطت بسقوط النظام بعدها بأشهر قليلة في ثورة 25 يناير 2011.

وتوفى رشاد عثمان في 27 فبراير2023، ونعاه المهندس أشرف رشاد الأمين العام لحزب مستقبل وطن، قائلا: "أنعي بمزيد من الحزن والأسى الحاج الفاضل والرمز الوطني الراحل الكريم رشاد عثمان لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار ولا نقول إلا ما يرضى مولانا عز وجل إنا لله وإنا إليه راجعون".

تم نسخ الرابط