خوفًا من تسلل الوباء لمصر
بعد إصابة المئات.. وزارة الصحة تتصدى "للكوليرا السودانية" بإعلان الطوارئ على الحدود

شددت وزارة الصحة من إجراءاتها الوقائية داخل المنافذ الحدودية، في إطار خطة تستهدف منع تسلل وباء الكوليرا إلى البلاد، على خلفية التفشي المتسارع للمرض في السودان والذي يشهد أوضاعا صحية حرجة لا سيما في العاصمة الخرطوم.
وسجل السودان ارتفاعا ملحوظا في الإصابات بالكوليرا، وسط تحديات كبيرة تواجه المنظومة الصحية بسبب النزاع المسلح المستمر منذ ما يزيد عن عامين، ما دفع الدول المجاورة إلى رفع درجات الحذر تحسبا لأي انتقال محتمل للعدوى عبر الحدود.
وأعلنت وزارة الصحة السودانية عن زيادة كبيرة في إصابات الكوليرا بالخرطوم، ووفاة المئات خلال الأيام القليلة الماضية وسط انهيار الخدمات الأساسية.
وأعلن قطاع الطب الوقائي في مصر حالة تأهب قصوى باعتماد خطة شاملة للتعامل مع الموقف الصحي الطارئ، تشمل رصدا وبائيا دقيقا ومراقبة مستمرة للوضع داخل السودان وفي المناطق الحدودية، بحسب تعليمات وزارة الصحة .
وتتابع وزارة الصحة تطورات الوضع الوبائى داخل السودان لحظة بلحظة، لاتخاذ ما يلزم من إجراءات استباقية، بما في ذلك تشديد الإجراءات الوقائية في جميع منافذ الدخول البرية مع السودان، لا سيما مينائي أرقين وقسطل، إضافة إلى تطبيق إجراءات مماثلة في المطارات والموانى، لضمان أعلى درجات التأمين الصحي.
وبحسب مصدر بالطب الوقائي فى وزارة الصحة ، تقوم الفرق الطبية بعمليات مناظرة وفحص دقيق لكافة القادمين من السودان أو من مناطق يشتبه في وجود بؤر وبائية بها، وذلك ضمن خطة الوازارة لمواجهة احتمالات انتقال عدوى الكوليرا أو غيرها من الأمراض المعدية إلى داخل البلاد.
الاكتشاف المبكر للحالات
وأوضح أن مصر تمتلك منظومة ترصّد وبائي متقدمة تمكن الفرق المختصة من الاكتشاف المبكر لأي حالات اشتباه بأمراض معدية، ما يُعد خط الدفاع الأول في مواجهة مخاطر تسلل العدوى.
ويثير تفشي وباء الكوليرا في السودان قلقا بالغا في الأوساط الصحية المحلية والدولية، من انتقال الوباء من السودان إلى الدول المجاورة، وخاصة مصر، نظرا لتزايد حركة التنقل على الجانبين.
على جانب آخر، أرجع ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان، أسباب ارتفاع الإصابة بالكوليرا في الخرطوم إلى نقص الوصول إلى المياه الآمنة، وسوء النظافة والصرف الصحي، لا سيما في أماكن تجمع النازحين داخليا، إضافة إلى استهداف البنية التحتية الصحية والمدنية الأخرى، مما أدى إلى تعذر تشغيل محطات تنقية المياه.
وشدد على ضرورة مواجهة انتقال الكوليرا خارج السودان من خلال تضافر الجهود على عدة مستويات، تشمل توفير المياه النظيفة، وتحسين أنظمة الصرف الصحي، وتعزيز النظافة الشخصية والعامة.
وأضاف أنه ينبغي تعزيز أنظمة الترصد الوبائي في الدول المجاورة، خاصة في المناطق الحدودية، للكشف المبكر عن أي حالات وافدة وتطبيق إجراءات عزل وعلاج فوري، مشيرا إلى إمكانية استخدام لقاح الكوليرا الفموي كإجراء وقائي في المناطق المعرضة للخطر الشديد، بالتوازي مع استراتيجيات الوقاية الأخرى.