و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

نتنياهو أصبح معزولًا دوليًا

مسلم: خطاب شرم الشيخ يمثل تحوّلًا كبيرًا في موقف واشنطن

موقع الصفحة الأولى

 أكد الكاتب الصحفي د. محمود مسلم، عضو مجلس الشيوخ، أن لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، يمثل تحولًا كبيرًا في الموقف الأمريكي، ويتناقض تمامًا مع ما فعلته الولايات المتحدة منذ شهر واحد فقط، حين منعت الرئيس الفلسطيني من الحصول على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة، وحضور اجتماعات الجمعية العامة الأمم المتحدة.

وأضاف مسلم، في تصريحات تلفزيونية لبرنامج الصورة مع الإعلامية لميس الحديدي على شاشة قناة النهار، أن هذا اللقاء لم يكن مخططًا في الترتيبات الرسمية للقمة، لكنه جاء نتيجة تحرك فرنسي واضح، حيث اصطحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس الفلسطيني بنفسه لتقديمه إلى الرئيس ترامب في مشهد يعكس بداية دور وساطة جديد ومتغير في الموقف الأمريكي وأوضح د. مسلم، أن الرئيس ترامب بدا في قمة شرم الشيخ وكأنه يستكمل انحيازه لإسرائيل ولكن بطريقة جديدة، موضحًا أن ترامب نفسه قال إنه "أكثر رئيس أمريكي قدّم دعما لإسرائيل"، وهو ما لا يختلف كثيرًا عما قدمه الرئيس السابق جو بايدن، إلا أن هناك تغيرًا نوعيًا في موقف ترامب تجاه الرئيس السيسي والقضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن ترامب، الذي كان خلال الشهور الماضية يتحدث عن استمرار الحرب والدعم الكامل لإسرائيل واجتياح غزة حال عدم تسليم الرهائن، أصبح الآن يتحدث عن إعادة الإعمار، وشرق أوسط جديد، وسلام جديد، وإنقاذ المنطقة من حرب عالمية ثالثة وتابع د. محمود مسلم عضو مجلس الشيوخ حديثه، قائلا إن "المنطقة كانت على بركان، ومصر كانت أقرب للحرب منها إلى السلام، لكن الآن هناك تراجع واضح في الخطاب الأمريكي"، لافتا إلى أن الرئيس ترامب أصبح يستمع كثيرًا للرئيس السيسي والرئيس الفرنسي ماكرون، اللذين لعبا دورًا حاسمًا في توجيه الموقف الأمريكي، إلى جانب بعض قادة الدول العربية التي تبنوا الدفاع عن القضية الفلسطينية.

وأوضح د. مسلم أن الحرب انتهت فعليًا، مشيرًا إلى أن الحشود الفلسطينية التي خرجت لاستقبال الأسرى الفلسطينيين اليوم، هو مشهد عبقري يعبر عن انتصار الإرادة الفلسطينية وتابع: "ما شاهدناه في غزة لا يختلف عن مشهد عودة الفلسطينيين في شارع الرشيد إلى شمال القطاع، وهذا يؤكد أن هذا الشعب العظيم لا يُكسر، وأن الحرب انتهت فعليًا عندما توقفت آلة القتل الإسرائيلية".

وأشار إلى أن الرئيس السيسي كان دقيقًا عندما تحدث عن مراحل حل الأزمة الفلسطينية، بدءًا من الحوكمة وتوفير الأمن، ثم إعادة إعمار القطاع، وصولًا إلى المسار السياسي للتسوية، وأن ما حدث من اتفاق لوقف الحرب تجاوز كل التوقعات، فلا أحد كان يتوقع وقف الإبادة وشدد مسلم على أن الرئيس ترامب وعد بعدم احتلال الضفة الغربية أو بناء مستوطنات جديدة في غزة، موضحًا أن التاريخ سيسجل للرئيس السيسي موقفه الصلب الرافض لمشروع تهجير الفلسطينيين، وهو المشروع الذي "كان يسير بكل قوة"، بحسب قوله.

وأضاف أن خطاب ترامب في إسرائيل اليوم جاء محاولة منه لإجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على القبول بالسلام، في حين أن كلمته في شرم الشيخ ركزت على إعادة الإعمار و"مغازلة بعض القادة العرب لدعم الخطة الأمريكية الجديدة" وأوضح د. مسلم، أن نتنياهو أصبح غير مرحب به شعبيًا ودوليًا، واصفًا إياه بـ"السفاح ومجرم الحرب الذي ارتكب إبادة جماعية ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني خلال عامين"، مؤكدًا أن هذا الموقف ليس مصريًا فقط، بل تشاطره فيه العديد من الدول العربية والأوروبية.

 

 إجراءات عقابية ضد إسرائيل

وأشار إلى ما قامت به إسبانيا وبعض الدول الأوروبية من إجراءات عقابية ضد إسرائيل، معتبرًا أن ذلك يعكس عزلة غير مسبوقة لتل أبيب دوليًا وقال مسلم: "من أسباب خطة ترامب الجديدة هو صورة إسرائيل المتدهورة دوليًا، والمظاهرات الحاشدة حول العالم ضدها، والتأييد الشعبي المتزايد لحق الفلسطينيين في الحياة" وحول رؤيته للمشهد الفلسطيني، أكد د. محمود مسلم أن حركة حماس انتهى دورها في المقاومة، موضحًا أنها عندما حاولت أن تجمع بين دور المقاومة والدور السياسي، فقدت قدرتها على تحقيق أي من الهدفين، وهو ما أدى إلى تدهور الوضع الفلسطيني الداخلي وقال: "نحن أمام مرحلة جديدة يجب أن تشهد تطوير حركة فتح والسلطة الفلسطينية، وتغيير الدستور، وإجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن"، مؤكدا أن مصر دعت بالفعل الفصائل الفلسطينية للحوار، وأن "المرحلة القادمة يجب أن تشهد مراجعة ذاتية حقيقية داخل الصف الفلسطيني".

وتابع: "نعيش في مصر حالة وطنية طيبة لم نعشها منذ فترة طويلة، تؤكد ثبات موقف الدولة المصرية مع القضية الفلسطينية وفق مبادئها الثابتة والقانون الدولي".

وذكّر مسلم بتصريحات الرئيس السيسي في أبريل 2017، حين قال للرئيس ترامب: "ستجدني داعمًا لأي مساعٍ لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، وأنا متأكد أنك تستطيع حلها"، وحينها اعتقد البعض أنه يتحدث عن صفقة القرن، لكنه في الحقيقة كان يتحدث عن قضية القرن، وكان يرى أنها فرصة تاريخية لترامب لحلها.

واختتم د. مسلم تصريحاته قائلاً إن ترامب يسعى لأن يُسجل في التاريخ كرجل السلام، وأن هذا هو ما يحاول تقديمه الآن، مضيفًا: "علينا أن نساعده بما يخدم المصلحة الفلسطينية واستقرار المنطقة، فمصر خسرت كثيرًا من هذه الحرب، من بينها تأثر قناة السويس نتيجة للتوترات في البحر الأحمر".

وأشار إلى أن الاتصالات المصرية المتواصلة نجحت في تغيير الصورة التي حاول نتنياهو ترويجها في الأشهر الأولى للحرب، عندما شبّه ما فعلته حماس بهجمات 11 سبتمبر، مضيفًا: "مصر نجحت في قلب الصورة، وفي إدارة مفاوضات معقدة انتهت باتفاق لوقف الحرب، وتحية للمفاوض المصري الذي حقق هذا الإنجاز التاريخي".

تم نسخ الرابط