عفاريت للبيع
عرض لشراء 3 عفاريت بمليون جنيه.. وأحمد كريمة: خيال وتخريف

أثار الكاتب الصحفي صلاح الدين حسن جدلا كبيرا بعدما أعلن عن تلقيه عرضا لشراء 3 عفاريت، بحوالي مليون جنيه، وذلك من أحد الأشخاص في بلدته في صان الحجر بمحافظة الشرقية.
وقال "حسن" عبر منشور على صفحته بموقع فيسبوك، إنه تلقى عرضا لشراء 3 عفاريت، مقابل 350 ألف جنيه للعفريت الواحد، وهو نفس الثمن الذي اشتراه به صاحبهم كما يزعم ذلك الشخص، مؤكدا أن تلك الصفقة أثارت فضوله، متسائلا عن الموقف من عملية التسليم والتسلم، ليخبره ذلك الشخص بان من يمتلك العفاريت محبوس حاليا، ولكن يمكن دفع الثمن إلى أولاده، ووقتها يمكن استلام العفاريت والتحكم فيهم.
ويؤكد الكاتب الصحفي، أنه لولا سفره خارج بلدته، كان سيكمل المغامرة، فقط من اجل معرفة كيفية تسلم العفاريت بعد إتمام الصفقة، مشيرا إلى أنه رأى الكثير في حياته، ولكنها أول مرة يسمع عن عملية لبيع العفاريت.
وقال الكاتب الصحفي صلاح الدين حسن، إن صان الحجر تشتهر بالآثار والتنقيب عنها، والبعض يبحث عن فتح المقابر ومعرفة أماكن الكنوز من خلال الجن والعفاريت، ولكنها أول مرة يسمع عن بيع وشراء العفاريت واستخدامها واستغلالها في موضوع المقابر.
وأضاف "حسن" في تصريحاته لـ الصفحة الأولى، أن ما لفت انتباه أن العفاريت ليست شيئا ماديا يمكن إمساكه مثلا، وبالتالي فكيف ستتم الصفقة وخاصة عملية التسليم والتسلم، ولكن ما عطل الأمر هو أن الراجل الذي يزعم امتلاكه للعفاريت محبوس حاليا، وهو أيضا سبق واشتراهم من شخص آخر لتشغيلهم في فتح المقابر والتنقيب عن الآثار.
ولفت الكاتب الصحفي إلى أن تلك القصص والحكايات تتعلق بثقافة المجتمع وظروفه الاقتصادية، لأنها تكشف عن الاتجاه إلى المسائل الغيبية، لأن هناك البعض يبحث عن الخروج من دائرة الفقر والثراء السريع، من خلال البحث والتنقيب غير المشروع عن الآثار، وبالتالي يقع ضحية للنصب والاحتيال، والتي وصلت إلى ادعاء البعض قدرته على بيع وشراء العفاريت.
شراء العفاريت
وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، إن من يدعي قدرته على بيع أو شراء العفاريت، يندرج تحت بند النصب والاحتيال، لأن عالم الجن بأنواعه عالم غيبي، يدخل في السمعيات، بمعنى أننا نقف عند ما جاء به الشرع، وهذا العالم الغيبي تحدده الآية الكريمة: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ (من الآية 27 سورة الأعراف)، وذلك يدل على أن الجن يرانا ونحن لا نراه.
وأضاف "كريمة" في تصريحاته لـ الصفحة الأولى، أن الله سبحانه وتعالى، لم يسخر الجن لأحد من الخلق إلا لسيدنا سليمان بن داوود عليهما السلام، حتى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال، كما جاء في البخاري: "إن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة، ليقطع علي الصلاة، فأردت أن أربطه في سارية المسجد حتى تنظروا إليه كلكم، فذكرت قول أخي سليمان، عليه السلام: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِي (من الآية 35 سورة ص)، فأطلقته.
ويواصل أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف: وعلى ضوء ذلك، من الأمور المحظورة الادعاء بحدوث أمور حسية اأو محسوسة مع الجن، وغاية التعاون مع الأشرار ما قاله الله تعالى في سورة الجن: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6)، والمقصود به أعمال السحر وهو من أكبر الكبائر.
وتابع "كريمة": أما الادعاء بأن الجن يباع ويشترى، فهو ضرب من الخيال ومن التخريف، والزعم بأن المقابر الآثرية لها خدام ومفاتيح يرد عليه بالسؤال البدهي: مقبرة توت عنخ آمون عندما فتحها عالم الآثار هوارد كارتر، هل كان هذا الرجل كان معه عفاريت؟ بطبيعة الحال الإجابة لا.
فالعفاريت، والحديث لفضيلة الدكتور أحمد كريمة، ثقافة العالم الثالث والأخير، وتأتي في سياق إلهاء الناس عن القضايا الكبرى، وفي عام 2012، عندما وصل الإخوان والسلفية إلى الحكم، شاعت مسالة الغيبيات والجن، لدرجة أن "الحويني" وهو من مشايخ السلفية، ذهب إلى جامعة سوهاج، وألقى محاضرة، وهي مسجلة، أفتى فيها بجواز أكل لحوم الجن! وصدقه أناس كثيرون.
واختتم "كريمة" تصريحاته بأن كل هذه الخزعبلات والشعوذة تكثر في العالم الثالث، وهناك سؤال بدهي: ألا يوجد جن مسلم يمكن إرساله إلى نتنياهو في إسرائيل؟ فهذا كلام خرافي وخيالي ينال من العقل السليم.
