تخوفات سابقة من بيعها لشركة عربية
بعد قرن ونصف في عالم الصحافة.. أمريكا والامارات تستحوذان على تليجراف البريطانية

في خطوة حسمت الجدل في الأوساط الإعلامية العالمية، انتقلت ملكية مجموعة تليجراف ميديا لشركة أمريكية بمشاركة جزئية لشركة إماراتية، حيث وافقت شركة الاستثمار الأمريكية ريدبيرد كابيتال بارتنرز على الاستحواذ على مجموعة تليجراف ميديا، المالكة لصحيفة ديلي تليجراف البريطانية الشهيرة، مقابل صفقة بلغت 500 مليون جنيه إسترليني.
وتأتي هذه الصفقة بعد أن كانت محاولة سابقة لشراء الصحيفة في عام 2024 من قِبل تحالف ضم ريدبيرد وشركة الاستثمارات الإعلامية الدولية (IMI) الإماراتية قد قوبلت بالرفض من قبل الحكومة البريطانية، نتيجة مخاوف تتعلق بحرية الإعلام وتأثير النفوذ الأجنبي في الصحف الوطنية، ووقتها أعلنت الكثير من المصادر السياسية وأعضاء البرلمان عن توجسهم من انتقال ملكية التليجراف لشركة عربية، إلا أن المؤيدين للصفقة قالوا إن صحيفة إنديبندنت لم تتأثر ولم يتغير خطها التحريري مع امتلاك السعودية لأسهم بها.
وبموجب الاتفاق الجديد، ستحتفظ شركة IMI الإماراتية، المملوكة للشيخ منصور بن زايد آل نهيان، بحصة أقلية لا تتجاوز 15%، وذلك التزاما بالقوانين البريطانية التي تحد من حجم الملكية الأجنبية في المؤسسات الإعلامية.
وتهدف شركة ريدبيرد من خلال هذه الخطوة إلى توسيع الحضور الدولي للصحيفة، مع التركيز على التحول الرقمي، وتعزيز الاستثمار في التكنولوجيا، وزيادة قاعدة القراء والمشتركين حول العالم.
قرن ونصف القرن
صحيفة ديلي تليجراف البريطانية، هي صحيفة يومية بريطانية نُشرت في لندن بواسطة مجموعة تليجراف للإعلام الموزعة عبر المملكة المتحدة والعالم.
تأسست بواسطة آرثر بي سليغ في عام 1855 كصحيفة تليجراف والساعي، وقد وصفت صحيفة تليجراف كصحيفة سجل وعموما لديها سمعة دولية من حيث جودتها، وصفها أمول راجان بأنها "واحدة من أعظم عناوين العالم".
تصنف منصة التقييم أول سايد الجريدة على أنها تميل إلى اليمين، على الرغم من تصنيفها منذ عام 2010 بأنها يمينية متشددة، خاصة فيما يتعلق بالهجرة وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والصين.
تم تغريمها بمبلغ 30 ألف جنيه إسترليني بسبب «إرسالها بريدًا إلكترونيًا غير مرغوب به إلى مئات الآلاف من المشتركين وحثهم على التصويت لصالح المحافظين».
يظهر شعار الصحيفة «كان، ولا يزال، وسيكون» في صفحات التحرير وقد برز في كل طبعات الصحف منذ 19 أبريل عام 1858. كان لدى الصحيفة 363,183 نسخة مطبوعة في ديسمبر من عام 2018، حيث انخفضت نتيجة الاتجاهات الصناعية من 1.4 مليون في عام 1980. كان لدى شقيقتها، صحيفة صنداي تلغراف، التي بدأت العمل في عام 1961، 281,025 نسخة مطبوعة حتى عام 2018.
تعد صحيفة التيلجراف من الصحف المروجة لصحيفة برودشييت في المملكة المتحدة وسادس أكبر الصحف من بين الصحف المملكة المتحدة في 2016. تعمل الصحيفتان الشقيقتان لتليجراف بشكل منفصل، لكن هناك عمل مشترك على مستوى القصص.
كانت صحيفة تليجراف البريطانية أول صحيفة تنشر عددا من أدق التفاصيل البارزة، من بينها فضيحة نفقات النواب 2019 التي أدت إلى عدد من الاستقالات السياسية البارزة، والتي حصلت الصحيفة على إثرها بلقب الصحيفة البريطانية السنوية لعام 2009، وكذلك تحقيقها السري لعام 2016 الذي أجرته حول مدير كرة القدم في إنجلترا سام الأرديسي. مع ذلك، يتّهمها النقاد، بما في ذلك كبير المعلقين السياسيين السابقين في الصحيفة، بيتر أوبورن، بأنها تتأثر بشكل مفرط بالمُعلنين، خاصة شركة هونغ كونغ وشنغهاي للخدمات المصرفية.
أفادت التقارير في الـ 26 من أكتوبر 2019 بأن مالكي صحيفة صحيفة ديلي تليجراف البريطانية وصنداي تليجراف قد طرحا اسميهما للبيع بعد تراجع الأرباح وعدد الطبعات، وقد نُكرت التقارير بعد إشاعات البيع.