و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

"أتناول القليل من الماء فقط"

يحفرون قبورهم بأيديهم.. المجاعة تصل إلى الأسرى الإسرائيليين في غزة

موقع الصفحة الأولى

تمضي إسرائيل في حصارها لـ قطاع غزة، ليُسقى أبنائها من الأسرى الإسرائيليين في القطاع من نفس الكأس، كأس المجاعة والضعف والذل، وهو ما ظهر جاليا في فيديو جديد بثته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، لأحد الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، يظهر فيه وهو يوجه رسالة مؤثرة تؤكّد تخلّي حكومة الاحتلال عنه، وسط ظروف صحية بالغة السوء ناجمة عن الحصار والتجويع المتواصل الذي يطاول كل من في غزة، حتى الأسرى الإسرائيليين.

ومن بين الأسرى الإسرائيليين يُظهر المقطع الأسير وهو يعاني من الهزال الشديد وسوء التغذية، إذ قال بصوت خافت متقطع: "اليوم 27-7 الساعة 12، لا أعلم ماذا سآكُل، لم آكل منذ أيام متتالية، وأنا موجود هنا في وضع صعب جداً جداً جداً منذ أشهر. لا يوجد طعام، أتناول القليل من الماء فقط"، وأضاف: "انظروا كم أنا نحيف، هذا ليس خيالاً... هذه حقيقة".

وأوضح الأسير أن المقاومين الفلسطينيين "يعطونه كلّ ما يستطيعون"، مشيراً إلى أنه لا يتناول سوى كميات ضئيلة من العدس والفاصولياء، في إشارة واضحة إلى تأثير الحصار الإسرائيلي الخانق على سكان القطاع، بمن فيهم الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم المقاومة.

ووجه رسالة مباشرة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول أزمة الأسرى الإسرائيليين في غزة، قائلاً: "أشعر أنه تُخلِي عني هنا بالكامل".

 وفي لقطة توثق اللحظة، ظهر وهو يحفر حفرة بيديه قائلاً: "ما أقوم به الآن هو حفر قبري، لأن كل يوم يمر يضعف جسدي أكثر. أنا في الطريق إلى الموت. هذا هو القبر الذي ربما سأُدفن فيه".

حشود جائعة 

بعد 22 شهراً من الحرب، تتصارع حشود جائعة على الغذاء القليل الذي يدخل غزة، مخاطرة بحياتها تحت النيران، أو تنهبه عصابات إجرامية أو يتم الاستيلاء عليه بطرق أخرى وسط الفوضى، دون أن يصل إلى من هم في أمسّ الحاجة إليه.

وعقب وقف جزئي للقصف أعلنته إسرائيل الأحد تحت ضغط دولي بسبب خطر المجاعة، بدأت المساعدات الإنسانية تدخل مجدداً القطاع المحاصر، ولكن بكميات اعتبرتها المنظمات الدولية غير كافية إلى حد بعيد.

وعلى وقع استمرار المجازر ضد منتظري المساعدات، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تكتفي باستخدام التجويع سلاحا ضد المدنيين في قطاع غزة المحاصر، بل تطلق النار بشكل شبه يومي على حشود الفلسطينيين في أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية. 

وأكدت المنظمة أن آليات توزيع المساعدات التي تعمل بإشراف مباشر من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبمشاركة شركات أمريكية خاصة، فشلت في حماية المدنيين، وحوّلت مواقع توزيع المساعدات إلى "حمامات دم متكرّرة".

تم نسخ الرابط