الأولى و الأخيرة

نهاية شامخة في مواجهة الاحتلال الأمريكي

صدام حسين بطل للنهاية.. 21عاما علي سقوط بغداد واحتلال العراق

موقع الصفحة الأولى

بعد ٢١ عاما من سقوط بغداد واحتلال العراق، يظل الزعيم العراقي صدام حسين بطلا في عيون كل عربي أصيل عاين مشهد النهاية.
نهاية صدام حسين الشامخة في مواجهة الاحتلال والمحتلين، ونهاية العراق الحزينة التي قذفت ببغداد في أتون الطائفية والفساد والفقر. 
البداية كانت في التاسع من أبريل عام ٢٠٠٣، عندما نفذ الاحتلال إلى قلب العاصمة العراقية بغداد ، بعد نحو 3 أسابيع من القصف الغاشم والمعارك الضارية، لتبدأ حالة لامتناهية من القتل والفوضى والسلب والنهب .
بدأت الحرب بحملة قصف عنيفة أطلق عليها "الصدمة والترويع"، حيث تلقت بغداد وحدها ألف غارة جوية في ليلة واحدة.
طالت القذائف الأمريكية كل مناطق العراق مع التركيز على العاصمة بغداد ، وهو ما أدي إلي تدمير مراكز القيادة، ما تسبب بصدمة كبيرة لدى بعض القيادات وأفراد القوات المسلحة.
كان استخدام القوة التدميرية المفرطة رغم ضعف القدرات العراقية، هو هدف استيراتيجي أمريكي لتدمير العراق، بالشكل الذي يعيده إلي القرون الوسطي، ويشل أي قدرة للرئيس صدام حسين .
ونجح الغزو الأمريكي الغاشم بفعل السيطرة الجوية بتخطي المدن والوصول مباشرة إلى بغداد، بينما اعتمدت الخطة العراقية على الانطواء في داخل المدن بانتظار أن تأتي القوات المهاجمة والتصدي لها بأسلحة خفيفة ومتوسطة، فيما يشبه حرب العصابات .
وصلت قوات الغزو الأميركية البرية إلى أطراف بغداد بعد 5 أيام قطعت خلالها صحراء النجف وهو ما تسبب في  انهيار معنويات القوات العراقية، فضلا عن صدمة الشعب العراقي والأمة العربية.

ونجح الاحتلال الأمريكي في تطبيق نظرية سياسة الأرض المحروقة لتجنب خسائر بشرية في صفوف جنوده حتي لا يتعرض لضغوط شعبية أميركية تطالب بالانسحاب من الحرب.
سقوط بغداد بهذه السرعة لم يكن وليد هذه الحرب وانما سبقتها 12 سنة من الحصار الخانق للعراق وحرب اقتصادية شاملة استهدفت إسقاط صدام حسين ذاتيا، كما سبقتها حرب عالمية من 33 دولة، وتخللتها اعتداءات دمرت الدفاعات الجوية والأسلحة العراقية.

معركة مطار بغداد

حتي أن فرق الحرس الجمهوري المكلفة بحماية العاصمة بغداد كانت ملحقة بفيالق الجيش في الشمال والجنوب بأوامر من الرئيس صدام حسين.
ورغم أن قوات الاحتلال الأمريكية تمكنت من معظم المناطق المهمة في بغداد إلا أنها استخدمت في معركة المطار  سلاح فوسفور متطور وتمكنت من احتلال بغداد، تحت وطأة القصف العنيف واستخدام النار المفرطة ضد أي شيء يتحرك، وذهب ضحية هذا التوجس الأميركي الكثير من السكان.
وحول الخسائر البشرية،  أفادت دراسة أعدها معهد الاستطلاع البريطاني بسقوط نحو مليون عراقي خلال الفترة من عام 2003-2007.
أما المجلة العلمية البريطانية "ذا لانسيت" الذي صدر عام 2006، فقد قدرت في تقرير لها عدد القتلى العراقيين بنحو 655 ألف قتيل منذ الغزو، في حين أشارت منظمة الصحة العالمية إلى مقتل 140-230 ألف عراقي وهو عدد قريب من تقديرات وثائق ويكيليكس المسربة في عام 2010 والتي أشارت إلى مقتل حوالي 109 آلاف عراقي، بينما اعترف الجيش الأميركي بمقتل 77 ألف عراقي بينهم 63 ألف مدني، وتهجير نحو ٥ ملايين عراقي خارج البلاد، فضلا عن نزوح ١٥ مليون آخرين داخل العراق.
وفيما يخص الخسائر المادية فقد تم تدمير البنى التحتية، وما رافق الغزو من عمليات سلب ونهب وحرق طال أغلب الوزارات والمؤسسات الحكومية، إضافة إلى نهب المتاحف.

