الأولى و الأخيرة

السياسة تجمع الاعداء

نكشف تفاصيل تحالف شقيق حسني مبارك مع جماعة الإخوان عام 1984

موقع الصفحة الأولى

في ظهيرة يوم 17 نوفمبر 2004 تقدم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك جنازة شقيقه أحمد سامي مبارك، بحضور عدد كبير من رجال الدولة وقتها، وعقب التشييع تلقى مبارك وافراد أسرته العزاء بعد مشاركته في مراسم الدفن بمقابر الأسرة في مدينة نصر.
كانت هذه اللحظات هي نهاية علاقة مأزومة بين مبارك وشقيقه الأصغر، حيث اشتد بينهما العداء حتي وصل بالاخ الأصغر للهجوم علي الرئيس واصفا إياه بزعيم عصابة وليس رئيسا للبلاد.
من المعروف أن الرئيس مبارك لم يكن قريبًا من عائلته، فضلا عن فرضه سياجا محكما حول حياته الشخصية عموما، لكن خلافاته مع شقيقه أحمد سامي مبارك ظهرت للعلن عندما أمر الرئيس برفع اسمه من قائمة مرشحي الحزب الوطنى لمجلس الشعب عام 1984، وعندها لجأ سامي مبارك إلي قائمة تحالف حزب الوفد وجماعة الإخوان المسلمين.
وبحسب ما ورد في كتاب الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل "مبارك وزمانه"، خرجت معارضة مبارك من قلب بيته وتحديدا عن طريق شقيقه أحمد سامي الذي أعلن العصيان في وجه شقيقه وحزبه وحكمه، وانضم إلى حزب الوفد ليترشح على قوائمه في انتخابات عام 1984 التي تحالف فيها حزب الوفد مع الإخوان المسلمين، ودخل سامي مجلس الشعب تحت راية حزب الوفد وإلى جوار أعضاء تنظيم الإخوان حيث كان معه في نفس التحالف صلاح أبو إسماعيل والد الشيخ حازم أبو إسماعيل، وكان هذا المجلس من أشرس البرلمانات معارضة في هذه الحقبة.
تسبب فوز شقيق الرئيس بمقعد في البرلمان عن حزب الوفد المعارض في الإطاحة باللواء حسن أبو باشا، وزير الداخلية وقتها، فور انتهاء الانتخابات.

تحالف مع الإخوان


وفي تفاصيل الواقعة، يقول هيكل: كان الرئيس الأسبق على استعداد بأن يترك للمعارضة 5% من المقاعد أي حوالي 20 مقعدا، وكان اسم واحد غير مرغوب فيه وهو اسم شقيقه سامي مبارك.
ذكر هذا الموقف اللواء حسن أبو باشا وزير الداخلية السابق، خاصة أن على حد وصفه في الكتاب فإن تشدد الرئيس السابق حيال شقيقه كان غير مفهوم، وكتب هيكل أن الأمر وصل إلى حذف اسم شقيقه من قائمة مرشحي حزب الوطني، وعرف أن شقيقه سينضم إلى حزب الوفد فتحدث مع فؤاد سراج الدين رئيس الحزب بترشيحه.
وبعدها أوفد الرئيس حسني مبارك مستشاره السياسي أسامة الباز، إلى رئيس حزب الوفد فؤاد سراج الدين برسالة مضمونها ألا يترشح سامي مبارك علي قوائم الوفد، ولكنه فشل في اقناع سراج الدين، كما فشل اللواء حسن أبوباشا في نفس الأمر.
وخرجت الصيغة النهائية للاتفاق حول الانتخابات النيابية بين الحكومة والمعارضة وتضمنت بندين بشكل رسمي، أولهم أن يتفضل الرئيس بمراجعة النسبة التي سمح لها للمعارضة وأرفعها من 5% إلى 20% أي حوالي 100 مقعد، وثاني بند أن يختصر الرئيس قائمة الممنوعين من دخول المجلس وأولهم شقيقه سامي مبارك.
لكن بيانات اللواء محمد تعلب مساعد وزير الداخلية سجلت أمرا غريبا، وهو أنه رغم كل الضغوط التى مورست، حصل سامي مبارك على ما يزيد عن 70% من الأصوات في الدائرة التي رشح نفسه عنها، ولكن جاءت الأوامر بفرز الأصوات مجددا، وظهرت النتائج باكتساح سامي للأصوات.
خرج أحمد سامي مبارك من حزب الوفد وأجرى حوارات في صحف المعارضة هاجم فيها شقيقه وقال إنه غير مؤهل لحكم مصر، وأنه مجرد رئيس عصابة .
وحاول سامي مبارك إنشاء حزب معارض برئاسته لكن مورست عليه أيضا ضغوط شديدة للغاية حتى سافر إلى ألمانيا وعاش هناك فترة ليختفي بعدها تمامًا من الساحة السياسية حتى توفي عام 2004.


تسهيلات لأشقاء مبارك 


وفقا للكاتب تامر أبو عرب الذى كتب عدة مقالات حول تاريخ أسرة حسني مبارك ، بعد إجراء حوارات موثقه مع أفراد عائلته بمحافظة المنوفية، فإن العلاقة بين أسرة حسني مبارك وأبناء عمومته كانت متوترة للغاية لاسيما وان الأقارب كانوا يطلقون علي حسني مبارك وإخوته ''ولاد الحاجب''، حيث كان يعمل والدهم حاجبا فى محكمة طنطا، بينما كانت بقية العائلة من ذوي الأملاك والاطيان .
وهو ما يفسر جفاء الرئيس الأسبق مع العائلة، أما علاقته بأشقائه فقد تدهورت بعد زواجه من السيدة سوزان ثابت، ذات الأصول الإنجليزية، في عام 1959 فلم يكن يزور أسرته إلا كل عدة أشهر، لكنه لم ينقطع عنهم وحاول رعايتهم قدر المستطاع علي عكس شقيقه سامي مبارك.
فبعد وفاة والده عام 1960، ومع تحسن أوضاعه المادية في القاهرة والترقي في الجيش، اشترى الرئيس الأسبق حسني مبارك لوالدته شقة في مصر الجديدة عاشت فيها حتى وافتها المنية في 22 نوفمبر عام 1978.
أما شقيق مبارك الآخر فوزي فقد تم تعينه في سفارة مصر بالنمسا في الثمانينيات بتوصيه من الرئيس الأسبق، رغم أنه لم يكن يحمل أي مؤهل دراسي.
فيما عاشت شقيقة مبارك الوحيدة السيدة سامية مع زوجها في مدينة طوخ بمحافظة القليوبية، تحظي بمعاملة خاصة من الجميع لاسيما وانها كانت سيدة فاضلة.
اما شقيقه عصام الدين فقد أرسله حسني مبارك بعد توليه منصب نائب رئيس الجمهورية لإكمال تعليمه في ألمانيا، ورغم انه عاد بعد 6 سنوات دون الحصول على شهادة، إلا أن الرئيس الأسبق قام بتعينه في جامعة الدول العربية.

تم نسخ الرابط