و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

 واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم تشهدها الفاشر، عاصمة شمال دارفور السودانية، حصار خانق وجرائم فرضتها مليشيا "الدعم السريع" على هذه البقعة التي كانت تدب بالحياة؛ لتتحول المدينة إلى بؤرة موت بطيء.. وتصبح مدينة بلا حياة.

موت بطيء يلتهم الفاشر.. حصار وقتل وتجويع تقارير الأمم المتحدة، وصور الأقمار الصناعية تظهرت نمطا واسعا من الانتهاكات؛ تجويع متعمد، تهجير قسري، واستهداف للمرافق الصحية.. قتل جماعي وحشي بلا رحمة ولا ضمير، وأدلة موثقة على ارتكاب فظائع ترقى إلى إبادة جماعية..
حصار مستمر للفاشر يمنع دخول الغذاء والدواء والوقود.. ليعجز السكان عن الوصول إلى الخدمات الأساسية، وضع غير إنساني، آلاف العائلات تعتمد على بدائل بدائية للبقاء.. إنه موت بطيء إلى جانب القتل المستمر، تدهور للوضع يوما تلو الآخر، في ظل غياب أي ممرات آمنة للإغاثة..

مجاعة.. وجريمة بلا شهود

21 مليون سوداني يواجهون انعدام الأمن الغذائي، لتتصدر الفاشر قائمة المناطق الأشد تضررا.. ووفقا التصنيف المتكامل للأمن الغذائي، لتقع في المستوى الكارثي..مجاعة نتاج مباشر للحصار وتعطيل الإغاثة.. وأطفال مهجرين إن لم يلقوا حتفهم على يد ميليشيا الدعم السريع، إبادة عرقية.. فدارفور تمحى من الوجود، جثث أصبحت في كل مكان، تظهر في صور الأقمار الصناعية، إلى جانب المقابر الجماعية، والمناطق الملوثة والمليئة بالدم حول الفاشر؛ ما يعكس حجم العنف ضد المدنيين..

رعب يطرق الأبواب

أنماط مرصودة تشير إلى عمليات قتل جماعي واستهداف ممنهج للسكان المحليين.. رعب يطرق الأبواب، شهادات الناجين تتحدث عن اقتحامات ليلية، ةقتل داخل البيوت، دفن جماعي لأسر بأكملها.. عمليات تهجير واسعة وحرق منازل، لتصبح دارفور أمام موجة تطهير عرقي.

الذهب والدم.. اقتصاد الإبادة وتمول القتل تقارير دولية تشير إلى تورط شركات خارجية في دعم قوات الدعم السريع ماليا ولوجستيا، شبكات تجارية تعمل من خارج السودان.. تمول من أجل استمرار النزاع.. ثروات منهوبة.. وأرواح مباعة، ومليشيا تبيع ثروات بلد مليء بالثروات.

ازدواجية المعايير وخيانة القيم.. عجز أم تواطؤ؟! رغم التحذيرات الأممية المتكررة، يقتصر رد الدول الكبرى التي توظف جهودا هائلة لنزاعات أخرى، على بيانات القلق والدعوات لوقف إطلاق النار.. تظل دارفور خارج دائرة الاهتمام الدولي الفعلي، ما يثير تساؤلات حول ازدواجية المعايير!.. تباطؤ وتخاذل دولي يسهم في تفاقم الوضع وترك المدنيين تحت رحمة النزاع.. لتنادي الفاشر الضمير الإنساني انقذوا ما تبقى قبل ضياع ما تبقى من الإنسانية.

انقذوا السودان.

تم نسخ الرابط