مع استمرار التصعيد بين إيران وإسرائيل
خبراء سياسيون لـ "الصفحة الأولى": منطقة الشرق الأوسط مرشحة بقوة لـ"حرب إقليمية"

المنطقة مقبلة على حرب إقليمية.. تساؤلات مطروحة في ظل استمرار التصعيد بين إيران واسرائيل ، خاصة مع توسيع ايران دائرة الاستهداف في المنطقة واستهداف مقر السفارة الأمريكية في العراق، وإعلان المتحدث باسم الجيش الإيراني أن الهجمات الصاروخية على إسرائيل ستكون 20 ضعفًا مقارنة بالهجمات السابقة.
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن مصدر عسكري "مطلع" أن الحرب التي بدأت بـ"اعتداءات إسرائيلية" ستتوسع خلال الأيام القادمة لتشمل كل المناطق المحتلة والقواعد الأمريكية بالمنطقة.
وأضاف المصدر أن "المعتدين سيكونون هدفا لردنا الحاسم وواسع النطاق"، مشددًا على أن القيادات العسكرية تؤكد أن المواجهة لن تقتصر على التحركات المحدودة التي نُفذت الليلة الماضية، كما أكد المصدر العسكري أن الضربات الإيرانية "ستتواصل وستكون مؤلمة للغاية للمعتدين وستجعلهم يندمون".
وفي سياق متصل، ذكرت وكالة مهر أن إيران أبلغت واشنطن وباريس ولندن بتوسيع الهجمات على إسرائيل.
ووفقا لما نقلته "رويترز" عن وسائل إعلام إيرانية رسمية اليوم السبت، حذرت إيران كلاً من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من أن قواعدها وسفنها في المنطقة ستكون مستهدفة إذا ساعدت في التصدي لهجمات طهران على إسرائيل.
أعلن مجلس الأمن القومي الإيراني أنه عقد اجتماعًا أمس قبل الرد الإيراني على إسرائيل، و"استعرض خططًا لمواصلة الرد على أي اعتداء من العدو".
في المقابل، كانت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أعلنت صباح اليوم أن دفعة سادسة من الصواريخ أُطلقت من إيران واستهدفت مناطق واسعة من إسرائيل.
وخلفت الهجمات الإيرانية -في أحدث حصيلة- مقتل 3 إسرائيليين، سقط اثنان منهم بقصف على مدينة ريشون ليتسيون جنوب تل أبيب، بينما قُتلت إسرائيلية جراء قصف بصاروخ إيراني في مدينة رمات جان في وقت مبكر من فجر اليوم.
وبلغ عدد المصابين نحو 170 إسرائيليًا، وسط حديث عن دمار غير مسبوق في منطقة تل أبيب الكبرى.

لكن في ظل التصعيد بين طرفي الصراع، تبقى التساؤلات حول حول تداعيات الموقف الراهن وهل يصل التصعيد إلى حرب إقليمية في المنطقة، "الصفحة الأولى" إستطلع أراء الخبراء السياسيين حول هذا الأمر .
صراع اقليمي
من جانبه أكد الدكتور محمد خيري الخبير في الشؤن الايرانية، أن خطورة التصعيد بين اسرائيل وايران تكمن في تحول إقليم الشرق الأوسط الى حالة صراع عسكري عنيف و حرب إقليمية ، بين أخطر قوتين في المنطقة، وهو يعكس صراع التحالفات التي بات متشابكا فإسرائيل لديها ما يمكنها من تحالفات يمكنها من الاستمرار في هذه الحرب خاصة مع الدعم الأمريكي، لكن على الطرف الأخر فإن ايران قوة عسكرية لا يستهان بها رغم ضرب اسرائيل لعدد من أذرع ايران في المنطقة .
وقال خيري لـ الصفحة الأولى وتبقى الأزمة الرئيسية هو وجود تسريبات اشعاعية نتيجة ضرب عدد من قواعد المفاعلات النووية الايرانية وهو ما سيؤثر مستقبلا ويكون له تداعياته على المنطقة
وأكد ان منطقة الشرق الأوسط مرشحة بقوة الى حرب إقليمية في ظل التصعيد المستمر بين هاتين القوتين ، ما لم يتم احتواء الازمة من كافة الأطراف الدولية المعنية، خاصة في ظل عدم تدخل الولايات المتحدة عسكريا بشكل مباشر والوعي بأن تدخلها ستحول الأزمة الى حرب عالمية

