و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

الدولار على فين؟

خبراء يكشفون سبب انخفاض الدولار: تحويلات المصريين بالخارج وحرب ترامب التجارية

موقع الصفحة الأولى

واصل الدولار تراجعه أمام الجنيه المصري مع هبوطه إلى ما دون الـ 50 جنيها، محققا أدنى مستوى خلال عام 2025، مع توقعات باستمرار انخفاض سعر العملة الخضراء، تأثرا بعة عوامل اقتصادية داخلية وخارجية.

وقال خبراء اقتصاديون إن التحسن الذي شهده سعر الجنيه المصري أمام الدولار، يعود إلى زيادة تدفقات العملة الصعبة إلى مصر، وفي مقدمتها تحويلات المصريين بالخارج، والتي ساهمت في ارتفاع الاحتياطي النقدي لمصر وتخطيه عتبة الـ 48 مليار دولار.

وكان احتياطي النقد الأجنبي في البنك المركزي المصري سجل 48 مليارا و143.9 مليون دولار في نهاية أبريل 2025، لأول مرة في تاريخه، مقابل 41 مليارا و57 مليون دولار في أبريل 2024.

وارتفعت تحويلات المصريين بالخارج خلال الفترة المقبلة، وهو ما ساهم في توفير مصدر كبير للعملة الصعبة، حيث سجلت صعودا بنسبة 72.4% خلال الفترة من مارس 2024 إلى فبراير 2025 إلى 32.6 مليار دولار، حسب بيانات البنك المركزي المصري.

كما صعد صافي الأصول الأجنبية لمصر بقيمة 15.08 مليار دولار في مارس 2025، لتساهم كل هذه التدفقات في تحسين توافر العملات الأجنبية داخل النظام المصرفي الرسمي بشكل واضح وخفض ضغوط الطلب على العملة الصعبة.

كما ساهم تراجع سعر الدولار عالميا مقابل العملات الرئيسية، وزيادة الطلب على الذهب باعتباره ملاذا آمنا في انخفاض سعر الدولار في مصر.

ومنذ بدء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حربه التجارية بين أميركا ودول العالم، بعد فرض رسوم تجارية متبادلة، سجل سعر الدولار تراجعا أمام العملات الرئيسية، مع ارتفاع أسعار الذهب العالمية، والتي سجلت مستويات قياسية غير مسبوقة.

وقال الخبير الاقتصادي الدكتور خالد الشافعي، رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، أن التحسن اللافت في تحويلات المصريين بالخارج، يمثل انعكاسا مباشرا لتحسن بيئة الاقتصاد الكلي،  بعد التغييرات الذي شهدها سوق الصرف في مارس 2024، والتي ساهمت في توجه المصريون بالخارج للاعتماد على القنوات الرسمية لتحويل أموالهم، بدلا من اللجوء إلى السوق الموازية الذى كان يستنزف جزءا كبيرا من هذه الأموال في فترات سابقة.

تحسن سعر صرف الدولار

ولفت إلى أن التحسن الكبير فى سعر الصرف الرسمي، وتقليص الفجوة بينه وبين السوق السوداء، شجع المصريون بالخارج على تحويل أموالهم عبر القنوات المصرفية دون قلق من خسائر أو فروق فى الأسعار، بعد أن تم القضاء بشكل فعلي على سعر الصرف الموازي، مع تعزيز ثقتهم في الجهاز المصرفي.

وشدد "الشافعي" على أن أهمية هذه تحويلات المصريين بالخارج لا تنحصر فقط فى أنها مصدرا مستدامًا للعملة الأجنبية، بل تمثل رئة اقتصادية تمد الدولة بالأكسجين فى أوقات الأزمات، كما تساعد على تعزيز احتياطى النقد الأجنبى بالبنك المركزي، كما تخفف من حدة عجز الميزان التجاري، لتنعكس إيجابيًا أيضًا على ثقة المستثمرين المحليين والأجانب.

بينما يرى الخبير المصرفي محمد بدرة، أن أسباب انخفاض سعر الدولار في مقابل الجنيه، يعود إلى تحسن تدفقات النقد الأجنبي بسبب نمو إيرادات السياحة، وتحويلات المصريي بالخارج، مع انخفاض الطلب على العملة الأجنبية، نتيجة انخفاض طلبات الاستيراد، إضافة إلى تراجع سعر الدولار عالميا نتيجة زيادة الاستثمار في اليورو والاتجاه إلى الذهب كملاذ ىآمن، مع استمرار التوقعات غير المتفائلة بأداء العملة الأمريكية.

ولكن "بدرة"، استبعد تأثير هبوط سعر صرف الدولار على أسعار السلع المستوردة من الخارج، نتيجة عدم وجود رقابة على التجار، الذين يرفعون الأسعار مع صعود سعر الدولار أمام الجنيه، ولكنهم لا ينفذون العكس.

وتوقع الخبير المصرفي استمرار انخفاض الدولار، مع استمرار التدفقات النقدية الأجنبية للاستثمار في القطاع العقاري المصري، بالإضافة إلى استمرار تحسن إيرادات السياحة وتحويلات المصريين بالخارج.

تم نسخ الرابط