الجامعة منعته من الدخول
ضياع مستقبل طالب تمريض بعد إصابته بـ «فيروس نقص المناعة المكتسبة»أثناء عمله

في رحلة طالب التمريض عمر زين نحو تحقيق حلمه بإنقاذ الأرواح، اصطدم بواقع قاسٍ قلب حياته رأسًا على عقب، أصيب بفيروس HIV جراء وخز إبرة ملوثة أثناء تدريبه في المستشفى الجامعي بالإسكندرية، فبدلاً من الدعم المؤسسي والمساندة، واجه عمر إهمالًا إداريًا، تشهيرًا اجتماعيًا، وإقصاءً من الإمتياز دون سند قانوني، قصة عمر زين تسلط الضوء على فجوات خطيرة في بروتوكولات السلامة المهنية وتكشف عن تحديات إنسانية ومؤسسية تواجه المتدربين في القطاع الصحي وسط نظام يبدو غير مبالٍ.
يقول طالب التمريض لـ الصفحة الأولى "أنا دلوقتي في وضع نفسي لا يُحتمل، أنا شاب صغير، حلمي كان أبقى ممرض وأساعد الناس، النهاردة بقت حياتي كلها ألم وظلم ومهانة، وصلت لدرجة إن فكرة الانتحار بقت بتطاردني كل يوم، مش لأني ضعيف، لكن لأني حاسس إني اتحكم عليا بالإعدام وأنا لسه عايش"
يشرح عمر زين «اسم مستعار» ما أصابه جراء عمله عن قرب مع مصابين بفيروس الإيدز وهو مازال في بداية تخرجه ولم يكن يعرف التحوطات اللازمة بالكامل، ويقول "أنا طالب امتياز بالمعهد الفني للتمريض – جامعة الإسكندرية، خلال فترة الامتيازالإجباري داخل المستشفى الرئيسي الجامعي – وحدة الطب الحرج (الوحدة الخامسة)، اتكلفت بمهام أكبر من خبرتي رغم أني مجرد متدرب، وأثناء سحب عينة دم ABG اتعرضت لوخز بإبرة ملوثة، الحادثة دي كانت نقطة تحول في حياتي كلها"

الفيروس «خامل»
HIV هو الفيروس المسبب للإيدز، بينما الإيدز هو الحالة المتقدمة التي قد تنتج عن الإصابة بـHIV إذا لم يُعالج، مع العلاج المضاد للفيروسات، يمكن منع تطور HIV إلى الإيدز، ويمكن للمصابين بالفيروس العيش بصحة جيدة، الإصابة بـHIV قد تكون بدون أعراض أو بأعراض خفيفة في البداية، بينما الإيدز يصاحبه أعراض شديدة بسبب ضعف المناعة.
يضيف الطالب "لما بلغت المسئول وقتها، للأسف اتعامل مع الموضوع ببساطة وما حدش شرحلي بروتوكول مكافحة العدوى اللي المفروض يتطبق في موقف زي ده بعدها بشهور، في فبراير 2025، بدأت أحس بأعراض غريبة منها نزيف من الفم، ولما رحت لطبيب جهاز هضمي وعملت تحاليل قبل المنظار، اكتشفت الكارثة إصابتي بفيروس HIV"
ويؤكد عمر “اتوجهت لمكتب مكافحة العدوى في المستشفى الرئيسي الجامعي على أمل ألاقي دعم أو مساندة، لكن اللي حصل كان العكس تمامًا. اتعرضت لتعسف شديد، وتم إيقافي عن الامتياز بشكل مفاجئ ومن غير أي سند قانوني. والأسوأ من كده إن اسمي اتشهر في المستشفى وكأنني جريمة، مش مريض وضحية إصابة عمل"
ولكنه لم يستسلم فيقول “من ساعتها وأنا بتنقل بين كل الجهات المسئولة مكتب مكافحة العدوى، المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية، كلية التمريض والمعهد الفني، لكن الرد كان واحد: “مش مشكلتنا، والأصعب إنهم وصلوا لدرجة إصدار تعليمات بمنعي من دخول كلية التمريض نفسها، واتمنعت من بوابة الكلية كإني مجرم، واضطريت أحرر محضر رسمي لإثبات الواقعة برقم 8742"
وايضا قام بعمل شكوى على بوابة مجلس الوزراء (رقم 10105894 بتاريخ 21/6/2025)، ولكن دون رد للآن ، وأنه قدم نتيجة PCR بتثبت إن الفيروس "خامل"، ومعه تقارير من مستشفى الحميات تقول إن حالة الفيروس مستقرة، وأنه لا يطالب سوى بإمتياز إداري، حتى يستطيع استخراج أوراق التجنيد مثل زملائه.
وفي النهاية يقول “أنا مش طالب معاملة خاصة أنا بطالب بحقي، حقي في استكمال الامتياز ولو إداري، حقي في شهادة التخرج، حقي في عدم التشهير بيا، حقي في التحقيق في إصابتي داخل المستشفى أثناء عملي، لكن الأهم من ده كله حقي في إني أعيش بكرامة".
قصة عمر زين تسلط الضوء على فجوات خطيرة في بروتوكولات السلامة المهنية وتكشف عن تحديات إنسانية ومؤسسية تواجه المتدربين في القطاع الصحي وسط نظام يبدو غير مبالٍ.
