و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

خبير اجتماعى يحلل الظاهرة من الأساس

أغرب "فتاوى الستات" على منصات السوشيال ميديا عن الحب والعلاقات وأشياء أخرى

موقع الصفحة الأولى

في السنوات الأخيرة، أصبحت منصات مثل تيك توك ويوتيوب ساحة مفتوحة لآراء غير تقليدية تتداولها السيدات حول نظريات الحب، بعضها يعكس تجارب خاصة، وبعضها الآخر يتحوّل إلى ترند يثير نقاشًا واسعًا بين الجمهور، المدهش أن هذه الآراء تتنوع بين الغريب المضحك، والمستفز، والمثير للجدل، وصولًا إلى ما يشبه النظريات الاجتماعية البديلة.

واحدة من أغرب الموجات كانت تلك التي تقول فيها بعض الفتيات إن الطريقة الوحيدة لجعل الرجل يتمسك بك هي تجاهله تمامًا لمدة 3 أيام، أو التظاهر بأنك لا تهتمين مطلقًا، هذه النصائح انتشرت بقوة رغم غياب أي أساس نفسي او علمي لها، لكنها تحوّلت إلى فئة محتوى تراهن على التريند، بينما تتداول بعض السيدات مقاطع تشرح أن البيت الذي لا تُفتح نوافذه أو الغرف ذات الإضاءة الخافتة تمنع قدوم العريس، وأن تنظيف الطاقات المزعومة يجذب الزواج سريعا، فيما يسمى بطاقة المكان وطاقة الاثاث مع اماكن تواجد كل قطعة بالمنزل، ورغم أن التفسيرات غير علمية، إلا أنها حققت مشاهدات ضخمة وتحوّلت لحديث واسع واصبحت بعض السيدات في علم يسمى بعلم طاقة المكان صاحبات شهرة واسعة بل وتطور الأمر لدعوتهن كمعلمات وموجهات في هذا الاتجاه من قبل اكاديميات معروفة، واصبح هناك كتب في الأمر عبر الاسواق وفي المكتبات وعبر منصات القراءة الشهيرة.
على تطبيق تيك توك تحديدًا، تتصدر مقاطع لسيدات يقدمن وصفات غريبة وغير منطقية لمنح الجمال والبشرة خالية الشوائب واصلاح عيوب الجسم والابتعاد عن التجميل بوصفات منزلية مثل وضع معجون الأسنان على الحبوب، استخدام الفلفل الحار لتكثيف الشفاه، تغطية الوجه بـ خلطات مجهولة بدون أي أساس طبي، هذه المقاطع تحصل على تفاعل كبير لأنها تعد بنتائج سريعة، حتى لو كانت غير آمنة أو بلا دليل طبي او علمي من اي نوع، ولم تفكر صاحبات التجارب المذكورة استشارة اي متخصص لمنحهن النصيحة السليمة في الأمر مما يدل على فقد الثقة والاحتياج للنصائح السهلة التنفيذ رخيصة التكلفة طوال الوقت.
انتشرت أيضًا نصيحة تقول إن أفضل طريقة لاستعادة شريك سابق هي البلوك الكامل ثم نشر صور سعيدة الفكرة واجهت سخرية واسعة، لكن بعض صانعات المحتوى أصرت على أنها تجربة شخصية مضمونة، وهو ما جعل بعض الرجال تنتهج منح النصائح للنساء بحكم أنهم اكثر خبرة من النساء بأمور الرجال وعلاقتهم النسائية.

على يوتيوب، ظهرت فيديوهات لسيدات يقترحن أن أي بنت تقدر تحوّل ألف جنيه لعشرة آلاف في أسبوع من خلال مشاريع غير واضحة، أو بالدخول في مجالات استثمارية بلا خبرة هذا المحتوى يثير جدلًا لأنه يقدّم وعودًا لا تتناسب مع الواقع الاقتصادي.
وهناك من يروّج لفكرة أن السر في النجاح هو الاستيقاظ 5 فجراً وشرب ماء دافئ مع ليمون، أو كتابة 10 عبارات إيجابية كل يوم، ورغم أن بعضها عادات مفيدة، إلا أن ربطها بالثروة والشهرة أثار موجة من التعليقات ما بين مؤيد ومعارض وانتهاج بعضهن تجربة الأمر مهما كلفهن ذلك.

والحقيقة أن بعض صانعات المحتوى يقدمن قصصًا شخصية مبالغًا فيها، مثل اتخطبلي 6 مرات في سنة واحدة، وسافرت معاه يومين عشان أعرف إذا هو توأم روحي، و سيبت شغلي لأني حلمت حلم بيقولي كده عشان اقابل نصي التاني، هذه القصص تحقق مشاهدات ضخمة لأنها تجمع بين الغرابة والدراما.

