اللواء وائل ربيع
خبير عسكري: ضرب المنشآت النووية الإيرانية كلمة السر في سحب أمريكا لموظفيها

قال اللواء وائل ربيع الخبير العسكري للصفحة الأولى أن المنطقة العربية تشهد توترا كبيرا بسبب عدم التوصل لإتفاق إيراني أمريكي حول البرنامج النووي، حيث تلتزم إيران بحقها في برنامج نووي سلمي، وكانت الوكالة الدولية للطاقة النووية اليوم قد أصدرت تقريرا يؤكد أن برنامج ايران النووي ليس سلميا، والمؤشر الأهم أن الضربة غالبا لن تكون أمريكية، وأن إسرائيل هي التي ستقوم بضرب المنشآت النووية الايرانية، بالرغم من معارضة ترامب لهذه الضربة فإن نتنياهو يصر عليها، وصرحت إيران بأنها لن تكف مكتوفة الأيدي وسيكون ردها قاسيا، وخصوصا للأهداف والمنشآت الأمريكية وأيضا تل أبيب والبرنامج النووي الإسرائيلي، وأن قيادة الأسطول الخامس الأمريكي موجود في المنامة، وأذرع إيران في المنطقة ستتولى أيضا الرد.
وتستعد السفارة الأمريكية في بغداد لإجلاء منظم لبعض موظفيها بسبب تصاعد مخاطر وصفتها بأمنية، هذا الإجراء يأتي على خلفية تهديدات من مسؤولين إيرانيين باستهداف مصالح أمريكية في المنطقة، خاصة في ظل تعثر مفاوضات الاتفاق النووي مع إيران، إلى جانب أن وزارة الخارجية الأمريكية حثت الموظفين غير الأساسيين على مغادرة العراق و البحرين والكويت، كما سمحت لعائلات العسكريين الأمريكيين في هذه الدول بالمغادرة الطوعية بسبب التوترات. هذا يعكس حالة تأهب أمريكية تحسبًا لتصعيد محتمل.
نشاط عسكري
أشارت تقارير عن تحليق كثيف للطيران العسكري الأمريكي في سماء محافظة الأنبار بالعراق، إلى جانب وضع ناقلات النفط الأمريكية والبريطانية في الخليج العربي في حالة تأهب، وكالة التجارة البحرية البريطانية أصدرت تحذيرًا نادرًا بشأن التوترات في الخليج، مضيق هرمز، وخليج عمان، مشيرة إلى احتمال تأثير التصعيد العسكري على الشحن البحري.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أدلى بتصريح غامض عند سؤاله عن أسباب سحب موظفين أمريكيين من المنطقة، قائلًا: "عليكم اكتشاف ذلك بأنفسكم"، مما زاد من التكهنات حول طبيعة التهديدات، إلا أنه أضاف أن نقل بعض الأفراد من الشرق الأوسط يأتي بسبب ما وصفه بأنه “مكان قد يكون خطيرًا"، مشددًا على أن واشنطن “لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي". وأوضح ترامب “لقد أبلغناهم بضرورة الانسحاب، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي، هذا أمر بسيط وواضح"
إذا فإن التوترات ترتبط جزئيًا بالعلاقات المتوترة مع إيران، خاصة بعد فشل المفاوضات النووية، ودور وكلاء إيران في المنطقة، مثل الحوثيين في اليمن، الذين يواصلون هجماتهم، مما يثير مخاوف من كارثة بيئية محتملة (مثل هجماتهم على ناقلة النفط سونيون).
وزارة الخارجية الأميركية حدثت مساء الأربعاء نشرتها الأمنية العالمية لتؤكد أن القرار جاء “بسبب التوتر الإقليمي المتصاعد”، وأمرت بمغادرة الموظفين غير الأساسيين في بعض المواقع.
كلمة السر إيران
كما تشير تقارير استخباراتية أميركية إلى استعدادات إسرائيلية محتملة لتوجيه ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية. يأتي ذلك في وقت تشهد فيه المحادثات النووية بين واشنطن وطهران حالة من الجمود. وفي هذا الإطار، عبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال مقابلة صحفية، عن تراجع ثقته في التزام إيران بوقف تخصيب اليورانيوم، معتبرًا أن هذا الشرط يشكل أحد المطالب الأساسية للولايات المتحدة في أي اتفاق مستقبلي.
ردًا على ذلك، صرح وزير الدفاع الإيراني، عزيز ناصرزاده، أن بلاده سترد على أي هجوم محتمل من الولايات المتحدة عبر استهداف القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة.
تأتي هذه التحركات الأميركية في لحظة حرجة، وسط تصعيد في التصريحات بين واشنطن وطهران، وترقب لتحركات إسرائيلية قد تشعل فتيل صراع أوسع في المنطقة. وبينما تواصل الولايات المتحدة الضغط لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، تتصاعد التهديدات المتبادلة، مما يضع الشرق الأوسط أمام منعطف أمني حساس.
هذه التحركات تشير إلى قلق أمريكي من تصعيد محتمل، ربما مرتبط بتهديدات إيرانية أو أعمال وكلائها في المنطقة، الإجلاء المنظم ووضع القوات والسفن في حالة تأهب يعكسان استراتيجية استباقية لتقليل المخاطر على الأفراد والمصالح الأمريكية، ومع ذلك، المعلومات المتاحة لا توفر تفاصيل دقيقة عن طبيعة التهديدات، مما يترك مجالًا للتكهنات.