في مراسم تنصيب أول بابا أمريكي للفاتيكان
بابا الفاتيكان..ارتدى خاتم "الصياد" وثوب "الباليوم" وتحدث عن الذكاء الإصطناعي

انطلقت اليوم الأحد مراسم تنصيب البابا لاون ال 14 بابا الفاتيكان أول أمريكي يشغل هذا المنصب، رسميًا في قداس خاص مهيب في ساحة القديس بطرس، اليوم الأحد، بحضور قادة العالم وأفراد من العائلة المالكة وعشرات الآلاف من العامة.
ووصل البابا رقم 267 إلى الفاتيكان على متن سيارة "باباموبيل"، ورحبت به الحشود الغفيرة أثناء تجوله في ساحة القديس بطرس لأول مرة في السيارة المصممة خصيصًا.
ويزخر قداس 18 مايو بالرمزية، وتضم منح بابا الفاتيكان لاوُن رسميًا رموز منصبه، بما في ذلك "الباليوم "وهو ثوب من صوف الحمل يرمز إلى رعايته الرعوية للكنيسة ودوره كراعٍ لرعيته، وخاتم الصياد، الذي يرمز إلى سلطة البابا كخليفة للقديس بطرس.
تسليم خاتم الصياد
خلال القداس تلقى البابا ليو الرابع عشر خاتم الصياد الكاردينال لويس انطونيو تاغلي، النائب الأول لرئيس دائرة التبشير، هذا الخاتم يمثل إستمرارية السلطة الباباوية وارتباطها بالقديس بطرس أول بابا للكاثوليك، الذي يرمز إلى سلطة البابا كخليفة للقديس بطرس الصياد الذي يعتبره الكاثوليك أول بابا للفاتيكان، وأصدر الفاتيكان تفاصيل الخاتم، الذي يحمل صورة القديس بطرس على شريطه الخارجي، ونقش عليه اسم "ليو الرابع عشر" وشعار النبالة الخاص بالبابا من الداخل.
ويرتدي جميع الأساقفة خواتم لإظهار ارتباطهم بالكنيسة المحلية التي يقودونها، ويرمز خاتم البابا، بصفته أسقف روما، إلى "تعلقه" بالكنيسة بأكملها، واندلعت موجة من التصفيق عندما استلم البابا "الباليوم" وهو ثوب معين مصنوع من صوف الحمل وارتداه لأول مرة خلال القداس.
حضور دولي بارز
شهد الحدث حضور قادة عالميين وشخصيات سياسية ودينية مرموقة، من بينهم نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، المستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة بيرو دينا بولوارتي. كما حضر شخصيات ملكية ودبلوماسيون، مما يعكس الأهمية العالمية للحدث.
إجراءات أمنية مشددة: تم نشر آلاف من أفراد الأمن في محيط ساحة القديس بطرس ومدينة الفاتيكان لتأمين الحدث، نظرًا للحشود الكبيرة والحضور الدولي الرفيع. لم تُبلغ عن أي حوادث أمنية خلال الاحتفال.
اختيار إسم لاون الرابع عشر
وفي أول خطاب بابوي عقب تنصيبه، ألقى بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر كلمة من شرفة بازيليك القديس بطرس، شرح فيه لماذا اختار إسم لاون الرابع عشر قائلا "البابا ليون الرابع عشر في رسالته العامة التاريخية، تناول المسألة الإجتماعية في سياق الثورة الصناعية الكبرى الأولى، واليوم تقدم الكنيسة للجميع كنزا من التعاليم الإجتماعية، استجابة لثورة صناعية جديدة والتطورات في مجال الذكاء الإصطناعي، والتي تشكل تحديات جديدة للدفاع عن كرامة الإنسان والعدالة والعمل" كما دعا إلى السلام العالمي و"المصالحة بين جميع الديانات". هذا الخطاب عكس نهجه المعتدل وطموحه لتعزيز الحوار العالمي، كما أشار إلى استمرارية بعض سياسات البابا الراحل فرنسيس.
رمزية تاريخية: انتخاب البابا ليو الرابع عشر، وهو الكاردينال الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست (69 عامًا)، يمثل لحظة تاريخية كونه أول بابا من الولايات المتحدة، اختياره لاسم "ليو" يحمل دلالات تاريخية، مستوحاة من باباوات سابقين مثل ليو الثالث عشر الذي اشتهر بالإصلاحات الاجتماعية.
تهنئة عالمية: تلقى البابا تهاني من قادة عالميين، أبرزهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصف انتخابه بأنه "شرف كبير للولايات المتحدة"، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي أشاد بتزامه بالعدالة الاجتماعية والسلام.
سياق الانتخاب: سبق التنصيب عملية انتخاب في الكونكلاف بكنيسة سيستين، بدأت في 7 مايو 2025 وانتهت في 8 مايو بانتخاب بريفوست بثلثي أصوات 135 كاردينالًا مشاركًا، ظهور الدخان الأبيض أعلن نجاح العملية، تلاه إعلان ."Habemus " من الكاردينال جان-لويس توران.
ردود فعل إعلامية وشعبية: أصبح الحدث تريند عالمي على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصف بأنه "لحظة تاريخية" بسبب الجنسية الأمريكية للبابا. كما أثارت شخصية البابا، المعروفة بمعتدلته وابتعاده عن الظهور الإعلامي، اهتمامًا واسعًا.
إشارات إدارية مبكرة: أصدر البابا قرارًا رمزيًا بطلب استمرار جميع رؤساء المؤسسات الفاتيكانية في مهامهم مؤقتًا، وهو ما يُفسر كإشارة إلى الاستمرارية الإدارية وتجنب الفراغ خلال الفترة الانتقالية.
هذه الملامح تعكس الأهمية الروحية والسياسية لتنصيب البابا ليو الرابع عشر، مع توقعات بأن يركز عهده على تعزيز الحوار بين الأديان، السلام العالمي، ومواجهة التحديات الحديثة التي تواجه الكنيسة الكاثوليكية.