الأولى و الأخيرة

المستحيل ليس مصريا

عيد تحرير سيناء.. أرض الفيروز من نار الحرب إلى جنة التعمير

موقع الصفحة الأولى

تحتفل مصر في يوم 25 أبريل من كل عام بـ عيد تحرير سيناء، والذي شهد رحيل آخر جندي من جيش الاحتلال الإسرائيلي، ورفع العلم المصري على مدينتي رفح في شمال سيناء وشرم الشيخ في جنوب سيناء، بعد سلسة طويلة من النضال المصري والذي شهدته أرض الفيروز من بعد حرب 1967، ثم معارك حرب الاستنزاف، ثم نصر أكتوبر العظيم عام 1973، والذي تبعه مفاوضات كامب ديفيد، والتي مهدت لتوقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، ليكتمل تحرير شبه جزيرة سيناء في يوم 19 مارس 1989، برفع العلم المصري على طابا، لتحرر سيناء بالحرب والسلام والتحكيم الدولي.

 

الكفاح المصري لـ تحرير سيناء

وبدأ الكفاح المصري لـ تحرير سيناء، بعد فترة قصيرة من نكسة 5 يونيو 1967، حيث خاض الجيش المصري عدة معارك لاستنزاف قدرات جيش الاحتلال، من خلال ثلاث مراحل رئيسية، هي مرحلة الصمود، ثم مرحلة المواجهة والدفاع، ثم مرحلة الردع والحسم.

وخلال حرب الاستنزاف تمكن الجيش المصري من بناء منظومة الدفاع الجوي وتحريك حائط الصواريخ لحافة الضفة الغربية لقناة السويس، وهو الحائط الذي مكنت القوات المسلحة المصرية من العبور إلى الضفة الشرقية للقناة في ظله وحمايته، كما شهدت حرب الاستنزاف تنفيذ العديد من العمليات لعبور الشاطئ الشرقي للقناة وصولا إلى عمق سيناء، بالتزامن مع إعادة بناء سلاح الطيران، وإعادة تنظيم وتدريب القوات المسلحة بكاملها، وهي الفترة التي استشهد فيها الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة يوم 9 مارس 1969، وهو اليوم الذي اتخذته مصر عيد للشهيد وتحتفل به في كل عام.

 

حرب أكتوبر وتحرير سيناء

ومهدت تلك المعارك الباسلة لحرب تحرير سيناء والعبور العظيم في يوم العاشر من رمضان 1393 السادس من أكتوبر 1973، والتي مثلت زلزالا عسكريا اهتز له العالم اجمع، بعدما قهر المقاتل المصري المستحيل، وتمكن من عبور أكبر مانع مائي في التاريخ العسكري، وهو قناة السويس، وإسقاط أقوى خط دفاعي صنعه الاحتلال لحماية سيناء، وهو خط بارليف المكون من 35 حصنا منيعا، ودعم الاحتلال خط بارليف بسد ترابي وصل ارتفاعه إلى 20 مترا، مع ميل تراوح بين 45 و65 درجة، وذلك لعرقلة عبور أي مركبةٍ برمائية.

وكان من أهم نتائج حرب أكتوبر المجيدة، القضاء على أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، بعد تعرضه لهزيمة ساحقة في معركة لعبور، إضافة إلى استرداد السيادة المصرية على قناة السويس، وتحرير جزء من الأراضي في شبه جزيرة سيناء، إضافة إلى عودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975.

مراحل تحرير سيناء بالتواريخ

وبعد وقف إطلاق النار، بدأت مصر طريق المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي لـ تحرير سيناء، والتي بدأت بمباحثات الكيلو 101 في أكتوبر ونوفمبر 1973، ثم اتفاقية فض الاشتباك الأولى في يناير 1974، والتي نصت على وقف العمليات العسكرية برا وجوا وبحرا، إضافة إلى تحديد خطا تنسحب إليه قوات الاحتلال الاسرائيلية على مساحة 30 كيلو مترا شرق قناة السويس.