بطولة صدام حسين

انتشرت المشاهد "الهوليوودية" المصنوعة لإسقاط تمثال الرئيس العراقي صدام حسين في ساحة "الفردوس"، بحسب تعبير الكاتب الصحفي عبدالحليم قنديل، وتوالت الحوادث العاصفة على مدى قارب أربع سنوات، وإلى أن كان الحدث الجلل فجر يوم 30 ديسمبر 2006، الموافق وقتها لأول أيام عيد الأضحى، فقد قرر الاحتلال الأمريكي بالاتفاق مع قوي عراقية مواليه للأمريكان وقتها إعدام الزعيم العراقي، الذي أبدى صمودا وثباتا مذهلا تحت حبل المشنقة، وهو ينطق الشهادتين مبتسما مستبشرا، وهو يهتف بحياة العراق وفلسطين والأمة العربية.
كان مشهد النهاية بعد محاكمات صورية أدارها الاحتلال وأعوانه، مشهدا أسطوريا جديرا بزعيم اختار الموت في سبيل الوطن تماما كما اختار نجليه وحفيده الموت بالرصاص في معركة الدفاع عن بغداد.
أصبح صدام حسين رئيسا رسميا للعراق منذ عام 1979 حتى وقع الغزو الأمريكي، وعبر نحو ربع قرن، كان العراق خلالها في حالة حرب مستديمة، مع إيران، ثم تحت حصار طال إلى 13 سنة بعد غزو الكويت، وفي زمن السلم والحرب، ظل العراق مثالا مزدهرا للتنمية والرخاء، بفعل موارد بترولية ومائية هائلة، أضيفت إليها استقلالية القرار الوطني فضلا عن تحقيق العدل الاجتماعي والنزاهة، حتي في ظل ديكتاتورية الحكم.
تم تدمير العراق بالغزو الأمريكي، ثم بإستيلاء إيران على مراكز القوة والنفوذ فيه، وحل جهاز الدولة والجيش العراقي الوطني، وتم تفكيك العراق بالكامل.

تداعيات الوضع الإقليمي

تأثر الوضع الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط من الناحية الأمنية والاقتصادية والسياسية بالغزو الأمريكي للعراق، حيث اعتبر عدد كبير من الخبراء الاستراتيجيين والمحللين العسكريين،  غزو العراق من الأخطاء الإستراتيجية الجسيمة التي ارتكبتها الولايات المتحدة ويكاد يكون أسوأ من قرار حرب فيتنام، والسبب ليس في خسائرها البشرية والمادية في العراق وإنما لفقدان السيطرة على المنطقة بشكل كامل.
فقد جعلت أمريكا من العراق بؤرة للجماعات والتنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة التي انطلقت لزعزعة الاستقرار في معظم دول المنطقة .
كان العراق قبل الغزو كان دولة ذات سيادة، أما بعد الغزو وحتى بعد الانسحاب الأميركي عام 2011 لم تعد تلك الدولة حتي اليوم.
عاش العراق وما زال حالة انفلات  أمتي، وتفشي الفساد والتدهور الاقتصادي والصحي والخدمي والتعليمي والبيئي، وارتفاع الفقر بنسبة ٤٠٪؜ .
وتعمدت أمريكا بناء نظام سياسي يعتمد على المحاصصة الطائفية لبث روح العداء والتفرقة بين أبناء الشعب العراقى.

تم نسخ الرابط