ترندات محكمة الأسرة الزرقاء
من «فلاتر الحب» إلى «Unfollow»: رحلة الزواج والطلاق في زمن السوشيال ميديا
لم يعد الطلاق يتطلب مثولاً أمام قاض أو جلسات مطولة في المحاكم، ففي عصر السوشيال ميديا تحولت منصات التواصل الاجتماعي من ألبومات صور شهر العسل المفلترة إلى ساحات قضاء افتراضية تختفي أحكامها بعد 24 ساعة.
لقد أصبح «الطلاق الإنستجرامي» ظاهرة متنامية بين المشاهير، حيث يتم إعلان نهاية علاقة دامت سنوات بـ «ستوري» عابرة يليها إلغاء المتابعة وكأن الحياة الزوجية بكل تعقيداتها قد اختُزلت في زر «أنفولو».
أثارت مصممة الأزياء آن الرفاعي، حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إعلانها عن تلقيها خبر طلاقها من الفنان كريم محمود عبدالعزيز، عبر موقع التواصل الاجتماعي إنستجرام.
وقالت آن الرفاعي عبر صفحتها في موقع إنستجرام: الحمد لله على كل شئ، التزمت الصمت كثيراً حفاظاً على بيتي وأسرتي على أساس البيوت أسرار، تم إبلاغي بالطلاق من خلال ستوري على انستجرام بعد 14 سنة زواج بدون ورقة طلاق أو إخطار من مأذون.
وكان الفنان كريم محمود عبدالعزيز، قد أعلن عن الطلاق، عبر «ستوري» في حسابه على موقع انستجرام، وكتب: الطلاق شرع ربنا.. أكن لأم بناتي كل الاحترام والتقدير مهما حصل هتفضل أم بناتي وأنا أبوهم، حاولنا سنين كتير إن الحياة تستمر وفشلنا، وده مش معناه أبدا إن فيه حد فينا يعيبه شيء، لكن فيه علاقات كتير بتنتهي لأن ربنا كاتبلها كده، وبتنتهي بكل ود وحب واحترام متبادل بين الطرفين.
إعلان كريم محمود عبد العزيز، عن الطلاق عبر أحد تطبيقات مواقع التواصل، بعد عدد من الفنانين والفنانات، كشفوا عن انفصالهم عبر منشورات على صفحاتهم، فتح نقاشا حول مشروعية الطلاق «الإلكتروني».
ففى السنوات الأخيرة تحولت منصة إنستجرام، التي كانت مسرحاً لصور شهر العسل وفلاتر الحب، إلى قاعة محكمة افتراضية وميدان لـ «الطلاق بالـ «أنفولو»، ولم يعد خبر انفصال الفنانين فى تسريبات الصحف والمجلات الفنية، وإنما أصبح عبر خاصية «الستوري» التي تختفي بعد 24 ساعة، وكأن شيئاً لم يكن. حتي صارت ظاهرة «الطلاق الإنستجرامي» أو «الطلاق لايف» أسهل من «زر اللايك».
إيموجي قلب مكسور
قديماً، كان الطلاق يتطلب مثولاً أمام قاض، ودموعاً في قاعات المحاكم، ومحامين يتبادلون الاتهامات. أما اليوم، فكل ما تحتاجه هو هاتف، وعبارة مؤثرة من نوعية: لقد قررنا الانفصال بود واحترام متبادل، وستبقى الصداقة هي الرابط بيننا، مع «إيموجي» قلب مكسور.
لقد وفرت المحكمة الزرقاء على فيسبوك و محكمة المربع الوردي على إنستجرام الكثير من الوقت والجهد، فالفنان اليوم لا يطلق زوجته أمام شهود، بل أمام ملايين المتابعين ليصبح الطلاق «تريند».
إنتشرت الظاهرة بشكل لافت في السنوات الأخيرة، فيما عرف بطلاق «البوست الموحد» حيث يفضل المشاهير إصدار بيان صحفى مشترك ومتفق عليه، يُنشر في نفس التوقيت على حسابات الطرفين، فيما يشبه رسالة دبلوماسية أو بيان قمة سياسية، تنتهي بـ «شكراً لتفهمكم واحترام خصوصيتنا في هذا الوقت العصيب».
تطورت الأمور وأصبح هناك تمهيدا يبدأ بإلغاء المتابعة قبل الإعلان الرسمي، حيث يلاحظ الجمهور إلغاء المتابعة المتبادل، ثم حذف صور الزفاف من «الفييد» وهي مرحلة «الانفصال الصامت» الذي يفهمه المتابعون قبل أي بيان رسمي.
ثم جاءت مرحلة الطلاق بـ «الستوري» التي تختفي بعد 24 ساعة، وكأنهم يقولون أعلنا الطلاق، ولا نريد أن يبقى هذا العبء على صفحتنا الرئيسية إلى الأبد.
وكانت طلاق الفنانة ياسمين عبد العزيز من الفنان أحمد العوضي، بعد زواج دام 4 سنوات، أبرز مثال على الطلاق الإنستجرامي، وكذلك الكاتبة إنجي علاء والفنان يوسف الشريف، وهنا الزاهد وأحمد فهمي، وبسمة بوسيل وتامر حسني.








