"تجار الحرب" جعلوا غزة أغلى بلد بالعالم
صحفي من غزة لـ"الصفحة الأولى": نحتاج 1000 شاحنة يوميا للتعافي من المجاعة
أكد هاني أبو رزق – صحفي من قطاع غزة، أن تطورات الوضع المأساوي في قطاع غزة يتسارع بشكل مرعب وصعب جدا نتيجه لغياب الأكل الصحي والتغذية المناسبة مما يؤدي إلى تدهور الوضع الصحي في ظل غياب العلاج والأدوية وتفشي المجاعة وارتقاء العديد من الشهداء جوعا، مشيرا إلى أن وزارة الصحة تحاول إحصاء ما تستطيع من أعداد الشهداء الذين ارتقوا بسوء التغذية لكن التوقع أنهم أكثر من العدد الرسمي .
وحول ملف المساعدات الإنسانية قال أبو رزق لـ "الصفحة الأولى": المساعدات الإنسانية التي تم إدخالها اليومين الماضيين غير كافي لقطاع غزة ، غزة بحاجة لألف شاحنة يوميا على مدار شهرين حتى تستفيق من أزمة المجاعة، وما يدخل الان هو 1% من القدر المطلوب لسد الاحتياج، وللأسف هذه الشاحنات يتم سرقتها من قبل البعض وبيعها بأسعار مرتفعة للغاية ، فلا يستطيع المواطن العادي الحصول على تلك المساعدات بسبب النهب والسرقة، فضلا عن غياب السيولة النقدية .
أما عن المساعدات التي يتم اسقاطها جويا وكيفية التعامل معها أضاف أبو رزق: هذا النوع من المساعدات اعتبرها الكثير من الفلسطينيين نوع من"الاذلال الجوي" لأنه يدر كرامة المواطنين، خاصة أنه لا يحصل عليها الا من يستطيع الجري أو الركض خلفا فضلا على التزاحم والاقتتال التي تببها الزحام خلال عمليات الانزال، وللأسف كثير من المساعدات التي يتم انزالها تسقط في المنطقة الحمراء المتواجد فيها الجيش الإسرائيلي وهو ما يعرض حياة المواطين للخطر المباشر، وبذلك يكون عمليات الانزال الجوي ليس هو الحل الأمثل لحل ازمة المجاعة فضلا عن مدى خطورته
تجار الحرب في غزة
وأشار أبو رزق إلى أن من سلبيات الحرب ظهور فئات "تجار الحرب" الذين يتوجهون الى أماكن توزيع المساعدات في المعابر مثل "زكييم" أو منطقة "النابلسي" أو مؤسسة المساعدات الأمريكية، وبذلك أصبحت السلع باهظة الثمن، فأصبحت غزة تضاهي سويسرا وأوروبا ودول الخليج، فأصبحت غزة أغلى مدينة في العالم.
وشدد أبو رزق على الدور المصري الإنساني منذ أول يوم للحرب من افتتاح مستشفيات في قطاع غزة وفي العريش والاسماعيلية والقاهرة التي كانت تستقبل مصابو الحرب ، مضيفا:" الشعب المصري والشعب الفلسطيني هو شعب واحد على مدار التاريخ دمنا مختطل بكم وكذلك الانساب ، لكن نتمنى العمل بجدية على فتح المعابر بشكل مستمر لمرور المساعدات والبضائع وكذلك انتقال الافراد العالقين .
وأكد أبو رزق أن فكرة المدينة الإنسانية التي يتحدث عنها جيش الاحتلال هي مدينة وهمية ويتم استهدافها بالصواريخ، مشددا أنه لا يوجد مكان أمن في قطاع غزة يصلح للسكن أو المعيشة و50 % من سكان غزة يعيشون داخل خيام .
وحول القطاع الصحي قال أبو رزق : جميع المستشفيات في قطاع غزة تم استهدفها من قبل الاحتلال بدأت بمستشفى المعمداني وانتهت بالمستشفى الأوروبي وناصر فضلا عن غياب الأطباء المتخصصين والأدوية ، وللأسف أن غياب كل هذا تسبب في وفاة العديد من أصحاب الامراض المزمنة .
وحذَّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، من أن أطفال قطاع غزة يموتون بمعدل "غير مسبوق" وسط المجاعة، وتدهور الأوضاع نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023.
وقال نائب المدير التنفيذي لليونيسيف تيد شيبان، إن أطفال غزة يموتون بمعدل "غير مسبوق"، وعلامات المعاناة العميقة والجوع واضحة على وجوههم، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وتابع: "نحن على مفترق طرق، والخيارات المتخذة الآن ستحدد ما إذا كان عشرات الآلاف من الأطفال سيعيشون أم سيموتون".
