حركة جديدة يقودها إخوان تركيا
من «حسم» إلى «ميدان».. كيف أنهت اليقظة الأمنية أحلام الإخوان بعودة الإرهاب

في الوقت الذي يحتفل فيه المصريون بالذكرى الـ12 لثورة 30 يونيو، التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان الارهابية ، وفي الوقت الذي كشفت فيه الأجهزة الأمنية عن إحباط مخطط إرهابي لـ«حركة حسم»، الذراع المسلحة للتنظيم، برز من خلف الستار كيان جديد يُعرف بـ«ميدان»، يقوده قياديون إخوانيون هاربون في تركيا، في محاولة يائسة لإعادة إشعال الفوضى تحت ستار سياسي وشعارات ثورية.
صوت الوطن في المنافي،هكذا تعلن حركة«ميدان» عن نفسها كذراع إخوانية نائمة في مصر، ظهور جمعية «ميدان» ككيان جديد يُدار من قِبل قيادات إخوانية هاربة في تركيا، مثل رضا فهمي المؤسس، ويحيى موسى، محمد الهامي.
تأسست الجمعية في يونيو 2025 خلال مؤتمر خارجي، وأعلن عنها رضا فهمي كمنصة لـ«شباب التغيير» تحت شعار «عقد من النضال وخطوة للمستقبل»، وهي ليست سوى واجهة سياسية تخفي أنشطة إرهابية، حيث تسعى إلى استقطاب الشباب عبر الدعوة لمظاهرات وأعمال فوضى، مع الاستفادة من السياق الإقليمي مثل قضية غزة لتبرير أنشطتها تحت مسمى «العمل الثوري».
وزعم الإخوان، أنهم فكرة تتحول إلى ميدان، وصوت لا يعرف الصمت، نؤمن بأن الوعي هو الشرارة الأولى، وأن الكفاح هو الطريق الوحيد للنجاة. نعمل على إحياء الفكر الحر، وننحاز لكل من حمل راية الحرية، ميدان ليس مجرد اسم، بل معركة مستمرة حتى تتحرر الأوطان، مثل هذه العبارات الرنانة التي لا تحمل سوى السواد والحقد ومحاولة الثأر ممن لم يمهلوهم من اختطاف هذا الوطن.
استراتيجية ميدان
ميدان تسير وفقا لاستراتيجية إخوانية معروفة، تتمثل في تقديم واجهة سياسية معلنة تحمل برامج وتحالفات، بالتوازي مع نشاط عسكري سري يُنفذ تحت غطاء جمعيات مدنية، كل هذا يعكس إفلاس التنظيم، حيث يحاول إعادة إحياء نفسه عبر العنف بعد فشل جبهاته السياسية.
وفقًا لبيانات وزارة الداخلية، تم رصد تحركات لحركة «حسم» التي يقودها قيادات الإخوان الهاربون في تركيا، أبرزهم يحيى موسى، المتهم بالإشراف على المخطط الإرهابي، كان الهدف من المخطط تنفيذ عمليات تخريبية تستهدف منشآت أمنية واقتصادية حيوية في مصر، بهدف إثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار.
وكانت الأجهزة الأمنية قد تمكنت من إحباط هذا المخطط عبر عملية استباقية في منطقة بولاق الدكرور، أسفرت عن مقتل عنصرين إرهابيين، واستشهاد مهندس كان متواجدا بالصدفة، وإصابة أحد أفراد القوات الأمنية.
وأشارت المعلومات إلى أن أحد العناصرالإرهابية تسلل إلى مصر بطريقة غير شرعية بعد تلقيه تدريبات عسكرية متقدمة في دولة حدودية، مما يعكس تنسيقًا خارجيًا محكمًا لتنفيذ العمليات، وكانت «حسم» قد روجت قبل أسبوعين من العملية الأمنية لفيديو دعائي بعنوان «سبيل المؤمنين: هذا هو الطريق»، تضمن مشاهد تدريبات عسكرية وتهديدات باستهداف السجون المصرية لإطلاق سراح معتقلين إخوانيين، مع ربط عملياتها بالتطورات الإقليمية، خاصة حرب غزة.
يأتي ظهور «ميدان» ونشاط «حسم» في توقيت حساس، حيث تحتفل مصر بالذكرى الـ12 لثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم الإخوان في 2013. ويرى مراقبون أن هذه التحركات تمثل محاولة يائسة لإعادة إحياء تأثير التنظيم الذي يعاني من ضعف تنظيمي ورفض شعبي واسع، في ظل يقظة أمنية صلبة من الدولة المصرية. ويُعتقد أن التنسيق بين «حسم» و«ميدان» يهدف إلى خلق حالة من الفوضى لاستعادة النفوذ السياسي، مستغلين دعمًا خارجيًا، خاصة من تركيا، حيث يقيم معظم قادة التنظيم الهاربين.