و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

فى ذكري وفاته الرابعة

اللواء سمير فرج يكشف سر رفض المشير طنطاوي مقابلة شارون بشرم الشيخ

موقع الصفحة الأولى

الإسم: المشير محمد حسين طنطاوي 
تاريخ الميلاد : 31 أكتوبر 1935
تاريخ الوفاة: 21 سبتمبر 2021
المهنة: وزير الدفاع ورئيس المجلس العسكرى الأسبق

تحل اليوم 12 سبتمبر، الذكرى الرابعة لوفاة المشير محمد حسين طنطاوي، أحد قادة مصر الذين سطروا عددا من المواقف التاريخية، داخل القوات المسلحة المصرية وخارجها .
خاض المشير محمد حسين طنطاوي 6 حروب فى تاريخ العسكرية المصرية هي حرب 1956، ثم حرب 1967، ثم حرب الاستنزاف، ثم حرب أكتوبر 1973، قائدًا لمعركة المزرعة الصينية برتبة مقدم، وأخير كانت حرب تحرير الكويت، حيث كان رئيسا لهيئة العمليات.
حول معركة المزرعة الصينية يقول اللواء سمير فرج مدير الشئون المعنوية الأسبق، كانت البداية عندما تم تعيين المقدم محمد حسين طنطاوى قائدًا للكتيبة 16 مشاة التى كانت ضمن القوات المصرية المقاتلة فى قناة السويس يوم السادس من أكتوبر عام 1973، وعبرت قوات الكتيبة على متن القوارب المطاطية ضمن الموجة الأولى لقوات العبور، واقتحمت الكتيبة خط بارليف فى منطقة الدفرسوار، وانطلقت بعد ذلك فى اتجاه المزرعة الصينية، التى كانت عبارة عن ثلاثة مبان، قامت الصين بإنشائها قبل حرب 1967 كمزرعة تجريبية شرق القناة ، وعندما احتلت سيناء انسحبت العناصر الصينية من المزرعة وبقيت المبانى الثلاثة والمنطقة المحيطة بها على الخرائط، معروفة باسم المزرعة الصينية.
واستمرت الكتيبة 16 مشاة بقيادة المقدم أركان حرب محمد حسين طنطاوي، فى التمسك بالأرض، وخلال هذه الفترة قامت الكتيبة بصد العديد من الهجمات المضادة من احتياطيات العدو ونجحت فى صد وتدمير كافة الهجمات دون حدوث أى اختراق لخطوط دفاعات الكتيبة ..
حتى جاءت ليلة السادس عشر من أكتوبر1973، ليقوم العدو الإسرائيلى بأكبر هجوم مضاد بقوة لواء مدرع طبقا لخطة الجنرال شارون، التى كانت تهدف إلى إحداث اختراق فى دفاعات الفرقة 16، من خلال اختراق دفاعات الكتيبة 16 مشاة، وبعد حدوث الاختراق تندفع باقى قوات شارون إلى القناة والعبور بقوات لواء مدرع لتطويق الجيش الثانى، وتندفع فى اتجاه الإسماعيلية، تلك الخطة الإسرائيلية التى كانت معروفة باسم الغزالة.

معركة المزرعة الصينية

وبعد منتصف الليل، بدأت العناصر المدرعة الإسرائيلية من لواء أدان وماجن من الاقتراب من خطوط دفاعات الكتيبة 16 مشاة.
وبحسب شهادة المشير طنطاوى فى السجلات الخاصة بوقائع حرب أكتوبر قال:  إنه بدأ يسمع تحرك جنازير الدبابات التى تقترب من دفاعات كتيبته، ومن خلال أجهزة الرؤية الليلية بدأ تقدم كتيبة دبابات المقدمة للواء المدرع الإسرائيلى، الأمر الذى دفعه لإعطاء الأوامر بصفته قائد الكتيبة 16 مشاة بحبس النيران حتى تقترب دبابات العدو الإسرائيلى لأقرب نقطة، وتكون فى مرمى النيران المؤثرة لجنوده حتى يمكن تدميرها فورا.
وعندما اقتربت المدرعات الإسرائيلية فى مرمى النيران المؤثرة للكتيبة، أطلق المقدم حسين طنطاوي إشارة ضوئية فى الهواء وهنا قامت قوات الكتيبة بفتح النيران فورًا على الدبابات الإسرائيلية المتقدمة والتى أصابتها مباشرة واستمرت المعركة أكثر من ساعتين، وبعد أن شعر العدو بعدم قدرته على اختراق دفاعات الكتيبة، قرر إيقاف هجوم الاختراق والانسحاب للخلف.
وفشلت قوات شارون فى اختراق دفاعات الكتيبة 16 بقيادة المقدم حسين طنطاوى، واضطر شارون أن يلجأ إلى تنفيذ الخطة من خلال العبور من البحيرات المرة، إلى الضفة الغربية لقناة السويس، لينفذ خطته بتطويق الجيش الثانى، ويندفع بقوته فى اتجاه الإسماعيلية، حيث أوقفته قوات الصاعقة فى مدخل الإسماعيلية فى منطقة أبو عطوة.
ويضيف اللواء سمير فرج، شاءت الأقدار أن أكون شاهدًا بعد مرور أكثر من ربع قرن على حرب أكتوبر 1973، على واقعة محاولة شارون لقاء القائد المصرى محمد حسين طنطاوى، الرجل الذى حاربه ببسالة.
ويضف سمير فرج: أثناء عملى مديرًا لإدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، كنت فى أحد الأيام بمكتب المشير طنطاوي وزير الدفاع، وفجأة جاء اتصال من الرئيس مبارك وحاولت الخروج ولكن المشير طنطاوى أشار لى بالبقاء، وكانت مكالمة من الرئيس مبارك للمشير طنطاوى ليبلغه أن الجنرال شارون رئيس الوزراء الإسرائيلى سوف يحضر غدًا لمقابلته فى شرم الشيخ وطلب شارون أن يلتقى بوزير الدفاع محمد حسين طنطاوى. وكان رد المشير طنطاوى «يا فندم لو كنت مطلوب لمقابلته فى عمل خاص بالقوات المسلحة أو لصالح مصر، أوامر حضرتك»، ولكن الرئيس مبارك قال لا، إنه يريد أن يراك شخصيًا.
وهنا جاء رد المشير طنطاوى «معلش يا فندم أرجو إعفائى من هذه المقابلة». وكان رد الرئيس مبارك «عمومًا كنت متأكد من ردك»، وانتهت المحادثة.
ويضيف اللواء سمير فرج: وفى صباح اليوم التالى تابعت ما حدث فى شرم الشيخ، وعلمت أنه بعد انتهاء مقابلة الجنرال شارون رئيس الوزراء الإسرائيلى للرئيس مبارك خرج وسأل رجال المراسم هل سأقابل المشير طنطاوي ؟، وكانت الإجابة «المشير طنطاوى لديه التزام مسبق ولم يستطع الحضور»، وكان رد الجنرال شارون على ذلك قائلا «كنت متأكدًا أنه لن يحضر، ولكن كنت أود أن أقابل قائدًا عسكريًا حاربته بشرف، وأحترمه».

تم نسخ الرابط