و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

حركة أزاحت «الطرابيش»

المبادىء الستة لثورة 23 يوليو.. هل أخفق ناصر في إنجاز المبدأ الأخير؟

موقع الصفحة الأولى

تعتبر ثورة الضباط الأحرار فى 23 يوليو 1952 نقطة تحول جوهرية في تاريخ مصر والعالم العربي؛ بعدما أصبحت الثورة الأم لكل حركات التحرر فى العالم الثالث .
حققت ثورة 23 يوليو نجاحات غير مسبوقة، بإنجاز مبادئها الستة التى أعلنت عنها فى بيانها الأول والتى لخصتها كتب التاريخ فى؛ القضاء على الإقطاع، القضاء على الاستعمار، القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم، إقامة جيش وطني قوي، إقامة عدالة اجتماعية، وإقامة حياة ديمقراطية سليمة
وبينما يذهب البعض إلى إخفاق ثورة 23 يوليو وزعيمها جمال عبد الناصر فى تحقيق مبدأها السادس «إقامة حياة ديمقراطية سليمة»، فى حين يري آخرون أن ناصر ورفاقه لم يخرجوا عن السائد فى ذلك العصر وأنهم تمكنوا من بناء نظام سياسي شارك فيه الشعب بالفعل في صنع القرار، بصورة أو بأخري .
أول مبادىء الثورة كان القضاء على الإقطاع، وهو ما حققته ثورة 23 يوليو ، حيث تمكن الضباط الأحرار من تأميم التجارة والصناعة التي استأثر بها الأجانب. 
كما ساعدت الثورة في إلغاء الطبقات بين الشعب المصري واصبح الفقراء قضاة وأساتذة جامعة وسفراء ووزراء، حررت الفلاح بإصدار قانون الإصلاح الزراعي. 
صدرت وقتها قوانين الإصلاح الزراعي، التي أخذت ملكية الأراضي الزراعية من أيد طبقة غنية من الملاك آلت إليهم منذ عهد محمد على باشا ونظام الإلتزام، ووزعتها على الفلاحين بحصة متساوية.
أما القضاء على الاستعمار، فكان المبدأ الثاني الذى حققه عبد الناصر ورفاقه من الضباط الأحرار، من خلال توقيع اتفاقية الجلاء مع بريطانيا، وخروج آخر جندي بريطاني من مدن القناة في 18 يونيو 1956 وتحديدا  من قاعدة بورفؤاد، التى تم رفع العلم المصري عليها ليعلن بعدها عبدالناصر تأميم قناة السويس. 

الجيش المصري

أما المبدأ الثالث الذى تمثل فى القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم، فقد بدأت ثورة 23 يوليو مبكرا بعدة خطوات إصلاحية بإلغاء الرتب الملكية' في الثاني وصدور أوامر 'تطهير الإدارات الحكومية، وقوانين الإصلاح الزراعي، ثم العفو الشامل عن الجرائم السياسية'، وإعلان إلغاء دستور 1923، وإلغاء الأحزاب السياسية، ثم إلغاء ملكية الدولة وإعلان قيام الجمهورية في 18 يونيو 1953.
ومع تحقيق المبادىء الثلاثة الأولى، كانت هناك صورا متعددة للعدالة الاجتماعية التى خططت لها ثورة 23 يوليو والتى اعلنت عنها فى المبدأ الرابع «إقامة عدالة اجتماعية».
ولذلك حظيت الثورة بتأييد شعبي جارف من ملايين الفلاحين والعمال وطبقات الشعب العاملة الذين صعدوا على سلم الترقي الاجتماعي الترقى الإجتماعي بفعل قرارات مجانية التعليم العام والتعليم العالي كذلك .
أما المبدأ الخامس، الذى أعلنته الثورة بإقامة جيش وطني قوي، فقد تمكنت ثورة يوليو، فقد نجت الثورة في إعادة تسليح الجيش المصري والاعتماد على أبناء الطبقة التى انخرطت فى التعليم .
فقد بدأت ثورة 23 يوليو بإعادة تسليح الجيش المصري من مصادر متعددة، غربية وشرقية، إلا أن الحصار الصارم على مصر من المعسكر الغربي أفشل معظم هذه المحاولات، وبصفة خاصة مع الجانب الأمريكي الذي رفض كل طلبات مصر لتزويدها بالسلاح، بحجة دعم المقاومة الفلسطينية وحركات التحرر العربية والأفريقية.
وهنا كان التحول نحو المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي، الذي استجاب لطلبات التسليح ، وليعلن الرئيس جمال عبد الناصر في سبتمبر 1955 عما سمي «صفقة الأسلحة التشيكية»، والتي هي في حقيقتها أسلحة سوفيتية مرت إلى مصر عبر تشيكوسلوفاكيا، وشملت طائرات ودبابات ومدافع وعربات مدرعة وذخائر.

تم نسخ الرابط