الحلقة الأولى.. مقدمة تاريخية لـ71 قطعة
ننفرد بنص حيثيات الحكم التاريخى لقضية دير سانت كاترين الصادر فى 146صفحة

حصلت الصفحة الاولى على نص حيثيات الحكم التاريخى الذى أصدرته محكمة استئناف الإسماعيلية مأمورية طور سيناء حول النزاع الممتد منذ 10 سنوات حول دير سانت كاترين وملكيته و تبعية إدارته ... وكانت الصفحة الاولى قد إنفردت بتفاصيل الدعوى فى اكتوبر الماضى ونشر أكثر من تقرير حول مضمون النزاع ورحلته بين درجات التقاضى حتى الوصول الى الحكم النهائى والذى أصدرته الدائرة الثالثة مدنى برئاسة القاضى علاء مصطفى عبدالرازق و عضوية القاضيين حسين أحمد الوصيف و أمير حسان أبوالليل.
وجاءت حيثيات هذا الحكم التاريخى ضمن 146 ورقة لتنهى قصة هذا النزاع الذى حكم فيه محكمة أول درجة بطرد سكان الدير و وتسلمت المحكمة إستئنافين فى الحكم الاول برقم 228 و الثانى 226 لسنة 32 ق.
وقد عنونت المحكمة فى منطوقها للحكم "رسالة هيئة المحكمة" و استهل القول بدعاء نبي الله موسى عليه السلام الوارد بالقرآن الكريم .. بسم الله الرحمن الرحيم " قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسَرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي (27) يفقهوا قولي (28 ) صدق الله العظيم
إن هيئة المحكمة بعد ان خلصت بمداولاتها الي ما سطرته بالحكم المودع رأت الاشارة الي أن النزاع موضوع الدعوى تدور رحاه بمنطقة طور سيناء التي فيها تجلى الله عز وجل وكلم نبيه موسى عليه السلام وألقى إليه الألواح الاثني عشر وفيها ضرب نبي الله موسى عليه السلام الارض بعصاه فانفجرت اثنتا عشرة عينا فعرف كل أناس مشربهم وقد حبا الله مصر باحتضانها لهذه الاماكن المباركة بين اراضيها فحافظت عليها.
71 قطعة
وأشار الحكم ان النزاع دار حول 71 قطعة أرض زراعية وفضاء مقام علي أجزاء من بعضها كنائس وصوامع عبادة وأضرحة دينية ذات طابع أثري متفرد تقع بمناطق جبال الطو وكاترين وموسى والتجلي والمناجاه بمدينة سانت كاترين التي يزينها دير طور سيناء أقدم الأديرة في العالم ويرجع تاريخ انشائه الي القرن الرابع الميلادي حيث شيدت الامبراطورة هيللين - والدة الامبراطور قسطنطين العظيم أول امبراطور روماني يعتنق المسيحية – كنيسة بجوار موضع الشجرة الملتهبة وفي القرن السادس أمر الامبراطور جيستنيان الاول ببناء الدير في نفس الموقع الحالي وادخل العليقة الملتهبة داخل الكنيسة الكبري والمحافظ عليها حتى الآن وسميت كنيسة القيامة وفي القرن التاسع توج الدير بإسم القديسة كاترين المصرية وينفرد الدير بأنه الوحيد عالمياً الذى إحتفظ بكيانه المعماري وعراقته الدينية والاثرية حتي الآن لينطق بشموخ مصر التي حافظت عليه بل عبرت وشعبها العظيم به غزوات الصلبيين والتتار والاحتلال الفرنسي والإنجليزي والاسرائيلي دون أن يناله سوء بل لم تتوقف إقامة الشعائر الدينية به يوماً واحداً وهو ما تتفرد معه مصر عالمياً بمثل هذا الدير الذى يشهد بحرية العقيدة بمصر فلم تفرض اتباع طائفة محددة للمسيحيين كما فعلت دول اخري وتقديراً من مصر لأهمية دير سانت كاترين الدينية جعلت إعتماد تعين مطرانه لأعلي سلطة بالدولة وهو رئيس الجمهورية واعتبرت الدير أثراً يحظى برعاية المجلس الأعلى للآثار واعتبرت المنطقة الكائن بها محمية طبيعية . تلك كلمات تعبر عن عظمة شعب مصر الذي صدر هذا الحكم باسمه. والله الموفق والمستعان.