و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

حكايات واقعية صادمة

حكايات البوليس السياسي في مصر بين الجواسيس والخونة من 1910 إلى 1949

موقع الصفحة الأولى

يُقدم الكتاب سردية إنسانية لرجال البوليس السياسي في مصر خلال الفترة من 1910، وقت إنشاءه، وحتى سنة 1949 باعتبارها النصف الثاني لفترة الاحتلال البريطاني في مصر، ليعرض لأخطر الشخصيات التي عملت في التلصص على المصريين ومحاولة الايقاع بأي عناصر تشكل خطورة على السلطة السياسية سواء الممثلة في الاحتلال أو في رأس السلطة المصرية خديو أو سلطان أو ملك أو رئيس حكومة.
يستعرض الكتاب في بدايته أساليب التجسس البدائية في مصر للتعرف على الأنشطة السياسية.
أول الشخصيات حضورا في الكتاب، هي شخصية جورج فليبيدس، الذي كان أول رئيس للبوليس السري في مصر، وهو شامي متمصر، مدني، تعلم جيدا، يُتقن اللغات الأجنبية ويتسم بذكاء واسع، لكنه شخص شديد الفساد أخلاقيا، ويسخر منصبه وسلطاته اللامنتهية ورجاله في تكوين ثروة خيالية يحسده عليها رجال البوليس الإنجليزي أنفسهم. ويمثل فليبيدس نموذجا دراميا عجيبا وهو يخلط بين النعومة الماكرة والشدة والقسوة، ويلفق قضايا ويكشف أخرى، ويستخدم وسائل عديدة غير مشروعة في تأمين فساده. وتمر حياته بمنعطفات خطيرة وتلعب
زوجته الحسناء أسما دورا خطيرا في صعوده في فترة غريبة سابقة على ثورة 1919 ثم في سقوطه المدوى فيما بعد.
الحكاية الثانية حكاية شرطي إنجليزي مهووس دخل إلى قلب البوليس السياسي خطأ من بوابة مدنية عقب الحرب العالمية الأولى وهو مكفرسون. وتكشف الوثائق البريطانية غباء وسطحية هذا الرجل الذي واجه الفدائيين خلال ثورة 1919 المسلحة وفشل بشكل كبير. ثُم تقدم قراءات لمواقف عديدة  له تثبت ضعفه حيث تغلب الفدائيين المصريين في ثورة 1919 عليه في الخطط والعمليات العنيفة ضد الإنجليز ومنشآتهم. ومن خلال الوثائق نستقرىء ألغازا غامضة حاول هذا الرجل التعامل معها وفشل، وصولا إلى خروجه بعد ذلك من السلطة، وتحوله إلى شخص صوفي مشعوذ مهووس بالموالد الإسلامية وعاشق لمصر.

حكاية إنجرام بك


الحكاية الثالثة هي حكاية إنجرام بك وهو شرطي بريطاني شديد الكفاءة، حقق تفوقا كبيرا في الإسكندرية قبل أن تتم الاستعانة به لقمع ثورة 1919، ولوقف عملياتها. ويثبت الرجل كفاءة حقيقية في كشف وتفكيك أكبر خلايا الوطنيين المسلحة وينجح عن نظم بوليسية جديدة في الإيقاع بأكبر رؤوس العمل الفدائي. وفيما بعد يبلى الرجل بلاء عظيما في مقاومة المخدرات في ظل انتشارها المريب في مصر خلال العشرينات.
رابع الحكايات تستكشف شخصية خطيرة عملت في مجال الاستخبارات البريطانية في مصر وهو كيون بويد، والذي تم اختراع دور له في وزارة الداخلية ليمثل لسنوات طويلة اليد الطولى للقرار في الوزارة، واضعا كافة الخطط والسيناريوهات لوأد روح المقاومة المصرية. ومن خلال أوراقه نكتشف أدوارا خطيرة لعبها الرجل، ومناصب غريبة تم وضعه فيها داخل شركات وأعمال تجارية للحفاظ على مكانته وسلطته.
خامس الحكايات تقدم سيرة أشهر خائن في تاريخ مصر، وهو نجيب الهلباوي، الذي كان فدائيا وطنيا ثم انقلب للعمل مع البوليس السياسي، بهدف الإيقاع بزملاءه. ويستعرض الكتاب حكايات جديدة حول حياة هذا الخائن وبداياته وتحولاته ودوره في تقديم رقاب عدد من الوطنيين إلى المشانق، ثُم مآلات حياته فيما بعد، ومحاولات الفدائيين الثأر منه واغتياله.
سادس حكاية في الكتاب تخص أول رئيس مصري للبوليس السياسي في ظل الاحتلال وهو اللواء سليم زكي، والذي كان مثالا لافتا في القسوة والتعذيب وتلفيق التهم سعيا إلى كسب ود ورضا الاحتلال. ويتناول هذا الفصل تفاصيل جديدة في وقائع كوبرى عباس، وكيف تعامل مع مظاهرات الطلبة، ثُم يقدم  انعطافات غريبة في حياته وعلاقات مريبة مع تنظيم الإخوان المسلمين، وباقي الحركات السياسية. ويبدو حادث مصرعه مريبا وغريبا إذ لم يعرف أحد قاتله حتى الآن، ما يمثل مفارقة قدرية عجيبة.

تم نسخ الرابط