الأولى و الأخيرة

تاريخ من الانجازات الرياضية

الجنرال محمود الجوهري.. نسل الأشراف وأسطورة التدريب الكروي

محمود الجوهري
محمود الجوهري

الإسم: محمود نصير يوسف الجوهري، وشهرته محمود الجوهري.
تاريخ الميلاد: 20 فبراير 1938
المؤهل: خريج الكلية الحربية
الوظيفة : عميد بالجيش المصري
"جوهري .. جوهري" كان هذا هو الهتاف المدوي الذي ملأ شوارع مصر من أقصاها لأقصاها يوم 17 نوفمبر عام 1989، بعد نجاح منتخب مصر لكرة القدم في تحقيق فوز تاريخي على حساب الجزائر، في مباراة حسم التأهل إلى كأس العالم 1990، بعد نحو 60 عاما علي غياب مصر عن المونديال.

محمود الجوهري 


ورغم أن هدف التأهل أحرزه حسام حسن حسن إلا أن الهتافات كانت للجنرال محمود الجوهري مدرب المنتخب، الذى تمكن من صناعة التاريخ مع الفراعنة في ذلك التوقيت، من خلال إعداد جيل قوي، وصل به إلى العالمية، وتأهل للمشاركة في الحدث العالمي الأهم وتحقيق حلم المصريين بالوصول لكأس العالم، للمرة الثانية في تاريخ الكرة المصرية.

الجيش المصري 


كان الجوهري ضابطاً في الجيش المصري وشارك في حرب أكتوبر عام 1973، عندما كان برتبة مقدم، وخرج من الخدمة برتبة عميد في سلاح الإشارة، وتؤكد العديد من الروايات أنه من ذرية الإمامين الحسن والحسين وسيف الله المسلول خالد بن الوليد من البطون، فهو من ذرية غياث الدين مطر الجد المشترك لأشراف القدس والأشراف الوفائية الحسينيين بمصر.

 

 الجنرال محمود الجوهري 


الجنرال محمود الجوهري هو المدرب الوحيد في تاريخ الكرة المصرية والعربية، الذي قام بتدريب الأهلي والزمالك والمنتخب الوطني وحقق معهم ألقاب متنوعة أفريقية ومحلية، توجت بتأهل مصر لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 1990 في إيطاليا..
بدأ الجوهري حياته الكروية كلاعب بالفريق الأول في نادي الأهلي وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره بين عامي (1955 _1964 ) وحقق ستة بطولات للدوري العام وثلاث بطولات لكأس مصر وبطولة واحدة في دوري القاهرة وبطولة كأس الجمهورية العربية المتحدة. 


كما شارك ضمن المنتخب المصري في أولمبياد روما 1960، وحقق الفوز بكأس أمم إفريقيا 1959، جيث كان هداف البطولة، ولعب مع المنتخب المصري 25 مباراة دولية قبل الإصابة والاعتزال. 
اعتزل مبكراً بسبب إصابتة بالرباط الصليبي، واتجه إلى التدريب، حيث عمل مدربا لفريق النادي الأهلي في بداية الثمانينات من القرن العشرين ونجح في الفوز بأول بطولة أفريقية في تاريخ الأهلي المصري وهي دوري أبطال أفريقيا عام 1982 ثم تولى تدريب المنتخب المصري في سبتمبر عام 1988 واستطاع الوصول به إلى كأس العالم 1990.


فازت مصر تحت قيادته بلقب بطولة أمم أفريقيا عام 1998 والتي أقيمت في بوركينا فاسو وتغلب في النهائي على منتخب جنوب أفريقيا لكرة القدم بهدفين نظيفين، وهو أول مدرب يفوز بالأمم الأفريقية لاعباً ومدرباً حيث حصل على الكأس مع منتخب مصر عام 1957 و1959. 


كما قاد الجوهري المنتخب الوطني المصري للفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية 1992 التي أقيمت في سوريا.
أسس عام 1990 نظام الاحتراف في مصر، وشجع بعض اللاعبين المصريين على خوض تجربة الاحتراف في أوروبا وعلى رأسهم هاني رمزي وأحمد حسن وغيرهم.


تكريم ملكي بالأردن


تولى الجوهري تدريب عدد من الأندية في منطقة الخليج العربي منها الأهلي السعودي واتحاد جدة، وتتلمذ علي يد الخبير الألماني كرامر الذي عمل مساعداً له في السعودية، واستفاد الجوهري من خبرته الكثير، كما تولى تدريب نادي الشارقة والوحدة في الإمارات العربية المتحدة وقاد منتخب عمان في كأس الخليج عام 1996.


وفي عام 2002 تولى تدريب المنتخب الأردني والإشراف الفني على الكرة الأردنية وقاد المنتخب الأول للوصول إلى نهائيات كأس الأمم الأسيوية 2004 في الصين لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية وصعد بالفريق إلى دور الأربعة وخرج أمام اليابان بضربات الترجيح. كما حقق مع منتخب الأردن العديد من الإنجازات العربية أهمها المركز الثالث في كأس العرب في الكويت والثاني في دورة غرب آسيا. وقد توج العاهل الأردني عطاءه الكبير مع الكرة الأردنية بتكريم ملكي، حيث منحه وسام العطاء المتميز خلال استقباله له في القصر الملكي في عمان بعد أن أنهى مسيرته مع الكرة الأردنية التي وضع لها العديد من أسس التطور ليس على مستوى المنتخب الأول فقط وإنما على مستوى المنتخبات السنية والأندية أيضاً.

الجوهري


التزام الجوهري كقائد عسكري، وحرصه علي التزام فريقه دائما يبرزه مشهد رواه الأمير علي بن الحسين، أثناء وجوده مع منتخب الأردن قائلا: في كأس أمم أسيا 2004، كنت جالسا مع رئيس الاتحاد الياباني للكرة حيث تقيم بعثة منتخبهم وفريقا الأردن في المطعم، دخل منتخب الأردن المطعم في ذات التوقيت لتناول الغداء، وكان الجوهري منظما إلى درجة غير طبيعية، الجهاز الفني أولا ثم اللاعبون، كل يعرف طاولته سلفا. 

محمود الجوهري


ويضيف الأمير الأردني: كان منظر منتخبنا أشبه بالجيش العسكري، وقتها قال لي رئيس الاتحاد: الآن فقط سأقلق من مباراتنا معكم في دور الثمانية.


تعرض محمود الجوهري لجلطة دماغية أدت إلى نزيف حاد بالمخ، فتم نقله لأحد المستشفيات في العاصمة الأردنية عمان حيث أعلن الأطباء عن وفاته صباح يوم الاثنين 3 سبتمبر عام 2012، عن عمر ناهز الرابعة والسبعين. 

جنازة محمود الجوهري 


أقيمت له جنازة عسكرية في الأردن شارك فيها الأمير علي بن الحسين، ونقل إلى القاهرة في طائرة عسكرية وأقيمت له جنازة عسكرية مهيبة.

تم نسخ الرابط