و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

تقييم التجربة وتوسيع نطاقها

ألمانيا تخطط لتدريس الدين الإسلامي في كافة مدارسها.. واتحاد المعلمين يكشف السبب

موقع الصفحة الأولى

مع تزايد عدد المسلمين في ألمانيا والذين يقد عددهم بحوالي 5.5 مليون مسلم وفق الإحصاءات الرسمية الألمانية، وهذا يعادل تقريبا (5.5%) من إجمالي عدد السكان، بدأ توجه الحكومة الألمانية إلى التخطيط لتدريس الدين الإسلامي في كافة مدارسها. 

ويسعى الاتحاد الألماني للتعليم والتربية إلى توسيع نطاق تدريس الدين الإسلامي ليشمل كل مدارس ألمانيا، ويدعو لتقييم التجربة الموجودة حاليا ويمكن للمعلمين أن يُشكّلوا ثقلاً مضادا للتطرف من داخل العائلات أو دعاة الإنترنت.

وتختلف إتاحة حصص تعليم الدين الإسلامي باختلاف الولايات في ألمانيا؛ فبعض الولايات تُقدّم بالفعل حصصا لتعليم الدين الإسلامي في المدارس بشكل مكثف بينما هناك مدارس أخرى تتجاهل الأمر. 

ودعا الاتحاد الألماني للتعليم والتربية (VBE) إلى توفير حصص لتعليم الدين الإسلامي في المدارس على مستوى ألمانيا. وقال رئيس الاتحاد، غيرهارد براند، في تصريحات لصحف "شبكة التحرير ألمانيا" الإعلامية (RND): "ينبغي أن يتمكن جميع المؤمنين من مناقشة معتقداتهم الدينية في المدرسة والحصول على معلومات ذات صلة عن دينهم والديانات الأخرى".، مطالبا السياسيين إلى الإسراع في تنفيذ هذا العرض.

وحثّ براند الساسة على إدخال وتوسيع نطاق تعليم الدين الإسلامي في المدارس على مستوى ألمانيا، وتوفير الكوادر والتمويل اللازمين، وتنفيذ الإجراءات على الفور لتحقيق الهدف على المدى المتوسط.

 تقييم التجربة

تجدر الإشارة إلى أن إتاحة حصص تعليم الدين الإسلامي يختلف باختلاف الولايات في ألمانيا؛ فبعض الولايات - مثل شمال الراين-ويستفاليا وبافاريا وهيسن وساكسونيا السفلى وسارلاند، تُقدم بالفعل حصصا لتعليم الدين الإسلامي في المدارس.

وأكد براند ضرورة تقييم هذه العروض القائمة بالفعل، وتحسينها حسب الحاجة، وتوسيع نطاقها بسرعة.

ومن جانبه، يرى رئيس اتحاد المعلمين الألمان، شتيفان دول، أن حصص الدين تمثل ثقلا موازنا في مواجهة وجهات النظر الأصولية، وقال في تصريحات أيضا لصحف "شبكة التحرير ألمانيا" (RND): "حصص الدين في المدارس العامة، التي يقدمها معلمون مدربون في ألمانيا ومعتمدون من الدولة، يمكن أن تشكل ثقلا موازنا للمعتقدات الأصولية، التي تنقل من العائلة أو عبر دعاة أصوليين عبر الإنترنت".

تؤكد وزارة الثقافة في ولاية سكسونيا السفلى أن الهدف من تدريس مادة الإسلام في المدارس هي مساعدة الطلاب على التفكير في ديانتهم بشكل نقدي، وتضيف الوزارة بهذا الخصوص “تدريس الدين الإسلامي يقدم للطلاب والطالبات المسلمين في التعليم الرسمي الفرصة للتفكير في دينهم ضمن سياق الحياة في مجتمع غربي والتي غالبا ما تكون مطبوعة بالطابع المسيحي. والهدف هو تطوير القدرة على تقييم الأحكام الدينية”.

بنص الدستور 

وفقاً للمادة (7 الفقرة 3) من الدستور الألماني فإن لجميع الأديان الحق في تدريس الدين في المدارس، هذا ينطبق أيضاً على حوالي مليون تلميذ وتلميذة يدينون بالدين الإسلامي في ألمانيا. ولأن الإسلام غير معترف به كـ ” دين ” رسمياً في المجتمع الألماني، فإن الولايات الألمانية تبحث عن آليات قانونية وسياسية لإدخال تدريس الدين الإسلامي في المدراس، ويبحث ممثلو هذه الولايات عن طرق لحث ممثلين عن المسلمين للمشاركة معهم في ذلك.

تعود الاعتبارات الأولية لإدخال التعليم الديني الإسلامي في المدارس إلى سبعينيات القرن العشرين، دون أي مبادرات ملموسة في البداية، والسبب في ذلك هو توظيف العمال المهاجرين، وكثير منهم مسلمون، من تركيا وإدراك أنهم يريدون البقاء في ألمانيا بشكل دائم مع عائلاتهم. وعلى الرغم من أن المؤتمر الدائم لوزراء التعليم والشؤون الثقافية في عام 2011 قد اعترف بضرورة التعليم الديني الإسلامي ووعد به، إلا أن التعليم الإسلامي الذي ترعاه الدولة في المدارس لا يزال جديداً نسبياً.

تم نسخ الرابط