بالتزامن مع الخماسين
رحلة النور المقدس إلى مصر من نكسة 67 حتى 2025

لازالت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفى بفترة الخماسين والتى تستمر لمدة خمسين يوما بعد عيد القيامة وحتى عيد العنصرة- حلول الروح القدس- وتتخللها صلوات وتأملات وتنقسم فيها الأحاد إلى سبعة أسابيع كل منهم يطلق عليه أسم قديس أو نبى على النحو التالى بالترتيب ( احد توما ٬أحد الفداء٬ أحد الصليب٬ أحد الراعينين٬أحد الصديقين٬أحد الصعود٬ أحدد العنصره) .
وتعتبر معجزة النور المقدس التى تتجلى كل عام فى نفس الموعد وتحديدا فى اليوم التالى من عيد القيامة فى كنيسة القيامة بالقدس٬ أحد العجائب التى عجز العلماء عن تفسيرها أو وصفها بوصف سوى كونها طاقة أو قوه ذات مدلول روحانى لاسيما مع إستمراريتها لمده ٣٣ ثانية بقدر عمر السيد المسيح على الأرض بخصائص فريده و دون أن تحرق من يلمسها وبعد انتهاء المده تعود لطبيعتها .
وظهر النور المقدس لأول مرة فى القدس عام 1106وتدرجت مراحل رصد ظهوره من خلال الجانب المصرى عبر التاريخ والحكام ولكن الأكثر إجماعا دخوله فى نظام التدوين الرسمى مع بداية عهد الملك فاروق - ملك مصر والسودان- طبقا للأرشيف والسجلات الملكيه خلال عام 1936 و 1942 و 1948 و 1951 .
وكان من المثير وصول النور المقدس للأراضى المصريه هذا العام من خلال وفد تابع للكنيسة القبطية الإرثوذكسية لتوزيعه على بقية الكنائس بعد تسليمه للبابا تواضروس الثانى" بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية" داخل قناديل( فوانيس) معدنية مخصصه على الرغم من صعوبه عملية النقل ومعدلات المخاطر لكنه وصل فى نهاية الأمر ومن ثم تسلمته رابطة كنيسة القدس فى مصر والتى كان لها الرياده فى عملية التوزيع من خلال قناديل على الكنائس والشعب الذى يريد نوال البركات لاسبما مع عدم وجود رحلات لزيارة الأماكن الآثرية فى القدس بسبب العدوان على قطاع غزة و انعدام وجود الأمن والأمان.
وتعد كنيسة رابطة القدس فى مصر هى المسؤلة عن استلام النور المقدس و تنظيم رحلات الوفود للقدس و انهاء تصاريح السفر ويشرف عليها الأنبا انطونيوس " مطران الكرسى الأورشليمى " وتحوى الرابطه من داخلها على ماكتات لاماكن صلب وعذابات السيد المسيح .
النور المقدس
ومن جانبه قال القمص متاؤوس الانطونى ـ راعى كنيسة رابطة القدس- انه على الرغم من الاحداث المؤلمه التى يمر بها الجاتب الفلسطينى سمح الله بوصول النور المقدس الينا ولكل المصريين هذا العام ولكن بعض الدول مثل اليونان وروسيا والعراق تستلمه بطريقة اكثر سهوله ولم تفرق الفرحه بالنور المقدس بين مسلم ومسيحى ووجدنا مسلمون مهتمون به و سعداء بوصوله فى تناغم جميل مثلما يحتفل اقباط ايضا بشهر رمضان والنور المقدس يطلق عليه سبت النور أو الفرح ويعطى معنى رمزى لإشراق المسيح على الموجودين فى الجحيم ويدخل بطريرك الروم للقبر المقدس ويتلى صلوات خاصه حتى يتجلى النور المقدس أمام الجميع وأوضح القمص متاؤوس أن سبت النور متغيبر من عام لآخر بحسب حساب الابقطى ووصل للمرة الأولى لارض مصر فى ٦٧ وبعد النكسه وصل مرتين احداها نجحت والآخرى لم تنجح بسبب انطفاء القنديل عام ٧٤ ثم انقطع لمدة ٥٠ سنه حتى اعاد الانبا انطونيوس ـ أسقف الكرسى الأورشليمى- بينما اعتاد البابا الراحل شنودة الثالث الصلاة يوم عيد الصليب داخل رابطة القدس كل عام وتحول لتقليد سنوى ثم يشعل منه قنديل للكاتدرائية المرقصية وآخر للمقر البابوى ونلتمس تسهيلات فى العهد الحالى من المسئولين لتسهيل الإجراءات حتى إستلام النور المقدس من السلطات الإسرائيلية عبر معبر طابا البرى وكان يمر فى الماضى عبر طريق طويل من خلال سانت كاترين ولكن حاليا تم تغيير مساره الى طريق النخل بعد تطهيره من الإرهاب .
وأضاف راعى رابطة كنيسة القدس أن وفدا يتوجه لإستلام القناديل من القدس مع الاحتفاظ بعدد من الشموع وزيت البرافين النقى النقى ومن ثم يتحرك الوفد عبر ميكروباص سياحى مخصص واحتفظنا بالقناديل هذا العام داخل الهيكل حتى التقينا بالبابا تواضروس وتم تنظيم استقرال رسمى للنور المقدس .
وعن موعد انطفاء النور المقدس٬ أوضح القمص متاؤوس قائلا اننا كنا حريصين على الحفاظ عليه حتى يوم الجمعة العظيمة من العام التالى بعد تخصيص خدام للإشراف عليه ولكن بمرور الوقت تبين أن الأمر شاق واتخذنا قرار فى ٢٠٢٢ للإحتفاظ بالنور طيلة فترة الخماسين وحتى عيد العنصره وهو ليس قاسرا على طائفه دون غيرها وبمجرد أن تواصل معنا مطران الكلدان بولس ساتى منحناه نورا من القنديل لتعم البركة على جميع من طلبوها وحول أسباب انقطاع الرحلات للأراضى المقدسة ٬ أشار إلى أن عام ٢٠١٩ كان الأكثر جذبا للوفود وفى ٢٠٢٠ تفسي وباء الكورونا وتم منع الرحلات ومع انتهاء الوباء فى ٢٠٢١ عادت الافواج للسفر مرة اخرى ثم جرى تضييق امنى من السلطات الإسرائيلية بعد اندلاع الحرب بجانب المحاذير الامنية المصريه حتى انقطعت الرحلات تماما هذا العام .