لماذا تنتشر هذه الآراء الغريبة؟

يرى الدكتور احمد فايز محلل اجتماعي أن مهنته في التحليل هي ما تسعى له معظم السيدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يردن أن يصبحن لديهن خبرة وشهرة وكل شئ بلا مجهود، برغم أن المهنة تعتمد في الاساس على تحليل مواقع التواصل الاجتماعي ويكون المحلل مسؤولا عن مراقبة حملات التواصل الاجتماعي وتقييمها وتحسينها لتعزيز حضور موضوع ما او علامة تجارية او محتوى معين على الإنترنت وأدائه العام، ويستخدم المحلل أدوات مثل جوجل أناليتكس وأدوات تحليل مواقع التواصل الاجتماعي لتتبع المقاييس الرئيسية، مثل معدلات المشاركة والانطباعات ومعدلات التحويل ولا يكون الموضوع متوقف فقط على الاجتهاد والبحث عن التريند.

واضاف أن انتشار هذا النوع من المحتوى يعود إلى الرغبة في جذب التفاعل بأي شكل، البحث عن الهوية وسط مجتمع رقمي سريع، حب القصص، حتى لو كانت غير واقعية، التأثير النفسي للتريند الذي يجعل المشاهد يصدق كل ما هو شائع.
بينما تذهب الدكتورة ايمان السيد استاذ علم الاجتماع بجامعة الشروق إلى أن هذه الظواهر رغم غرابتها تكشف عن احتياج السيدات لمساحة للتعبير عن مشاعرهن، و رغبة بعضهن في مشاركة تجارب الحياة حتى لو جاءت بطرق صادمة، وتأثير الضغوط الاجتماعية والاقتصادية على طريقة تقديم المحتوى، ويتجه استهلاك المحتوى لدى النساء عبر مواقع التواصل إلى التركيز على مجالات مثل الموضة، الجمال، والترفيه، مما يفسر انتشار المحتوى التافه أحيانًا، مدفوعًا بالرغبة في التواصل الاجتماعي، البحث عن الهروب من الضغوط، والبحث عن الإلهام أو الهوية، كما تساهم عوامل مثل مقارنات وسائل التواصل الاجتماعي في شكل الجسم والبحث عن القبول في تعزيز هذا الاتجاه.
وضمن اسباب الاتجاه للاسباب التي نصفها مهنيا بغير المهمة بينما يطلق عليه الجيل الحالي التريند على مواقع التواصل الاجتماعي هو البحث عن الهوية حيث توفر مواقع التواصل الاجتماعي مساحة للتفاعل الاجتماعي وتكوين العلاقات، وتميل السيدات إلى استكشاف جوانب مختلفة من هويتهن عبر الإنترنت، مما يشمل متابعة المحتوى المتعلق بالموضة، الجمال، وأسلوب الحياة، وايضا الترفيه والهروب من الضغوط يمكن أن تكون مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة للترفيه والابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية، حيث يوفر المحتوى التافه تشتيتاً بسيطًا وممتعاً ومربحا في احيان أخرى، ويمكننا أن نضم المقارنات الاجتماعية التي تشير فيها الدراسات إلى أن المقارنات الاجتماعية المستمرة على هذه المنصات يمكن أن تؤثر سلبًا على رضا المرأة عن صورتها الجسدية، حيث ترتبط زيادة الاستخدام بانخفاض الرضا، وايضا سهولة الوصول إلى المحتوى حيث يسهل المحتوى التافه استهلاكه، حيث يتطلب وقتًا وجهدًا أقل مقارنة بالمحتوى العميق والمعقد.
ولا ننسى الرغبة في الإلهام والقبول حيث يسهم المحتوى الترفيهي أحيانًا في إلهام النساء في حياتهن اليومية، بينما يسعى المحتوى إلى توفير شعور بالقبول الاجتماعي والانتماء لمجموعة معينة، بينما نضع في عين الاعتبار تأثير خوارزميات وسائل التواصل حيث تميل خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي إلى تقديم محتوى يحظى بتفاعل عالٍ، والذي قد يكون في كثير من الأحيان محتوى تافهًا، مما يعزز انتشاره ويخلق دوامة من الاستهلاك غير المتوازن.

واضافت السيد أن استهلاك المحتوى التافه يؤثر على اهتمامات النساء وتوجهاتهن، مما قد يصرفهن عن اهتمامات أكثر عمقًا أو أهمية، و التأثير على الصحة النفسية قد يؤدي الإفراط في استهلاك المحتوى التافه إلى الشعور بالقلق، والاكتئاب، وصعوبة في التركيز، خاصة إذا كان يرتبط بمقارنات اجتماعية سلبية.

تم نسخ الرابط