و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

ذكاء اصطناعي

OpenAI تخطط لتطوير ذكاء اصطناعي متقدم قادر على البحث العلمي المستقل

موقع الصفحة الأولى

كشفت شركة  OpenAI عن خططها لتطوير جيل جديد من أنظمة الذكاء الصناعي القادرة على القيام بمهام بحثية علمية متقدمة، في خطوة تعكس الطموح المتزايد للشركة لتوسيع قدرات الذكاء الصناعي إلى ما هو أبعد من كتابة النصوص أو توليد الصور.

وخلال بث مباشر نظمته الشركة، أعلن الرئيس التنفيذي سام ألتمان أن فريق التطوير يعمل حاليًا على إنشاء مساعد بحثي يعتمد على الذكاء الصناعي بمستوى المتدرب الأكاديمي، ومن المقرر أن يتم الانتهاء منه بحلول سبتمبر 2026. وأضاف ألتمان أن الشركة تخطط بعد ذلك لإطلاق باحث ذكاء صناعي متكامل بحلول عام 2028، يتمتع بالقدرة على إدارة مشروعات علمية كاملة بشكل ذاتي.

وأوضح ياكوب باتشوتسكي، كبير العلماء في OpenAI، أن الهدف النهائي من المشروع هو الوصول إلى نظام قادر على تصميم التجارب العلمية، واختبار الفرضيات، والتوصل إلى اكتشافات جديدة دون تدخل بشري مباشر. وقال في تصريحاته إن الشركة تؤمن بأن أنظمة التعلم العميق قد تكون على بعد أقل من عقد من الوصول إلى مرحلة «الذكاء الفائق»، أي أن تصبح قادرة على التفوق على الإنسان في معظم المهام الذهنية، مؤكدًا أن هذا الهدف قد يتحقق إذا استمرت وتيرة التطور والتمويل بنفس المعدل الحالي.

وتتبنى الشركة إستراتيجيتين رئيسيتين لتحقيق هذا الهدف، الأولى تعتمد على تحسين خوارزميات التعلم العميق لتصبح أكثر كفاءة في التعلم والتحليل المنطقي، بينما ترتكز الثانية على زيادة قوة الحوسبة المخصصة للنماذج، بحيث تمنح الأنظمة وقتًا وقدرة أكبر على التفكير وحل المشكلات المعقدة. وترى OpenAI أن هذا المزيج من التطوير البرمجي والقدرة الحوسبية سيمنح الذكاء الصناعي إمكانية التعامل مع تحديات علمية تفوق القدرات البشرية الحالية.

وفي ما يتعلق بالتمويل، قال ألتمان إن الهيكل الربحي الجديد للشركة يتيح لها جذب استثمارات ضخمة لتوسيع بنيتها التحتية، وأشار إلى أن OpenAI تخطط لإنشاء قدرة حوسبة تصل إلى 30 جيجاواط، بتكلفة تُقدر بحوالي 1.4 تريليون دولار، وهي خطوة ضرورية لتمكين النماذج المستقبلية من العمل كعلماء حقيقيين وليس كمساعدين رقميين فقط. وأكدت الشركة أن الهدف من المشروع لا يقتصر على استعراض القدرات التقنية، بل يهدف إلى تسريع وتيرة البحث العلمي في مجالات متعددة، مثل تطوير المواد الجديدة والعلاجات الطبية وتحسين كفاءة الطاقة.

إشراف مستمر

كما أشارت OpenAI إلى أن المؤسسة غير الربحية التابعة لها ستواصل الإشراف على هذا المسار العلمي من خلال صندوق بقيمة 25 مليار دولار مخصص لدعم الأبحاث الآمنة المعتمدة على الذكاء الصناعي، وهو ما يعكس نهج الشركة المتوازن بين الابتكار والحذر، مع الحفاظ على الشفافية والرقابة العامة في عملها.

ويشير الخبراء إلى أن المشروع المرتقب سيكون له تأثير كبير على البحث العلمي، إذ يمكن للأنظمة الذكية إدارة مشاريع البحث وتسريع الاكتشافات، مع إعادة تعريف دور الباحث البشري ليصبح أكثر إشرافًا واستراتيجية، في حين يحمل المشروع أيضًا تحديات اجتماعية واقتصادية، بما في ذلك احتمال فقدان بعض الوظائف العلمية التقليدية.

ووفق الجدول الزمني المعلن، من المتوقع أن يتم إطلاق «مساعد البحث المتدرب» في سبتمبر 2026، فيما يُتوقع تطوير "الباحث الذكي المستقل" بحلول عام 2028، ما يمثل تحولًا محتملاً في طبيعة البحث العلمي وإدارة المشاريع البحثية بشكل جذري.

وأكدت OpenAI في ختام تصريحاتها أن الهدف من هذه المبادرة هو بناء ذكاء صناعي يخدم البشرية ويُسهم في تقدمها، وليس مجرد استبدال الإنسان، لتظل الأبحاث العلمية في طليعة الابتكار والمسؤولية الاجتماعية في نفس الوقت.

تم نسخ الرابط