تولى الرئاسة فترتين بنسبة تصويت 92.2%
"يوهانسون" الذى ترك رئاسة دولة آيسلندا ليعمل حارساً لحديقة عامة ويستقبل الزوار

قام رئيس آيسلندا السابق غودني ثورلاسيوس يوهانسون بعد انتهاء فترة رئاسته لبلاده في 2024 بالعمل كحارس في الحديقة الوطنية في البلاد، هذه الخطوة تُعد غير تقليدية وتعكس شخصيته المتواضعة وارتباطه بالتراث الطبيعي والتاريخي لآيسلندا.
طبيعة الوظيفة الجديدة
بدأ غودني عمله حارس في حديقة ثينغفيلير الوطنية في مايو 2025، حيث يقوم بمهام تشمل إرشاد الزوار، بما في ذلك مجموعات من الطلاب، ومشاركة تاريخ الموقع وأهميته الثقافية والطبيعية.
وفي تصريح له، قال غودني: "كنت مفتونًا بكوني في هذا المكان الجميل، في الهواء الطلق، والتفاعل مع الناس. هذا هو السبب في وجودي هنا"، معبرًا عن شغفه بالعمل في الهواء الطلق ومشاركة تاريخ آيسلندا مع الزوار.
وصف غودني هذا العمل بأنه امتداد طبيعي لخدمته العامة، لكنه في بيئة مختلفة، مشيرًا إلى أنه يستمتع بعدم معرفة معظم الزوار بهويته السابقة كرئيس، مما يضفي طابعًا متواضعًا على تجربته: "إنه لشرف أن أشارك تاريخ هذا المكان وآيسلندا، معظم الزوار لا يعرفون من أنا، وهذا أمر رائع".
تشمل مهامه تنظيف المرافق، بما فيها دورات المياه، ترتيب المنطقة، واستقبال مجموعات الزوار، مما يظهر تنوع الأدوار التي يؤديها في الحديقة، وعندما سأل عن تنظيفه لدورات المياه قال “بالفعل أقوم بذلك، فهي لا تنظف نفسها”
خلفية عن رئاسته لآيسلندا
تولى الرئاسة في 2016 وأُعيد انتخابه في 2020 بنسبة 92.2% من الأصوات، وكان يُعرف بأسلوبه غير الحزبي وتركيزه على وحدة الأمة، أعلن في يناير 2024 أنه لن يترشح مجددًا، وانتهت فترته في 1 أغسطس 2024، حيث خلفته هالا توماسدوتير كرئيسة لآيسلندا، غودني، المؤرخ والأستاذ الجامعي السابق في جامعة آيسلندا، هو متخصص في التاريخ الآيسلندي الحديث، وقد نشر أعمالًا عن مواضيع مثل حروب القد، الأزمة المالية 2008-2011، والرئاسة الآيسلندية.
من خلال عمله كمؤرخ في السابق، يجد غودني في عمله كمرشد فرصة لربط الزوار بتاريخ ثينغفيلير، وهي موقع تراث عالمي تابع لليونسكو ومكان تأسيس البرلمان الآيسلندي (الألثينغي)منذ عام 930.
جاءت فكرة العمل في الحديقة خلال محادثة مع حارس الحديقة إينار سايمندسن في يونيو 2024، حيث أعرب غودني عن اهتمامه بالعمل في الهواء الطلق.
يُشيد حارس الحديقة الرئيسي إينار بجدية غودني في العمل، مشيرًا إلى أن خبرته كرئيس تساعده في أداء مهامه بفعالية، هذه الخطوة تتماشى مع الثقافة الآيسلندية التي تُقدر التواضع والارتباط بالطبيعة، حيث يُعتبر من الطبيعي أن يتولى شخص مثل غودني، حتى بعد منصب رفيع، دورًا متواضعًا مثل مرشد في حديقة وطنية.
حديقة ثينغفيلير ليست مجرد موقع طبيعي، بل هي رمز تاريخي وثقافي لآيسلندا، مما يجعل عمل غودني هناك تعبيرًا عن التزامه بخدمة بلاده بطريقة جديدة، تجربته تُبرز جانبًا فريدًا من الثقافة الآيسلندية، حيث لا يُنظر إلى المناصب العالية كعائق أمام العودة إلى أدوار مجتمعية بسيطة، مما يعكس قيم المساواة والتواضع.