بسبب ضغوط العمل..
3 أيام متواصلة دون نوم.. انتشال جثمان طبيب أسيوط بعد انتحاره غرقا

حالة من الحزن تخيم على محافظة أسيوط بعد إقدام طبيب بمستشفى أسيوط الجامعي على الانتحار، وقد تمكنت قوات الإنقاذ النهري بمحافظة أسيوط، اليوم الأربعاء، من انتشال جثمان الطبيب الذي توفى غرقًا في الترعة الإبراهيمية بالمحافظة.
وبدأت الواقعة بتلقي مدير أمن أسيوط، اللواء وائل نصار، إخطارًا من غرفة عمليات شرطة النجدة، يفيد بورود بلاغ من الأهالي بوجود جثمان يطفو على سطح مياه الترعة الإبراهيمية قبل كوبري قرية بني حسين بدائرة مركز أسيوط.
على الفور، انتقلت الأجهزة المعنية، متمثلة في قوات الإنقاذ النهري وضباط المركز وسيارة الإسعاف، وتم انتشال الجثمان بواسطة الإنقاذ النهري.
وبالفحص والمعاينة، تبين أن الجثمان لشاب يُدعى "علي السيد جلال"، طبيب عظام يعمل نائبًا مقيم بالمستشفى الجامعي، ويبلغ من العمر 24 عامًا.
وكان أقارب المتوفى قد تقدموا ببلاغ إلى الأجهزة الأمنية يفيد باختفاء وتغيّب الطبيب منذ يوم الجمعة الماضي، بعد انتهاء وردية عمله.

وفور العثور على الطبيب، تداول عدد من زملائه في قسم العظام أحاديث عن تعرضه لضغوط شديدة في العمل، واستمراره في أداء عمله لأكثر من 36 ساعة متواصلة دون نوم أو راحة، ما أصابه بحالة من الإعياء الشديد والانهيار النفسي والمعنوي.
وأكد العديد من زملاء الطبيب المتوفى أنه كان يتمتع بالأخلاق والتعاون مع الجميع، لكنه تعرض لظروف عمل قاسية أدت إلى انهياره، حيث استمرت نوبة عمله لمدة 3 أيام متواصلة دون نوم، ما أفقده توازنه وانخفض ضغطه نتيجة للإجهاد، حتى أنه في يوم الخميس السابق لم يكن قادرًا على الحديث أو التواصل مع أحد أثناء شفت العمل.
الجامعة تنفي ضغوط العمل
وفي أول تعليق رسمي على وفاة الطبيب الشاب علي السيد جلال، نفى عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة أسيوط، وجود أي مؤشرات على تعرضه لضغوط عمل استثنائية قبل وفاته.
وقال عطية في تصريحات صحفية إن الطبيب الراحل كان يؤدي عمله بشكل طبيعي حتى يوم الخميس الماضي، حيث سلم نوبتجيته صباح الجمعة، ثم اختفى بعد ذلك، ما دفع أسرته إلى إبلاغ الجهات المعنية.
وأوضح عميد الكلية أن الطبيب المتوفى لم يُبدِ خلال عمله الأخير أي شكاوى تتعلق بالإجهاد أو ضغط العمل، وكان يتابع مهامه في المستشفى وفق الجدول المحدد له دون أي ملاحظات لافتة.
وأضاف: "هو كان في شغله لحد يوم الخميس، وسلم النوبتجية بتاعته الجمعة الصبح، ومكنش فيه أي حاجة غريبة."

وعبّر مدير المستشفيات الجامعية، الدكتور علاء عطية، عن حزنه لوفاة الطبيب الشاب، نافيًا ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن تعرض الطبيب لضغوط زائدة في نوبات العمل.
وتم إيداع الجثمان في مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة والطب الشرعي، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأُخطرَت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.