ومن جانبه أكد الدكتور أحمد سيد أحمد، أستاذ العلاقات الدولية بمركز الأهرام للأبحاث السياسية والاستراتيجية، أن الهجوم الإسرائيلي على إيران ينذر بمخاطر توسع صراع إقليمي أو حرب إقليمية، خاصة في ظل استهداف قواعد عسكرية ومنشأت نووية واستداف العلاماء النووين وهيئة الأركان الايرانية .
وأوضح أن استمرار جولات الرد بين ايران واسرائيل يشير الى امكانية التوسع من عمليات محدودة إلى صراع اقليمي في المنطقة، مشددا أن المشروع الاسرائيلي التوسعي يتغذى على مثل هذه الصراعات وينمو باثارة الأزمات والحروب .
طوق النجاة لنتنياهو
وأشار إلى أن الهجوم الاسرائيلي كان بمثابة طوق النجاة لنتنياهو الذي كان يواجه خلال اليومين الماضيين أزمات حول حل الكنيست ومطاردة حكومته بسبب أزمة حرب غزة وتصاعد المعارضة ضده في ملف الأسرى
وحول إمكانية صمود إيران في هذا الصراع قال أحمد: إيران تمتلك من الوسائل ما يؤهلها لتوجيه ضربات مؤثرة وأبرزها الصواريخ الباليستية والصواريخ الفرط صوتية، القادرة على اختراق أنظمة الدفاع الجوي والوصول إلى أهدافها بدقة، والطائرات المسيّرة، والتي استخدمت بكفاءة في حروب سابقة، وتعد أداة فعالة في الحرب غير التقليدية.
وفيما يتعلق باستخدام الحلفاء الإقليميين، أضاف إن هذا الخيار يبقى مطروحا، خاصة من خلال الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في العراق أو سوريا أو لبنان، لكنه لاحظ وجود هدوء نسبي في تلك الجبهات حاليا، معربا عن توقعا باستهداف للقواعد الأمريكية في المنطقة ضمن نطاق الرد، لكن الهجوم الأساسي سيكون باتجاه إسرائيل مباشرة.
ضرب رأس الأفعى
من جانبها، أكدت الدكتورة رانيا فوزي، أستاذ اللّغويات العبرية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية والمتخصصة في الشأن الأسرائيلي، أن عملية الهجوم الاسرائيلي على ايران كانت لأهداف واضحة وهي وفقا للمعلومات الاسرائيلية ضرب "رأس الأفعى" ايران بعد التخلص من أبرز أذرعها في المنطقة وذلك وفقا للرؤية الاسرائيلية، بالاضافة الى التنسيق مع الولايات المتحدة بأن تكون الضربة هي وسيلة ضغط قوية في المباحثات النووية بين أمريكا وايران، في حال انعقادها .
وقالت فوزي لـ الصفحة الأولى : أعتقد أن الاسباب السابقة كانت هي هدف اسرائيل من توجيه عملية "الأسد الصاعد" لكنها في ذات الوقت لم تكن تتوقع ان يكون الرد الايراني بهذا الحجم وهذا الألم، خاصة في ظل توقف ايران عن الرد في أكثر من عملية سابقة، مشيرة إلى ان تصاعد جولات الرد بين الطرفين قد يجر المنطقة برمتها إلى حرب إقليمية.

وحول حجم الخسائر في إسرائيل أكدت رانيا فوزي أن كل الأخبار والتقارير تخضع للرقابة العسكرية الاسرائيلية، ولا ينشر شيء إلا بموافقة الرقابة، وعادة ما يتم فرض تعتيم تام... لم يسبق أن نشر الاحتلال أعداد القتلى او الجرحى أو حجم الخسائر في أي مواجهة
وأضافت: الجيش الاسرائيلي اليوم هو من ينشر ويسرب أعداد الجرحى وسقوط قتيلة، وفقدان رضيعة، وصور للمباني المدمرة، وهذا مقصود تماما،والسبب يكمن في أمرين
أولا : داخليا موجه لجمهورهم بأن ايران خطر وجودي بلا أخلاق، وعدو يستهدف الحياة والبشر، وتحمل القليل في سبيل إزالة الخطر نهائيا أمر يستحق التضحية
ثانيا خارجيا التمهيد لاستهداف البنى التحتية المدنية في إيران كرد على استهداف المدنيين في كيان الاحتلال