
المساعى الجادة للصهيونية في الحصول على قانون السامية وحمايتها في أمريكا وأوروبا من وجهة نظر البعض هو حركة تكميم للأفواه عن نقد مذابح اليهود في العرب والسعى للحصول على قوانين تحرم النيل من إسرائيل قد بدأ بخطة منظمة بعيدة عن العشوائية، بدأت بصحافيين كلفتهم الصهيونية بالمال أن يكتبوا في الصحافة عن أصل السامية والغاية منها وبالفعل صدرت القوانين الحامية لسيرة إسرائيل، وتجاهل كل المذابح التي ترتكبها منذ أن وطأت أرض فلسطين 1948، وليس هذا فحسب بل وصلوا بالعمل المنظم إلى الضغط على الحكومات الأوروبية لاستصدار قوانين تجرم التشكيك في المحرقة التى أوقدها هتلر عليهم، بمعنى لو ظهر باحث يراجع الوثائق الخاصة بالافران الألمانية فإن مجرد البحث في هذا الموضوع يستدعى السحب على السجن عقابا له نظير خوضه في مباحث علمية تشكك في عنف هتلر ضد اليهود.
لقد نجح عملهم المنظم في فرنسا في إصدار قانون فابيوس جيوسا في يوليو 1990 والذي نص صراحة على تحريم إعادة التفكير أو الشك في جميع المرويات الصهيونية بشأن أعمال التعذيب المنسوب للنازية، ومن يشكك فيها أو يعيد البحث في جديتها يتعرض للسجن لمدة سنة، بالإضافة إلى غرامة مالية موجعة قيمتها ألف فرنك فرنسي.
الصهيونية المصنوعة
وقد تعرض الكاتب المفكر روجيه جارودى للعقاب الشديد من جراء موقفه من السامية الصهيونية المصنوعة، وعلق الرجل متعجبا بقوله : ".. في فرنسا يمكن انتقاد الكنيسة الكاثوليكية أو الماركسية ، كما يمكن مهاجمة الإلحاد والقومية، وشتم نظام الحكم في الولايات المتحدة، والتبشير بالفوضوية أو بعودة الملكية دون التعرض لمخاطر ... أما نقد الصهيونية فإنه يفضى بصاحبه من عالم الأدب والفكر، إلى عالم التحقيق والقضاء، ويؤدى على الفور إلى معاملته كـ "نازى" .. أو معاد للسامية ويجر عليه تهديدا بالموت وبالفعل كان القضاء الفرنسي من ورائه أصابع الصهيونية قد تربصوا بالكاتب الكبير وساقوه إلى السجن.
وبلغت المساعى الصهيونية في النمسا على مثل ذلك وأصدرت حكومة النمسا قانونا مماثلا لقانون جيسو 1992 ، يتضمن عقوبة بالسجن لمدة ستة أعوام لمن ينكر وجود الهولوكست.
وأقر البرلمان الألماني ( البوندستاج) في ديسمبر 2003 لقانون يدين ويجرم من وصفهم بالمعادين للسامية !! داخل المجتمع الألماني وجاء في القانون أيضا عقوبة العزل السياسي لأي ألماني تثبت عليه تهمة العداء للسامية وإمعانا في بذل الجهود في هذا الميدان قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2005 بإحياء الذكرى الستين للمحرقة النازية ، وفي هذه الجلسة تعهد الأمين العام كوفى عنان بأن تحارب المنظمة الدولية معادة السامية، بل واعتبر السيد عنان أن الأمم المتحدة انشئت ردا على شرور النازية، وأن الأفران الألمانية النازية قد أسهمت في تحديد مهمتها، وفي نهاية كلمته قام الحضور بأداء صلاة الترحم باللغة العبرية على أرواح الذين هلكوا في هذه المحرقة، بل وتم عزف النشيد الوطنى الإسرائيلى.
وكانت جهود الصهيونية بضغوطها المتنوعة قد نجحت في إلغاء قرار الأمم المتحدة رقم 3379 الصادر في نوفمبر 1975 والذي يعتبر الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية المتطرفة، وصدر قرار الإلغاء بدوافع صهيونية 1991 هذه المرحلة سعت فيها جهودهم إلى عمل عدد من الأفلام التسجيلية لتوثيقها في التاريخ، ولنا أن نتخيل أجيالاً جادة بالكامل تحيى ذكرى الهولوكست ولا تسمح لهم بالتحدث عن أحداثه والتشكيك فيه ، ولم تحدث كل هذه الأمور بالمحبة وروح النقد البناء.. بل كان لوسائلهم أحاديث أخرى.