خبير آثار يحذر من الفوضى
حكم قضائي يمنع انتشار الباعة والدواب في المواقع الأثرية وأحقية الإزالة لـ"الآثار"

انتشار الباعة الجائلين والدواب في المواقع الأثرية، باتت أزمة تمثل تهديدا للسياحة المصرية والمواقع الأثرية، وهو الأمر الذي حسمه القضاء حيث أكدت الجمعية العمومية لقسمى الفتوى والتشريع بمجلس الدولة، أحقية المجلس الأعلى للأثار في إزالة أي مخالفات سواء كانت سكنية، أو تجارية، أو صناعية، أو غيرها بالمواقع والمناطق الأثرية.
وقالت الجمعية العمومية في فتواها، إن حظر تواجد المركبات أو الباعة الجائلين، أو أي نوع من أنواع الدواب في المواقع الأثرية والمتاحف يجب أن يكون بشروط وضوابط تحددها الجهة المختصة والمنوط بها ادارة شؤون هذه المناطق، وتحددها اللائحة التنفيذية لهذا للقانون، وتلتزم الأجهزة المحلية المختصة بتنفيذ قرار الإيقاف أو الإزالة حال صدوره وبتأمين من الشرطة خلال فترة لا تتجاوز 10 أيام من تاريخ إخطار المحافظة.
وأضافت الجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع، أن تنفيذ هذه القرارات، في جميع الأحوال يكون على نفقة المخالف.
وانتهت الفتوى، إلى أن جميع المبالغ التي تستحق للمجلس تطبيقا لهذا القانون يجوز تحصيلها بطريق الحجز الإداري.

تشهد عدد من المواقع الأثرية خاصة في صعيد مصر والمناطق المحيطة بالأهرامات بالجيزة، انتشارًا لافتًا للباعة الجائلين واستخدام الدواب الخيول والحمير والجمال كوسيلة لجذب السياح، في ظاهرة يرى خبراء الآثار أنها تمثل تهديدًا حقيقيًا للخلفية الحضارية وصورة مصر أمام العالم.
في محيط أهرامات الجيزة، على سبيل المثال، تنتشر عربات الحنطور والخيول في قلب المنطقة الأثرية، ويعرض الباعة الجائلون منتجاتهم داخل الممرات المؤدية للأهرامات، مما يتسبب في ازدحام وتشويه المشهد السياحي العام، ويمتد الأمر إلى أن بعض هؤلاء الباعة يمارسون ضغوطا على السياح لشراء المنتجات أو دفع مبالغ لقاء التصوير، وهو ما وصفه البعض بأنه "تحرش سياحي".
تشوية حضاري
من جانبه قال الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار، إن "السلوك العشوائي حول المواقع الأثرية يشكل خطرًا على القيمة الحضارية، ويجب إنشاء مناطق خدمات سياحية خارج نطاق المواقع الأثرية."
ولخص ريحان الأثار المترتبة على تواجد الباعة الجائلين في المواقع الأثرية في عده أضرار بيئية وأثرية لأن حركة الدواب إلى تؤدي تآكل الطرق الحجرية القديمة، كما تترك فضلاتها أثرًا سلبيًا على البيئة النظيفة التي تتطلبها المواقع الأثرية.

وأشار إلى عامل التشويه البصري والحضاري بسبب انتشار الباعة دون تنظيم على الصورة العامة هو ما يفقده جزءًا من هيبته التاريخية.
وشدد أن انتشار الباعة والدواب قد يؤدي إلى تراجع التقييم السياحي، فبعض التقارير الدولية أشارت إلى أن تجربة زيارة الأهرامات تعاني من "ضعف التنظيم"، ما قد يؤثر على قرار السائح في تكرار الزيارة.
وكانت وزارة السياحة، أكدت أنها تعمل بالتعاون مع محافظة الجيزة على تنظيم هذه الظاهرة عبر إنشاء مسارات بديلة للدواب ونقل الباعة إلى أسواق سياحية منظمة.