و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

طالب بالوحدة لمجابهة التحديات

شيخ الأزهر : الخلاف بين السنة والشيعة لم يكن خلافا حول الدين

موقع الصفحة الأولى

قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن الاختلاف بين الشيعة والسنة هو اختلاف فكر ورأي، وليس دينيا، مشيرا إلى أن بعض الخلافات حدثت بين صحابة النبي «صلى الله عليه وسلم»، ومن ذلك ما حدث على الخلافة، وقد قيل فيه «ما سل سيف في الإسلام مثلما سل على هذا الأمر».
وأوضح الإمام الأكبر شيخ الأزهر أن الخلاف بين المسلمين ليس بجديد، فقد حدثت بعض الخلافات بين صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن ذلك ما حدث على الخلافة، وقد قيل فيه: «ما سُلَّ سيف في الإسلام مثلما سُلَّ على هذا الأمر»، كما اختلفوا في عهد النبي محمد، لكنهم لم يسلوا السيوف على أنفسهم، موضحا أن الخلاف بين السُّنَّة وإخوانهم الشيعة لم يكن خلافًا حول الدِّين، وعلى كل من يتصدى للدعوة أن يحفظ حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال: «من صلَّى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا؛ فذلكم المسلم الذي له ذمَّة الله ورسوله؛ فلا تخفروا الله في ذمَّته»، ويتقن فهمه الفهم الصحيح.
وأكد شيخ الأزهر في الحلقة الثانية من برنامجه «الإمام الطيب»، أن الأمة الإٍسلامية حاليا في أشد الحاجة إلى الوحدة في القوة والرأي؛ لمجابهة تحديات العصر، والانتصار على أعداء الأمة، فهناك كيانات عالمية اتحدت دون وجود ما يوحدها، كما اتحدت دول الاتحاد الأوروبي وغيرها، ليس لشيء سوى أنها رأت ذلك ضرورة من الضرورات الحياتية العملية، ونحن أولى منهم بذلك بكل ما بيننا من مشتركات.
وقال شيخ الأزهر الشريف، إن قضية الإمامة لدى أهل السنة ليست من أصول الدين لكنها من فروعه. وأوضح بأن قضية الإمامة ليست أمرًا شكليًّا بقدر ما هو أمر يُقبل فيه الخلاف.. لو أن السنة قالوا إن سيدنا أبو بكر هو أولى الصحابة بالخلافة في ذلك الوقت، والشيعة يقولون إن الأولى هو سيدنا علي، فلا يجوز أن نكفر الشيعة لأنه خالفوا رأينا، وأيضًا لا يُكفَّر أهل السنة لأنهم خالفوا الشيعة في رأيهم.

الاختلاف أمر طبيعي

وأشار إلى أن هذا الأمر يعبر عن مسألة خلافية كما يحدث في العديد من الأمور، ضاربًا المثل بالاختلافات القائمة بين المذهب الشافعي والمذهب الحنفي وهكذا. 
وشدد الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف ، على أن الاختلاف أمر طبيعي، لكن لا يجب أن يكون هذا الاختلاف سببًا في أن يُكَفِّر أحدنا الآخر، بل يجب فهم أن في هذا النوع من الاختلاف رحمة، فالصحابة -رضوان الله عليهم- قد اختلفوا، وقد أقر النبي محمد اختلافهم، لكن لم يُكفِّر أحدٌ أحدًا من الصحابة، كما أننا -نحن السُّنَّة- لدينا الكثير من المسائل الخلافية، فلدينا المذهب الحنفي، والآخر الشافعي، وغيرها من المذاهب، بكل ما بينها من أمور خلافية.
وقال الدكتور أحمد الطيب، إن الفُرقة بين السنة والشيعة هي فرقة مذهبية تقوم على الرأي والفكر وليست فُرقة دين، مؤكدا أن القرآن الكريم، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، حذّرا بشكل واضح من هذا الأمر.
وتابع الإمام الأكبر : في الحديث الصحيح، حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دبّ إليكم داء الأمم من قبلكم، الحسد أي يحسد بعضنا بعضا سواء دولًا أو شعوبًا، ثم قال والبغضاء هي الحالقة أي الكره المتبادل.
وأشار إلى أن النبي شرح قائلا بأنه لا يقصد تحلق الشعر ولكن تحلق الدين (وقال) والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أخبركم بما يثبت ذاك لكم أفشوا السلام بينكم».
وذكر شيخ الأزهر حديث النبي الكريم «اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه»، شارحًا: «هذا معناه إذا كنتم تقرأوا القرآن وكلٌ منكم يفسره يناقض الآخر وحدث اختلاف، فاغلقوا مصاحفكم وقوموا عن هذا».

تم نسخ الرابط