احصائيات خاطئة
أرشيف غرفة صناعة السينما في أيدي باعة الروبابكيا وباحث: وجدته على الرصيف

كارثة تهدد أرشيف مصر وذاكرتها الوطنية، مع تسلل ملفاته وأوراقه إلى باعة الروبابكيا تارة، وعرضها على الرصيف مرات أخرى، أو يتم العثور عليها بالصدفة وسط المهملات أو على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يستدعي ضرورة التدخل العاجل من وزارة الثقافة والجهات المهتمة بالحفاظ على التراث الوطني.
وقال الكاتب الصحفي محمد المالحي، الباحث في الوثائق والأرشيفات: "عثرت علي هذه الأوراق لدى أحد الباعة في سوق ديانا، واكتشفت أنها تمثل ملفا كاملا لأصول محاضر جلسات غرفة صناعة السينما، لعدة سنوات خلال فترة الخمسينيات من القرن الماضي، واشتريتها بمبلغ كبير تمسك به البائع لأنه يعلم قيمتها، وخاصة أن بعض الجنسيات العربية والأجنبية لديهم هوس باقتناء كل ما يتعلق بتاريخ السينما المصرية، وهو ما دفعني لشرائها خشية فقد وضياع ذلك الكنز الثمين الذي يمثل جزء من تاريخ وذاكرة مصر السينمائية.
وثائق نادرة
وكشف الباحث في الوثائق والأرشيفات، لـ الصفحة الأولى، عن أنها ليست المرة الأولى التي يعثر فيها على أوراق ووثائق نادرة تخص تاريخ السينما سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو في الأسواق الشعبية ومن على الرصيف، مبديا دهشته وحيرته حول كيف وصل هذا الملف الكامل لمحاضر جلسات غرفة صناعة السينما إلى يد هذا البائع، ومن الذي قرر الدفع به لسلة المهملات أو باعة الروبابكيا.
وأكد محمد المالحي أن محاضر تلك الجلسات تعتبر بمثابة أرشيف في غاية الأهمية و"وثيقة تاريخية" على سنوات المجد الذهبي لصناعة السينما المصرية، وكيف كانت الدولة داعمة لتلك الصناعة، التي كانت تدر دخلا قوميا وقتها، وتشتمل على أسماء عمالقة الفن والانتاج من كبار نجوم مصر، مثل ماري كويني وآسيا داغر ومحمد فوزي وكمال الشناوي وغيرهم من النجوم.
كما تحتوي بعض المحاضر على مناقشات تتعلق بمعوقات الانتاج وشكاوى الفنانين من أصحاب شركات الانتاج في دفع باقي أقساط أجورهم، واشتملت أيضا على أسماء الدول العربية والأجنبية التي كانت مقصدا لتوزيع الأفلام المصرية في تلك الفترة.
وفجر الباحث في الوثائق والأرشيفات مفاجأة حول احصائيات الأفلام في فترة الخمسينيات، قائلا: أهم ما لاحظته بعد قراءة دقيقة لمحاضر تلك الجلسات، وبالرجوع للصفحة الرسمية لـ غرفة صناعة السينما، وإحصاءات قائمة عدد الأفلام المنتجة منذ إنشاء غرفة صناعة السينما، أن الأرقام الموجودة على موقع الغرفة خاطئة وعير دقيقة نهائيا.
وأوضح: بحسب موقع الغرفة أنتجت مصر عام 1948- 49 فيلما، والعدد الصحيح 33 فيلما، وبحسب موقع الغرفة أنتجت مصر عام 1949- 44 فيلما، والعدد الصحيح 58 فيلما، وعام 1950- 47 فيلما والعدد الصحيح 57 فيلما، وعام 1951 52 فيلما، والعدد الصحيح 53 فيلما، وعام 1952 59 فيلما والعدد الصحيح 71 فيلما، وعام 1954 66 فيلما والعدد الصحيح 82 فيلما.




