سحت أموال العصابات
«كابوس» يحول حياة رجل أعمال إلى جحيم ويكشف سر ثروته من «الدولارات والمجوهرات»
فجاة يفزع من نومه ليلاً وسط حالة من الهلع المتجدد بعد ان لاحقه نفس الـ كابوس الذى اعتاد ان يهاجمه بين الحين والاخر .. يعتدل من نومته متكئاً على الوسادة وهو يلتقط انفاسه وضربات قلبه لا تهدأ .. امسك بهاتفه المحمول محاولاً أن يشغل عقله الذى إستدعى كل الاحداث التى تحيط بهذا الكابوس المتكرر .. تنقل بين مواقع التواصل الاجتماعى سريعاً دون ان ينجذب لإحداها .. إستوقفه إعلان عن فيلم لعصابة المافيا فزاد غضبه و توتره .. فشلت كل محاولاته فى الهروب مما يجيش فى صدره ويطارد خياله ويطارده فى منامه.
هرب الى قاعة التليفزيون وأسرع بفتحه أملاً فى ان ينشغل عقله باى شئ اخر.. كانت قناة روتانا سينما تعرض فيلم " عمارة يعقوبيان" و كان المشهد عندما حضرت مباحث المخدرات للقبض على نور الشريف فى معرض السيارات بتهمة حيازته لمخدر "البودرة" وعندما قام بتسوية أموره مع "كمال الفولى" تحولت "البودرة المخدرة" الى "بودرة تلميع سيارات".
وقتها أيقن أنه لا مفر من الجلوس والاستسلام لما حدث وكيف إستطاع ان يستولى على ثروة إحدى العصابات التى تعمل فى كل شئ وتحول بين عشية وضحاها الى ملياردير .. جاء فى ذاكرته مشهد سيد السحت فى مسلسل المال والبنون عندما إستغل الوهن الذى مر على مصر بنكسة 67 و تمكن فى جنح الليل أن يستولى على ثروة سلامة فرويلة التى كنزها من الاثار والذهب الفرعونى فى البيت الكبير وعاد ليكون السحت بيه.
سبائك الذهب
كانت ليلة إستثنائية .. إستغرق وقتاً طويلاً للتخطيط لهذه الليلة التى كانت سبب ثرائه وفى نفس الوقت سبب شقائه و قلة راحته .. كان وقتها عضواً هو وزوجته فى احدى العصابات التى تعمل فى كل شئ يخالف قانون اى دولة من أجل جمع الثروات .. زوجته التى تحمل جنسية أخرى كانت قد دفعته الى هذا الطريق بعد ان قابلته بالصدفه بعد هروبه من بلده بحثاً عن لقمة العيش .. لم يتردد فى قبول عرضها فى الانضمام الى هذا التنظيم الذى يمارس أنشطته الاجرامية داخل وخارج الدولة التى يقيم فيها ..نفذ بصحبة زوجته عملية تلو الاخرى .. الى ان تعمق داخل هذا التنظيم الاجرامى وبدأت عيناه تلمع لمكاسبهم التى لا حصر لها .. ملايين بكل العملات الاجنبية الى جانب سبائك الذهب والالماس و المجوهرات و البضائع الممنوعة التى لا تقدر بثمن .. وفى احدى العمليات حدث إشتباك بين عصابتين .. وكان الطرفان قد إلتقيا فى منتصف البحر .. كل فريق كان يستقل لانشاً وفجأة بعد تبادل لإطلاق النار نجا هو و زوجته و شخص أخر سيكتشف فيما بعد انه كان أبوها .. ومعهما حقيبة بها مجموعة مجوهرات نادرة وأخرى بها عدة ملايين من الدولارات .. فجأة وجد زوجته و الرجل الاخر فى اللنش الاخر يجمعون ما به من أسلحة وأشياء ثمينه و هو بمفرده مع الحقيبتين الدولارات والمجوهرات .. ليجد أن هذه هى اللحظة التى ينتظرها .. إبتعد باللنش قليلاً وقبل أن ينطلق صوب مسدسه نحو خزان وقود اللنش لينفجر بزوجته ويهرب هو الى عالم الثراء ورجال الاعمال .. وكابوس مزعج يلازمه حتى الان.
