و الأخيرة

رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

قد يتبادر لذهن من يقع نظره على عنوان المقال " مصر سنة 2000" أنه باب للمقارنة بين الاسعار الان وأسعار سنة 2000 ولكن الامر مختلف ..وأعمق من فكرة مقارنة الاسعار .. فهذه الجملة ببساطة شديدة كانت عنوان لدرس فى كتاب اللغة العربية درسته سنة 1990 وكان هذا الدرس يتحدث حول الرفاهية التى ستعم مصر سنة 2000 ومدى التقدم العلمى والتكنولوجى الذى ستصل اليه مصر بعد 10 سنوات فقط من عمر الدولة .. وللاسف 10 سنوات فى عمر اى دولة وقت هين وليس طويلاً ولكنه يمثل جيل كامل عاش حلم لم يتحقق منه اى شئ بقدوم سنة 2000 .

الدرس كان يتحدث عن استخدام الطاقة الشمسية فى كل أمور الحياة واستبدال غالبية الاجهزة الكهربائية بالطاقة الشمسية كالسخانات وكهربة المنازل وغيرها وايضا يتحدث عن سيارات تسير بدون وقود وعن اتفاقية الجات التى ستوفر لكل مواطن ان يمتلك سيارة جيدة بسعر قليل .. وغيره من الاشياء والوهم الذى عاش فيه جيلنا وصدق الكذبة الكبيرة التى استغل فيها النظام وزارة التربية والتعليم ليدرسوا هذا الكلام الذى تبدد مع قدوم سنة 2000 ولم يتحقق منه شئ.

آفة النسيان فى الحكومات

وكعادة الحكومات تنسى ما تقول سواء كذباً او صدقاً وتطلق التصريحات دون وعى او ادراك بتاثير هذه التصريحات على المواطنين فى حالة عدم تحقيقها فما بالك بدرس جرى تدريسه لاجيال لاكثر من 15 سنة بالمدارس على مستوى الجمهورية.

كنا صغاراص وقتها لكن الخيال كان كبيراً وممتداً .. كان هذا الدرس مسار حيث يومى بيننا نتجاذب أطراف الكلام حول كيفية استخدام الطاقة الشمسية فى المنازل وما شكل السخان الذى يعمل بالطاقة الشمسية وما هى السيارة التى لا تعمل بالوقود .. وهل سيصل الامر الى سيارة تعمل بالمياه او باى سائل اخر غير البنزين والسولار و عن اتفاقية الجات و عدم دفع اى جمارك للسيارات وخيال ممتد تحطم وقتها على صخرة كذب الحوكمة المعتاد لمن استمر يحمل تفاصيل هذا الدرس الذى لم يتعدى 3 صفحات بكتاب اللغة العربية لكنه تحول بعدها لوثيقة دامغة لكيفية تخدير الحكومة للاجيال التى درست وعاشت الوهم دون ان تجنى اى ثمار.

تم نسخ الرابط