و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

ضحايا "العنب المر" في كفر السنابسة

منازل الطين تكشف الواقع "المر"و الواقع "الأمر" قبل وبعد حادث الفتيات

موقع الصفحة الأولى

في كفر السنابسة منوفية، تشابكت أحلام الشابات " تقى، هدير، مروة" مع قسوة الواقع، نسجت الأمهات خيوط الصبر والأمل وسط بيوت الطين والتبن، ولكن مأساة طريق قاسٍ سرقت أعمار بناتهن، فتيات في عمر الزهور،لم يتجاوزن ال16 عاما، حملن أحلامًا كبيرة لأنفسهن ولأسرهن، ثم "راحوا"، ليست مجرد قصة فقدان، بل صرخة تعكس واقع الفقر، نقص الخدمات، وتكرار حوادث الطرق التي تُزهق أرواح الأبرياء.

مروة 16 عاما، في الصف الثاني ثانوي تجاري بقويسنا، طلبت من أمها ليلة الوفاة أن "تحني لها شعرها" تحكي الأم" لـ الصفحة الأولى: قالت لي يا أمايا عاوزة أحني شعري، عرفت أنه سنة عن النبي عليه الصلاة والسلام، قلت لها أنا مش قادرة أنا تعبانة، سابتني وراحت لجدتها صحتها من النوم وقالت لها ياستي حني لي شعري، ستها عملت الحنة وحنت لها شعرها وراحت جاية نايمة".
منزل مروة من الطين والتبن واسرتها حالتهم المادية " على القد" يعمل والدها فلاح باليومية، وتؤكد الأم أنها تذهب معظم الوقت لتعمل مع بنتها في "الجبل" بسبب ظروفهم المعيشية، وهو المسمى لغيطان العنب لديهم،ولديها اربعة أبناء عمرو 12 عاما، وهدى ثلاثة عشر عاما، ومهدي 4 اعوام، 

قالولي نجحت "صوتت"

أما تقى 15 عاما، وهي في الصف الثالث الإعدادي، تحكي الأم" فدوى"36 سنة " تقى هي بنتي الكبيرة في تالتة إعدادي، جابولي الشهادة تاني يوم ما ماتت وقالوا لي بنتك جابت مجموع حلو، قعدت أصوت، هعمل بيه أه المجموع، بنتي نفسها ماتت، يارب مايكتبه على حد"، وتقسم الأم" تقى لسة السنة دي أول سنة تطلع تشتغل، عندي اربع عيال وجوزي شغال نجار، يوم فيه ويوم مفيش، هنكفي منين، عندي هنا وإياد ومحمد، البنات عندنا كلها بتطلع مش بنتي بس، العوض على الله، يارب عوض علينا"
وتؤكد راوية صديقة هدير التي كانت في السيارة المنكوبة"كل يوم الصبح كنا بنفطر سوا وهدير قبلها بيوم كانت معي في نفس السيارة وكانت في حضني وأنا كنت بقولها هو أنا أمك ابعدي عني، حضنتي بهزار وقعدت تقولي بحبك، لن أستطيع أن أنسى آخر نظرة وداع منها وهي تقول لي بحبك يا راوية".
وقالت أنهم كانوا معا وركبت هدير ميكروباص، وركبت أنا آخرغير الذي تعرض للحادث، وعندما وصلت للمحطة، اتصل والد إحدى زميلاتها للاطمئنان عليهم بعد وصول خبر الحادث إلى القرية.
قالت راوية صاحباتي كلهم راحوا مبقاش عندي حد يقولي بحبك، أنا كرهت الشغل وكرهت كل حاجة في الدنيا"
هدير التحقت بمعهد التمريض لأنها كانت تحلم أن تكون في خدمة المرضى، لم تكن تسعى وراء شهرة أو مال، بل كانت تقول دومًا إنها تحب أن تعالج الفقراء وتساعدهم.
كلمات هذه الفتاة في عمر الزهور مازالت الدنيا تفتح لها ذراعيها تؤكد حجم الكارثة المتكررة من حوادث الطرق، الموت بالجملة، أهالي يفقدن أبناءهن، وأبناء يفقدن آباءهن.
 

تم نسخ الرابط