20 عاماً على وفاة صاحب نوبل
ثلاثية نجيب محفوظ النسائية اللاتي أثرن في حياة الأديب العالمي
الشهرة: نجيب محفوظ
الاسم بالكامل: نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم الباشا
تاريخ الميلاد: 11 ديسمبر 1911
يمر اليوم الذكرى التاسعة عشر لرحيل الأديب العالمي نجيب محفوظ، أيقونة الرواية العربية وأول كاتب عربي يحصل على جائزة نوبل في الأدب، حيث ترك محفوظ إرثًا أدبيًا ضخمًا من الروايات والقصص التي جسدت حياة الناس البسطاء، وصورت المجتمع المصري بكل تفاصيله وأحلامه وتحدياته. ورغم مرور قرابة عشرين عامًا على رحيله، ما زالت أعماله حاضرة بيننا تُقرأ وتُدرّس وتلهم أجيالًا متجددة من القرّاء والكتّاب.
وفي ذكرى منحه جائزة نوبل، نستعيد جانبًا إنسانيًا من حياته، حيث كان لثلاث سيدات أثر بارز في تكوينه الإبداعي:
الحبيبة الأولى: فتاة من حي العباسية تكبره بسبع سنوات، كانت تسكن منزلًا يطل بشرفته على الشارع الذي كان يلعب فيه كرة القدم، أحبها محفوظ من طرف واحد لمدة عام كامل، يكتفي بالنظر إلى وجهها الذي شبّهه بـ"لوحة الجيوكندا". لكن حين تزوجت، تلقى صدمة كبيرة تركت أثرًا عميقًا في نفسه لم يستطع ابلغها بحبه لانها كانت من عائله معروفة من العباسية .
الثانية: امرأة بسيطة اعتاد أن يراها تجمع أعقاب السجائر من الشوارع، فتركت في وجدانه صورة إنسانية مؤثرة انعكست لاحقًا في تصويره الواقعي للمجتمع.
الثالثة: سيدة الغناء العربي أم كلثوم، التي ألهمه صوتها وأغانيها في لحظات إبداعه، فكانت حاضرة بروحها في عالمه الأدبي.
وقد وصف محفوظ حبه الأول بكلمات مؤثرة قال فيها: "عرفت الحب لأول مرة في حياتي، إنه كالموت؛ تسمع عنه كل حين خبرًا، ولكنك لا تعرفه إلا إذا حضر. هو قوة طاغية تلتهم فريستها، تسلبها أي قوة دفاع، وتصب الجنون في جوفها حتى يطفح."
من هو نجيب محفوظ؟
ولد نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا في 11 ديسمبر 1911 بحي الجمالية في القاهرة لأسرة متوسطة الحال؛ كان والده موظفًا حكوميًا بينما والدته ربة منزل. نشأ محفوظ في أجواء شعبية أثّرت لاحقًا في ملامح أدبه وأبطاله. التحق بكلية الآداب قسم الفلسفة بجامعة القاهرة، وكان على وشك الحصول على الماجستير في الفلسفة الإسلامية، إلا أنه آثر التفرغ للأدب والكتابة، فحوّل الفلسفة إلى رواية حية تنبض بالحياة والشخصيات.
بدأت مسيرته الأدبية بكتابة القصة القصيرة، حيث نشر أولى قصصه في مجلة الرسالة عام 1936. ثم أصدر روايته الأولى عبث الأقدار عام 1939، تلتها كفاح طيبة ورادوبيس، وهي ثلاثية فرعونية تاريخية جسدت اهتمامه المبكر بالحضارة المصرية القديمة .
تتميز روايات نجيب محفوظ بأسلوب سردي كلاسيكي، يتميز بالتركيز على تصوير الشخصيات والمواقف بطريقة شديدة الواقعية، مع التركيز على العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية في المجتمع المصري، والتجسيد الدقيق للحياة اليومية في مصر. كما يستخدم نجيب محفوظ نمط الرواية الداخلية الذي يسمح للقارئ بمشاهدة العالم من خلال عيون شخصية محورية في الرواية. كما يتميز أسلوب نجيب محفوظ بالتلاعب بالزمن والتركيز على التغيرات التي تحدث في الأحداث والأشخاص مع مرور الوقت.
حصل محفوظ على جوائز عديدة أبرزها جائزة نوبل للآداب عام 1988، كما تُرجمت أعماله إلى عشرات اللغات ودرست في جامعات العالم، ليبقى حاضرًا كأحد أعمدة الأدب الإنساني، ورائد الرواية العربية الحديثة الذي ألهم أجيالًا من الكُتاب والقراء.
