من الخبز إلى رحلات الطيران
رغم شلل الحياة بسبب حريق سنترال رمسيس..الحكومة: لا نعتمد على سنترال واحد

رغم حالة الشلل التي أصابت العديد من مرافق الحياة بالقاهرة أمس بسبب حريق سنترال رمسيس، إلا أن وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت خرج بتصريح فجر اليوم، خلال تفقده لمبنى سنترال رمسيس المتفحم، ليؤكد أنه لا يوجد سنترال واحد فقط تعتمد عليه مصر ، وأن عودة خدمات الاتصالات يتتم بشكل تدريجى خلال 24 ساعة
وكان الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات تفقد فجر اليوم، مبنى سنترال رمسيس بوسط القاهرة؛ وذلك لمتابعة تداعيات الحادث، وعمليات السيطرة على الحريق، كما اطلع على الجهود المبذولة لاستعادة خدمات الاتصالات التى تأثرت جراء الحريق الذى اندلع عصر أمس داخل سنترال رمسيس التابع للشركة المصرية للاتصالات، والذي استمر لما يزيد عن 10 ساعات
وقال عمرو طلعت:" إنه خلال 24 ساعة ستكون عادت كافة خدمات الاتصالات بشكل تدريجى"، موضحا أنه تم نقل كافة الخدمات إلى أكثر من سنترال ليعملوا كشبكة بديلة، ونفى أن تكون مصر معتمدة على سنترال رمسيس فقط كمركز رئيسى لخدمات الاتصالات، وقال:" لا يوجد سنترال واحد فقط تعتمد عليه مصر وسنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة لأيام ومع ذلك ستعود الخدمات بشكل تدريجى بعد ما تم نقل كافة الخدمات التى توجد فى سنترال رمسيس إلى أكثر من سنترال".

وأضاف أن معظم الخدمات الحيوية تعمل بشكل طبيعى فى أغلب المحافظات مثل النجدة والمطافى والاسعاف ومنظومة تقديم الخبز والمطارات والموانئ والمرافق الحيوية، وبعض الخدمات فى عدد من المحافظات المحدودة ظهرت بها أعطال يتم التعامل معها لاستعادتها خلال صباح اليوم.
وشدد وزير الاتصالات على أنه يتم متابعة الموقف أولا بأول في حريق سنترال رمسيس؛ موجها نحو سرعة الانتهاء من أعمال الإصلاح واستعادة خدمات الاتصالات المتأثرة فى أسرع وقت، وحصر المستخدمين المتضررين واتخاذ الإجراءات اللازمة لتعويضهم.
وقدم خالص التعازى والمواساة لأسر ضحايا حريق سنترال رمسيس من المتوفين، ولقيادات الشركة المصرية للاتصالات والعاملين بها، فى شهداء الواجب الذين فقدوا أرواحهم أثناء تأدية مهام عملهم داخل مبنى السنترال.
كما وجه وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الشكر لقوات الحماية المدنية ورجال الإطفاء على الجهود المكثفة المبذولة على مدار ساعات لإخماد النيران التى اندلعت داخل المبنى.
وعقب ذلك، قام وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بزيارة عدد من المستشفيات التى تم نقل المصابين فى الحادث إليها وهم المنيرة، ودار الفؤاد، وصيدناوى، والقبطى، للاطمئنان على الحالة الصحية للمصابين ووجه بسرعة توفير كل سبل الدعم والرعاية اللازمة لهم.
شلل في قطاعات الحياة
من أبرز القطاعات التي تأثرت بتداعيات حريق سنترال رمسيس، جاء قطاع الطيران المدني الذي تسبب في تعطل العديد من الرحالات على مدار أكثر من 12 ساعة بسبب تعطل الشبكات، لتعلن اليوم وزارة الطيران المدني عن إقلاع جميع الرحلات الجوية التي تأثرت نتيجة العطل المفاجئ الذي طرأ على شبكات الاتصالات والإنترنت خلال الساعات الماضية وعودة حركة التشغيل إلى طبيعتها بمطار القاهرة الدولي.
وقالت الوزارة فجر اليوم أنها استعادة نظام التشغيل بالكامل في جميع مباني الركاب، وذلك من خلال تنفيذ حلول بديلة بالتنسيق والتعاون الكامل مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وكافة الجهات المعنية بالدولة .
كما أشار جهاز تنظيم الاتصالات إلى أن خدمات الإنترنت الثابت وخدمات المحمول تأثرت نسبيًا لدى شركات المحمول الثلاث، نتيجة تعطل بعض دوائر الربط بسبب الحريق.
ومن بين القطاعات المتأثرة أيضا، كانت البنوك والتطبيقات المالية على الهواتف المحمولة من أكثر المتضررين، حيث اشتكى عدد من المواطنين من توقف الخدمات المالية على تطبيق “إنستاباي” والمحافظ الإلكترونية، بالإضافة إلى ماكينات الصراف الآلي.
حالة الشلل التام الذي أصابت نظام التشغيل في البنوك والمحافظ الإلكترونية بكافة أنواعها، بالإضافة الى البورصة حيث قال أحمد الشيخ، رئيس البورصة اليوم: إلغاء جلسة التداولات اليوم وهو أفضل من عمل السوق في هذه الظروف و"ما حدش شايف الأسعار"، موضحا أن القرار يأتي ذلك بعد عطل مفاجئ طرأ على شبكات الاتصالات والإنترنت خلال الساعات الماضية بسبب حريق سنترال مسيس

كما قال البنك الأهلى المصرى، فى رسالة للعملاء اليوم: "نعتذر لتأثر بعض خدماتنا خلال الفترة القادمة، نعمل جاهدين علي عودة جميع خدماتنا فى أقرب وقت ممكن بسبب حريق سنترال رمسيس"
وفي سياق متصل حذرت الشعبة العامة للمخابز من احتمالية حدوث مشكلة في شبكة صرف الخبز المدعم اليوم الثلاثاء في بعض المناطق بسبب حريق سنترال رمسيس وتعطل شبكات الاتصال.
أوضحت الشعبة في بيان أنه في حالة عدم حل هذه المشكلة في الصباح الباكر، سيتعين على جميع المخابز تجميع بطاقات المواطنين لصرف الخبز بناءً على البطاقات المجمعة.
سنترال رمسيس عصب الحياة
الدكتورة إيمان علي، خبيرة الأمن السيبراني، قالت إن مراكز الاتصالات مثل سنترال رمسيس تمثل العصب المركزي للمدن الحديثة، وأي خلل فيها يؤثر فورًا على الملايين.
وأكدت خبيرة الأمن السيبراني أنه رغم كل الاحتياطات، تظل الطوارئ واردة، وهنا تبرز أهمية استراتيجيات التعافي التي تضمن عودة الخدمة بأسرع وقت، وتلخصها إيمان علي فيما يلي:
1. استجابة فنية فورية: فرق الدعم الفني مجهزة للتدخل السريع لتصليح الـ«hardware» أو استبدالها
2. توزيع الأحمال والشبكات الاحتياطية: عند تعطل مركز رئيسي، يتم تحويل حركة البيانات تلقائيًا إلى مراكز بديلة لضمان استمرارية الخدمة ومنع الانقطاع الشامل.

3. البيان الرسمي: يجب أن تلتزم الشركات بإبلاغ العملاء بشفافية عن أسباب المشكلة والإطار الزمني المتوقع لحلها
4. التقييم والتطوير المستمر: بعد كل أزمة، يتم تحليل أسباب الحادث وأداء فرق الاستجابة، وتُستخدم الدروس المستفادة لتحديث خطط الطوارئ وتحسينها للمستقبل.