في منطقة الأشمونين
بعد 96 سنة .. العثور على نصف تمثال رمسيس الثاني بالمنيا

أعلنت بعثة أثرية عن اكتشاف الجزء العلوي المفقود من تمثال رمسيس الثاني بطول ثلاثة أمتار، وذلك بعد مرور 96 عامًا كاملة على العثور على الجزء السفلي من التمثال في منطقة الأشمونين بمحافظة المنيا.
وبحسب البعثة الأثرية المصرية – الأمريكية المشتركة فإن العثور على الجزء الجديد يشكّل حدثًا عالميًا لأنه سيتيح إعادة تركيب التمثال كاملًا لأول مرة منذ آلاف السنين.
ويبلغ ارتفاع الجزء المكتشف أكثر من ثلاثة أمتار، ويظهر فيه الملك رمسيس الثاني مرتديًا التاج المزدوج الذي يرمز لوحدة مصر العليا والسفلى، بينما تزين جبهته الكوبرا الملكية الحامية. أما العمود الخلفي للتمثال فقد نُقشت عليه ألقاب الفرعون الرسمية التي كانت تعكس هيبته وسلطته السياسية والدينية في مصر القديمة.
وبضم هذا الجزء العلوي إلى الجزء السفلي الذي اكتُشف عام 1930 على يد عالم الآثار الألماني جونتر رويدر، يصبح ارتفاع التمثال الكامل نحو 7 أمتار.
وبحسب مصادر أثرية، فإن فريق البعثة لم يكن يبحث أساسًا عن الجزء المفقود من تمثال رمسيس الثاني، بل كان ينفذ أعمال حفر اعتيادية حين عثر على الكتلة الحجرية مقلوبة على وجهها، مشيرة إلى أن الفريق كان يتوقع العثور على قطعة مفتتة بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية في المنطقة بعد بناء خزان أسوان، لكن المفاجأة أن التمثال جاء في حالة جيدة. وهو ما أثار ردود فعل إيجابية لدي علماء المصريات والمجتمع الأثري العالمي، إذ أن معظم القطع الأثرية الحجرية في الأشمونين تعرضت لأضرار بالغة عبر العقود الماضية نتيجة الظروف البيئية.
علماء المصريات
ويتميز الجزء المكتف من تمثال رمسيس الثانى بوجود بقايا ألوان أصلية واضحة على سطح الحجر الجيري، من بينها الأزرق والأصفر، وهو ما يعطى لمحة حقيقية عن طريقة المصريين القدماء في تلوين تماثيلهم ومعابدهم، حيث لم يكن الحجر يُترك بلونه الطبيعي فقط، بل يُزخرف بألوان زاهية تعكس قداسة الملوك والآلهة، وهو ما يعزز من الصورة الذهنية العالمية عن التماثيل المصرية القديمة باعتبارها آثار متفردة.
وحكم الملك رمسيس الثاني مصر في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، ويُعتبر من أعظم الفراعنة وأكثرهم تأثيرًا، إذ ترك بصمته في العمارة والدبلوماسية والحروب والفنون.
ويأمل علماء المصريات والأثريون فى أن يسهم إعادة تجميع تمثال رمسيس الثاني في تقديم فهم أوضح لدوره الأصلي، سواء أكان موضوعًا داخل معبد ضخم أو في ساحة مفتوحة ترمز لهيبة الفرعون، كما أن دراسة الألوان والبقايا الزخرفية قد تفتح الباب أمام تقنيات حديثة لإعادة ترميم التماثيل الأخرى بما يعكس صورتها الأصلية.
وتعتبر الأشمونين إحدى القرى التابعة لمركز ملوى بمحافظة وهي تجاور أطلال مدينة «خمون» الفرعونية والتي سماها الإغريق هيرموبوليس أو مدينة هرمس، وتحظي بتاريخ قديم حيث كانت مزدهرة على طول التاريخ الفرعوني والعصر اليوناني الروماني، وما زالت تضم الآثار الفرعونية واليونانية.
تقع تل العمارنة والتي كانت في الماضي العاصمة الجديدة التي بناها إخناتون وتسمى أخيتاتون على الضفة الغربية لـ الأشمونين. وعثر في الأشمونين على مقبرة «أمير المقاطعة» في عهد الفراعنة واسمه تحوت حتب، وهي مقبرة من أجمل مقابر قدماء المصريين.