16 مدينة جديدة لاستيعاب السكان
وزيرة البيئة تكشف احتمالات غرق الإسكندرية والدلتا بفعل التغيرات المناخية

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، أن هناك احتمالات لغرق الإسكندرية والدلتا بحلول عام 2100 واختفائهما كما تذكر بعض الدراسات، مؤكدة أن هناك سيناريوهين؛ أحدهما متشائم ويتوقع غرقًا كاملاً للأسكندرية والدلتا، والآخر يُشير إلى أضرار جسيمة يمكن تفاديها بالإجراءات المناسبة.
وأكدت وزيرة البيئة أن الدولة تتعامل بجدية مع كل السيناريوهات، وتعمل على تنفيذ إجراءات وقائية وتخطيط عمراني بعيد المدى، لافتة إلى أن إنشاء 16 مدينة عمرانية متكاملة خارج نطاق الدلتا جزء من استراتيجية الدولة لتخفيف الضغط السكاني عن المناطق المعرضة للمخاطر المناخية، كما أوضحت أن وزارة الموارد المائية والري تعمل على الاستغلال الأمثل للمياه الجوفية، لحماية الأراضي من تسرب مياه البحر.
وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد أن التكيف مع تغير المناخ بات ضرورة حتمية، وأن مصر تمضي بخطى علمية ومؤسسية نحو تعزيز قدرتها على مواجهة التحديات المناخية المقبلة، مشيرة إلى أن ما تشهده مصر من تغيرات مناخية، ومنها موجات الطقس الجامحة كالحالة التي ضربت الإسكندرية قبل أيام، يتطلب تطوير أدوات التنبؤ والاستعداد، مشيرة إلى أن وزارة البيئة تعمل منذ أربع سنوات على تفعيل نظام الإنذار المبكر لرصد آثار تغير المناخ.
وأضافت وزيرة البيئة خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج «كلمة أخيرة» على قناة ON، أن النظام يعتمد على نموذج رياضي مستنبط من الهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ، وتم العمل على تمصيره وتكييفه مع البيانات المحلية، بالتعاون مع هيئة الأرصاد الجوية، لإنتاج خريطة تفاعلية دقيقة تساعد في التنبؤ والتعامل السريع.
مخرجات مؤتمر المناخ
وقالت وزيرة البيئة أن هذا النظام يُعد من مخرجات مؤتمر المناخ، ويُطوّر حاليًا ليكون أكثر قدرة على التوقع الفعّال، بجانب إنشاء صندوق الخسائر والأضرار الذي من المقرر تفعيله خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر، من خلال مشروعات تهدف إلى حماية المحاصيل وتعزيز قدرة الدولة على التصدي للتغيرات المناخية.
وعن تعرض مدينة الأسكندرية لموجة من الطقس السيء، قالت الدكتورة ياسمين فؤاد، إن ما شهدته محافظة الإسكندرية السبت الماضي من تساقط أمطار غزيرة وعواصف شديدة يُعرف علميًا بالمنخفض الجوي، إلا أنه يمثل في ذات الوقت أحد مظاهر التغيرات المناخية ويُصنف ضمن موجات الطقس الجامحة.
وأضافت، أن موجات الطقس الجامحة تتسم بظواهر غير متوقعة، مثل ارتفاع درجات الحرارة فوق معدلاتها لفترات طويلة، أو تساقط أمطار بكميات غير متوقعة، لافتة إلى أن مصر وإفريقيا تُعدان من أكثر المناطق تأثرًا بتغير المناخ، لا سيما بظاهرة ارتفاع منسوب سطح البحر، نتيجة ذوبان الجليد في مناطق أخرى من العالم.
وأوضحت أن التقديرات تشير إلى احتمال ارتفاع منسوب سطح البحر بمقدار 50 سم بين عامي 2050 و2100، وهو رقم ليس بالقليل.
وأكدت وزيرة البيئة أن تأثير هذه الظاهرة لا يُلاحظ على المدى القصير، بل قد يستغرق الأمر سنوات لقياسه بدقة، بخلاف موجات الحرارة التي يمكن التنبؤ بتأثيرها على المحاصيل والبيئة بشكل أسرع.
وحذرت عدد من الدراسات العلمية، من تسارع تآكل سواحل الإسكندرية وانهيار مئات المباني، بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط وتسرُّب المياه المالحة إلى أساسات المنشآت.
وأكدت أن تاريخ التغيرات المناخية في درجات الحرارة على ناحية المتوسط العالمى، بدأ منذ عام 1854 وحتى عام 1990، موضحاً ان درجة الحرارة ارتفعت بنسبة 6 درجة مئوية بنهاية الفترة المذكورة، وهو ما اعتبر دليلاً أولياً على التغيرات المناخية.