و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع

قاضياً ومفتياً ووزيراً

الشيخ جاد الحق الإمام الـ42 للأزهر الشريف.. شيد 6 الاف معهد بالقرى

موقع الصفحة الأولى

الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الشريف هو الإمام الـ42 فى قائمة الأئمة الذين تقلدوا المنصب الديني الأرفع حول العالم.
تمتع الإمام بتفانيه فى خدمة الدين والعلم في كل منصب تقلده؛ سواء على منصة القضاء أو داخل دار الإفتاء المصرية وحتى وزارة الأوقاف وأخيرا مشيخة الأزهر الشريف.
اهتم الشيخ جاد الحق علي جاد الحق بالبحوث في مختلف أصول الدين وفروعه والمعارف الإسلامية وكان له عظيم الأثر في إنشاء المعاهد الدينية ومكاتب الدعوة والإرشاد بحيث تضاعف عدد تلك المؤسسات أضعافًا كبيرة داخل مصر وخارجها.
ولد الشيخ جاد الحق بقرية طرة مركز طلخا محافظة الدقهلية، وتلقى تعليمه الأولي في كُتَّاب القرية حيث حفظ القرآن وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم الْتحق بالمعهد الأحمدي بطنطا، وأنهى المرحلة الابتدائية والثانوية ثم  التحق بكلية الشريعة وتخصص فى القضاء، حيث عمل بعد التخرج قاضيا بالمحاكم الشرعية وكان الحاجب الخاص به هو والد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
وتشير بعض المصادر إلى أن الشيخ جاد الحق هو من ساعد والد مبارك فى إلحاق إبنه بالكلية الحربية، وهو المعروف الذى حمله الرئيس مبارك للإمام حيث ظل يحترمه ويوقره طوال حياته.
تم تعيين الشيخ جاد الحق أمينًا للفتوى بدار الإفتاء عام 1953، ثم عاد إلى المحاكم الشرعية قاضيًا، ثم انتقل إلى المحاكم المدنية بعد إلغاء القضاء الشرعي، وظل يعمل بالقضاء، ويترقى في مناصبه حتى عُين مستشارًا بمحاكم الاستئناف عام 1976.
بعدها تم تعيين الشيخ جاد الحق مفتيًا للديار المصرية عام 1978، ثم عين وزيرا للأوقاف عام 1982، وظلَّ به شهورًا قليلة، اختير بعدها شيخًا للجامع الأزهر في 17 مارس 1982. 

نهضة الأزهر الشريف

شهد الأزهر الشريف في عهد الشيخ جاد الحق على جاد الحق نهضة كبيرة، فقد انتشرت المعاهد الأزهرية في كل قرى ومدن مصر، كما لم تنتشر من قبل، فقد بلغ عدد المعاهد الأزهرية في عهده أكثر من ستة آلاف معهد.
ولم يقف جهده على نشر المعاهد الأزهرية في مصر، بل حرص على انتشارها في شتى بقاع العالم الإسلامي، فأنشأ معاهد أزهرية تخضع لإشراف الأزهر في تنزانيا وكينيا والصومال وجنوب إفريقيا وتشاد ونيجيريا والمالديف وجزر القمر وغيرها من البلدان الإسلامية. 
كما فتح باب الأزهر واسعًا أمام الطلاب الوافدين من الوطن الإسلامي وخارجه، وزاد من المنح الدراسية لهم حتى يعودوا لأوطانهم دعاة للإسلام. ونجح في فتح فروع لجامعة الأزهر في جميع أنحاء مصر وعقدت الجامعة في عهده لأول مرة مؤتمرات دولية في قضايا طبية وزراعية وثقافية مهمة تحدد رأي الأزهر والإسلام فيها.
وكان آخر قرارات الشيخ جاد الحق على جاد الحق لنهضة الأزهر وإبراز دوره في نشر رسالة الإسلام هو إقامة مدرسة مسائية للرجال والنساء على شكل مركز مفتوح للدراسات الإسلامية بالأزهر الشريف؛ لنشر الثقافة الإسلامية الصحيحة، ولتوضيح حقائق الدين السمحة البعيدة عن التعصب والجهل والداعية للحب والسلام، ويتم فيها تدريس جميع فروع العلوم الإسلامية.
ورغم كثرة المناصب التي تولاها إلا أنها لم تغير فيه شيئاً لا في طباعه ولا في تعاملاته مع الناس، ولم تختلف حالته المالية في أيامه الأخيرة عن تلك التي كانت في بداية حياته العملية، ففي كلتا الحالتين كان موظفاً يتقاضى راتبه من الدولة دون مكافآت أو حوافز، كما لم يكن يحصل على أية أموال تأتيه مقابل أبحاثه وكتبه القيمة فقد كان يجعلها في سبيل الله.

تم نسخ الرابط