إسرائيل تخشى «المربع صفر»
وكيل المخابرات الأسبق يكشف سبب تشدد حماس بمفاوضات غزة وعقدة «خرائط الانسحاب»

أكد اللواء محمد رشاد، وكيل المخابرات العامة الأسبق، أن سبب تشدد حركة حماس الفلسطينية في بعض مطالبها بمفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى، يعود إلى إدراك الحركة أن الاحتلال الإسرائيلي يريد وقف الحرب ويسعى إلى ذلك لأول مرة منذ 7 اكتوبر 2023.
وحلل وكيل المخابرات العامة الأسبق، تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة بالدوحة، والتي شهدت انسحاب الوفود الإسرائيلية والأمريكية، بعد تقديم حركة حماس ردها حول الهدنة إلى الوسطاء، قائلا إن الاحتلال الإسرائيلي يسعى جديا إلى اتفاق وقف إطلاق نار في غزة، ومع إدراك حماس لذلك، قررت التشدد في مطالبها.
وكشف اللواء محمد رشاد، عن أن سبب رغبة الاحتلال الإسرائيلي، ومن ورائه أمريكا، في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يعود إلى زيادة الغضب الدولي على استمرار الحرب وتفشي المجاعة في القطاع، واشتعال الاحتجاجات الدولية في أوروبا وأمريكا ضد حرب الإبادة التي يمارسها الاحتلال، وهو ما يسيء إلى الولايات المتحدة بالمقام الأول.
خسائر الاحتلال
وقال "رشاد" إن السبب الثاني يتمثل في أن المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة حماس، مازالت تلحق خسائر كبيرة في صفوف قوات الاحتلال في قطاع غزة، رغم خسارتها لجزء كبير من قدراتها وقياداتها.
كما أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أدركت أن استمرار تلك الحرب، تسبب في تلطيخ سمعة واشنطن امام العالم، خاصة وأن الثمن لم يتحقق، وهو نجاح جيش الاحتلال في تحقيق انتصار عسكري حاسم في غزة، أو تحرير باقي الأسرى الإسرائيليين، او حتى القضاء على حركة حماس وباقي حركات المقاومة بشكل كامل، لذلك تسعى واشنطن وتل أبيب إلى التوصل إلى اتفاق لوقف القتال سريعا.
وأكد وكيل المخابرات العامة الأسبق، أن ضغط عائلات الأسرى الإسرائيليين المتزايد، وتواصلها مع الإدارة الأمريكية، يمثل السبب الثالث في رغبة تل أبيب في وقف القتال في قطاع غزة.
وتحدث اللواء محمد رشاد، عن أن رد حماس شمل شروطا تمثلت في إدخال المساعدات بصفة مستمرة لقطاع غزة، مع رفض خرائط الانسحاب الإسرائيلي، وطلب ضمانات لوقف دائم للقتال، وليس مجرد هدنة مؤقتة لمدة 60 يوما.
ولفت إلى أن النقطة الخلافية الأبرز في مفاوضات هدنة غزة، هي خرائط الانسحاب الإسرائيلي، لأن حماس طالبت بانسحاب قوات الاحتلال من المناطق السكنية، مع وجود محدود على الحدود الشمالية والشرقية والغربية بعمق لا يزيد عن 800 متر، وفي حال تنفيذ ذلك، سيكون بنيامين نتنياهو في موقف حرج على المستوى الداخلي والخارجي، لأن ذلك يعني ببساطة فشله الذريع في تنفيذ أهدافه عبر الحرب، والعودة إلى المربع رقم صفر.
وحذر وكيل المخابرات الأسبق من ان استمرار حالة الجمود في المفاوضات، سيؤدي إلى ممارسة الاحتلال الإسرائيلي المزيد من الضغوط على حماس لإجبارها على قبول شروطه وفي مقدمتها خرائط الانسحاب، وذلك عبر شن عملية عسكرية واسعة في غزة.