مانديلا فلسطين
المؤتمر اليهودي العالمي يتوسط للإفراج عن مروان البرغوثي والاحتلال مرعوب من شعبيته

مازال مصير مروان البرغوثي القائد البارز في حركة فتح، والأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 23 عاما غامضا، رغم الإعلان عن توصل حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي إلى اتفاق حول المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والوصول إلى تفاهمات تشمل الإفراج عن 250 أسيرًا فلسطينيا من المحكوم عليهم بالسجن المؤبد، و1700 أسيرا من قطاع غزة تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر 2023.
وترفض سلطات الاحتلال الإسرائيلية الافراج عن مروان البرغوثي، رغم الجهود المبذولة لإنهاء فترة أسره، والتي كان آخرها تلك التي قادها رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، رونالد لاودر، للضغط من أجل إطلاق سراحه، ضمن صفقة الأسرى بين إسرائيل وحماس.
وعرض رئيس المؤتمر اليهودي العالمي السفر إلى شرم الشيخ لطرح قضية إدراج البرغوثي ضمن قائمة الـ 250 أسيرا الذين يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، واقترح لاودر أيضًا نفي البرغوثي خارج الأراضي الفلسطينية، كما اقترح فصل إطلاق سراحه عن صفقة التبادل وتقديمه كـ "لفتة" إلى المملكة العربية السعودية أو دولة عربية أخرى ضغطت من أجل الافراج عنه.
وكان الوسطاء في محادثات صفقة وقف حرب غزة وتبادل الأسرى، قد طالبوا الولايات المتحدة بالتدخل لإقناع سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج عن البرغوثي، رغم أن إدارة ترامب رفضت التدخل بشكل مفرط، كما أبلغت حركة حماس الوسطاء أن مصير البرغوثي يعتبر من النقاط المحورية في المحادثات.
وكانت حركة حماس أدرجت اسم مروان البرغوثي في قائمة الأسرى المطلوبة، لكن الاحتلال الإسرائيلي مازال مصمما على استخدام الفيتو لإبقائه خارج الصفقة، كما رفض مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الفكرة بشكل قاطع، كما تواجه فكرة إطلاق سراح البرغوثي معارضة كبيرة بين وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلية الذين وقّعوا على الصفقة.
مروان البرغوثي
ويعود سبب الرفض إلى مخاوف سياسية داخلية خاصة بشعبية البرغوثي كشخصية سياسية قيادية فلسطينية محتملة، كما ينظر إليه على أنه خليفة محتمل للرئيس الفلسطيني محمود عباس، ويشبهه الكثير بأنه نيلسون مانديلا فلسطين بسبب شعبيته الواسعة والمدة الطويلة اتي قضاها في سجون الاحتلال.
ومروان البرغوثي، 66 عامًا، هو الأمين العام السابق لحركة فتح في الضفة الغربية المحتلة، حُكم عليه في عام 2004 بخمسة أحكام بالسجن مدى الحياة بتهمة المساعدة في التخطيط لهجمات خلال الانتفاضة الثانية، أدت إلى مقتل خمسة أشخاص.
وأنكر البرغوثي التهم الموجهة إليه ورفض اختصاص المحكمة الإسرائيلية بمحاكمته كونه عضوا في البرلمان الفلسطيني.
ويؤيد مروان البرغوثي المقاومة المسلحة ضد الاحتلال، وفي الوقت نفسه لا يعارض حل الدولتين على أساس حدود ما قبل 1967، وهو ما دعا شخصيات صهيونية للمطالبة بالإفراج عنه مثل، مثل لائيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي السابق، عامي أيالون، الذي قال إن تل أبيب يجب أن تطلق سراحه لإنهاء حرب غزة، واعتبره الزعيم الفلسطيني الوحيد الذي يمكن انتخابه لتشكيل قيادة فلسطينية موحدة وشرعية.
وفي أغسطس الماضي، انتشر مقطع فيديو يظهر وزير الأمن الصهيوني إيتمار بن غفير وهو يسخر من البرغوثي في زنزانته ويهدده، كما أكد محامي البرغوثي أنه موكله للضرب المبرح من قبل الحراس.