كرمها أكثر من رئيس
سميحة أيوب سيدة المسرح.. صاحبة أطول مسيرة فنية في مصر والوطن العربي

الاسم: سميحة أيوب
تاريخ الميلاد: 8 مارس 1932
تاريخ الوفاة: 3 يونيو 2025
رحلت عن عالمنا، الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، عن عمر ناهز 93 عاما، تاركة ورائها تاريخا فنيا طويلا، وأعمالا مسرحية وسينمائية ودرامية وإذاعية، حفظها الجمهور وسكنت ذاكرته، لتستحق لقب سيدة المسرح العربي، كما كرمها رؤساء مصر بداية من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، حتى الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وولدت سميحة أيوب عام 1932، وكانت تحب التمثيل منذ طفولتها، بدأت حياتها الفنية عام 1947 من خلال فيلم "المتشردة"، وكان عمرها 15 عاما، ثم شاركت في فيلم "حب" سنة 1948، وبعدها وفي عام 1949 دخلت المعهد العالي للتمثيل الذي أسسه الفنان الكبير زكي طليمات وتتلمذت على يديه، وتخرجت منه عام 1953.
وعملت سميحة أيوب في المسرح والسينما وهي تدرس في المعهد، وشاركت في فترة الخمسينات بالعديد من الأعمال، أبرزها فيلم "شاطئ الغرام".
وانضمت سميحة أيوب إلى المسرح القومي، كما تولت إدارته مرتين في الفترة بين 1975 و1989، وعينت أيضا مديرة للمسرح الحديث بين عامي 1972 و1975، كما بلغ رصيدها المسرحي على مدار مشوارها الفني حوالي 170 مسرحية، مثل “رابعة العدوية وسكة السلامة ودماء على أستار الكعبة، أغا ممنون، دائرة الطباشير القوقازية، السبنسة” كما أخرجت 5 مسرحيات، منها "مقالب عطيات، وليلة الحنة"، وشاركت في حوالي 44 فيلمًا، منها "أرض النفاق، فجر الإسلام، مع السعادة، بين الأطلال، الوحش، تيتة رهيبة" كما شاركت في العديد من المسلسلات التي حفظها الجمهور وارتبط بها مثل في التلفزيون "الضوء الشارد وأوان الورد وأميرة في عابدين، المصراوية، حضرة العمدة"، إضافة إلى العديد من المسلسلات الإذاعية، مثل "سمارة، عودة سمارة، شخصيات تبحث عن مؤلف، التضحية"، ووصل إجمالي ما شاركت فيه أكثر من 450 عملا فنيا.
وكان آخر ظهور لسيدة المسرح العربي على شاشة السينما، من خلال فيلم ليلة العيد عام 2024، بطولة يسرا اللوزي، وريهام عبد الغفور، وعبير صبري، ونجلاء بدر، وهنادي مهنا، تأليف أحمد عبد الله، وإخراج سامح عبد العزيز.
وسميحة أيوب صاحبة أطول مسيرة فنية في التاريخ المصري والعربي الحديث، لذلك كرمتها مصر والعديد من الدول العربية، فحصلت على وسام الجمهورية من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عام 1966، ووسام بدرجة فارس من الرئيس الفرنسي جيسكار دستان عام 1977، وشهادة تقدير من الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1979، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، كما كرمت عن مجمل أعمالها في مهرجان القاهرة للدراما في دورته الأولى، وفازت بجائزة النيل للفنون. وبسبب تاريخها الفني الطويل، ورد اسمها في منهج الأنشطة للصف السادس الابتدائي ضمن شخصيات مؤثرة بالتاريخ.
مذكرات سميحة أيوب
وفي مذكراتها الصادرة في كتاب لأيمن الحكيم حمل عنوان عنوان "سميحة أيوب أسطورة المسرح العربى"، قالت الفنانة الكبيرة: إن جمال عبد الناصر هو أكثر الزعماء الذين أدركوا قيمة الفنان المصري والفن المصري والإبداع المصري، وعرف كيف يوظفه ويجعل منه رأس حربة في معاركنا الوطنية والقومية، وبالفعل لعب الفن المصري دورًا مؤثرًا وفعالا، لذلك كانت فرحتي طاغية عندما تم إبلاغي من رئاسة الجمهورية بأن اسمي بين المُكرمين في الاحتفال الكبير الذي كان يُقام بقاعة الاحتفالات الكبرى لجامعة القاهرة، ويحضره الرئيس عبد الناصر، ويُمنح فيه وسام الجمهورية في العلوم والفنون لعدد من العلماء والأدباء والفنانين تقديرًا لجهودهم وتاريخهم".
وأضافت سميحة أيوب في مذكراتها: "حالتي التي كنت عليها عندما تلقيت الخبر السعيد لا يُقال عنها إلا سكينة ونشوة وسعادة وحذر وهدوء وذُهول عميق، انقلبت في صباح يوم 14 ديسمبر 1964 إلى حالة من التوتر والخوف والترقب لما ينتظرني، وجاء دوري ونودي على اسمي، وصعدت خشبة المسرح لأتسلم الوسام من الرئيس. لحظات معدودات سلمت عليه وسلمّني الوسام، وقال لي كلمة واحدة، استقبلتها بابتسامة: "مبروك"، إنه عبدالناصر بهامته المهمة، ونظرته العميقة، وحضوره الساطع. وكنت أُحلّق في تلك اللحظات من السعادة وأحتضن الوسام بفخر، رغم أن الأوسمة وقيمتها لم تكن لها أي قيمة عندي، لكن كانت قيمتها المعنوية لا تُقدَّر بثمن، فالشعور بأن يأتي ويُذهب، أما القيمة الأدبية فهي الباقية والخالدة".
وخلال مشاركة سميحة أيوب في عرض فني بمناسبة عيد الشرطة 2024، حياها الرئيس عبد الفتاح السيسي بشكل مباشر، وقال: "سعيد جدًا بالمشاركين في العرض، واسمحوا لي، السيدة الفنانة العظيمة سميحة أيوب، أهلًا وسهلًا."
وردت سيدة المسرحة العربي على الرئيس السيسي: "كلنا سعداء، وكان عندي أمنية أشوف سيادتك وجهًا لوجه، وربنا حقق لي الأمنية دي، شكرا يا ريس، شكرا يا عزيز مصر، شعبك بيحبك يا ريس، وشكرا على الأمن والأمان اللي عايشين فيه، والشعب كله حاسس بكل الإنجازات وبكل حاجة، شكرًا يا ريس".