ثم تم توقيع اتفاقية فض الاشتباك الثاني في سبتمبر 1975، ومن خلاله تقدم الجيش المصري اإلى خطوط جديدة في شبه جزيرة سيناء، واستردت 4500 كيلو متر من أرض الفيروز، وتحدد الخط الأمامى لقوات الاحتلال الإسرائيلية على الساحل الشرقي لخليج السويس بمسافة 180 كم من السويس حتى بلاعيم، ثم جاءت مبادرة الرئيس محمد أنور السـادات بزيـارة القدس المحتلة في نوفمبر1977، وخطاب السادات الشهير أمام الكنيست الإسرائيلي بتاريخ 20 نوفمبر 1977، والذي تبعه انعقاد مؤتمر كامب ديفيد في 18 سبتمبر 1978.

ومع التوقيع على معاهدة السلام في 26 مارس 1979، نصت على انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل من شبه جزيرة سيناء وعودتها إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين المحتلة تحت الانتداب، مع تحديد جدول زمني للانسحاب المرحلي من شبه جزيرة سيناء.

وبالفعل، تم تحرير سيناء على عدة مراحل ففي 26 مايو 1979 رفع العلم المصري على العريش وانسحب الاحتلال من خط العريس - رأس محمد، وفي 26 يوليو 1979، كانت المرحلة الثانية بانسحاب الاحتلال من مساحة 6 آلاف كيلو متر من منطقة أبو زنيبة حتى منطقة أبو خربة، وفي 19 نوفمبر 1979، انسحب الاحتلال من منطقة سانت كاترين ووادي الطور.

 

رفع العلم المصري في 25 أبريل

وفي ‏25‏ أبريل ‏1982‏ رفعت مصر علمها على الحدود الشرقية، وتحديدا عند مدينة رفح في شمال سيناء ومدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء، لتتحرر سيناء بكاملها، باستثناء طابا، بعد احتلال استمر 15 عاما، ثم تعود طابا بعد معركة قانونية ودبلوماسية خاضتها مصر.

ففي 30 سبتمبر 1988، أعلنت هيئة التحكيم الدولية في جلستها المنعقدة في مقر برلمان جنيف حكمها في قضية طابا، بالإجماع بأن طابا أرض مصرية، ليرتفع العلم المصري على الأرض المصرية في 19 مارس 1989، ويتحرر آخر شبر من الأرض المصرية الغالية.

 

معركة تعمير سيناء

وفي عيد تحرير سيناء، خاضت مصر وتخوض، معركة أخرى، وهي تعمير أرض الفيروز، خاصة بعد القضاء على الإرهاب والجماعات المتطرفة، وتخصيص أكثر من 800 مليار جنيه لتنمية سيناء ووضعها على الخريطة الاستثمارية والاقتصادية، وتنفيذ أكثر من 500 مشروع تنموى، وبناء العديد من المدن الجديدة، أبرزها الإسماعيلية الجديدة، وسلام شرق بورسعيد، ورفح الجديدة، وتطوير مدينة سانت كاترين، وبئر العبد الجديدة، وبناء وتنفيذ 42 محطة تحلية مياه البحر بطاقة 421.5 ألف متر مكعب في اليوم، إضافة إلى تنفيذ 41 مشروعا للطرق خلال 10 سنوات بأطوال تتجاوز 1100كيلو مترا.

وفي عام 2021، كشفت الحكومة عن خطط لتوطين ملايين المصريين في سيناء وتوفير الخدمات المتكاملة لهم، من خلال جذب 3 ملايين مصري للإقامة في سيناء على المدى القريب، على أن يصلوا إلى 8 ملايين مصري على المدى البعيد، من خلال تنفيذ وبناء تجمعات تنموية، ويتم تمليك كل مواطن 5 فدادين ومنزل.

تم نسخ الرابط