و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

أدت لوفاة 31 شخصا في باكستان

مالا تعرفه عن مادة «الكلوروفينابير» السامة سبب وفاة أطفال المنيا.. خبير يجيب

موقع الصفحة الأولى

في أعقاب الحادثة المأساوية التي شهدتها محافظة المنيا في مصر، حيث تسبب "مبيد الكلورفينابير" في وفاة أب وأطفاله الستة، أثيرت تساؤلات حول هذه المادة الكيميائية المستخدمة على نطاق واسع في الزراعة ومكافحة الآفات، يشترك هذا المبيد مع ما يسمى ب"حبة الغلة"في أن ليس لهم “ترياق"، لا يبرأ من تناولهم ومصيره في النهاية الوفاة.
الكلورفينابيرهو مبيد حشري وعثي ينتمي إلى فئة البيرولات المهلجنة، مشتق من مركب طبيعي عُزل من بكتيريا Streptomyces fumanus. 

وكما قال الدكتور محمد عبد المجيد أستاذ المبيدات بوزارة الزراعة للـ الصفحة الأولى يعمل هذا المبيد عبر تحوله داخل الكائن الحي إلى مركب نشط يُعطل إنتاج الأدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP)، وهو مصدر الطاقة الأساسي للخلايا، مما يؤدي إلى موت الحشرات والعث المستهدفة، تُستخدم هذه المادة في مكافحة الآفات الزراعية مثل حشرات المن والتربس في محاصيل القطن والخضروات، وكذلك في الشبكات المعالجة للوقاية من الملاريا.
يُعتبر الكلورفينابير المسؤول عن وفاة الأطفال الستة بمحافظة المنيا، من المبيدات القليلة القادرة على مكافحة الحشرات المقاومة للبيريثرويدات والفوسفات العضوية. في الزراعة، يُستخدم لرذاذ المحاصيل وحماية الأقمشة الصوفية من العث، كما يُستخدم في مكافحة البعوض الناقل للملاريا، خاصة في إفريقيا، حيث أظهرت دراسة نُشرت في Scientific Reports عام 2023 فعاليته ضد سلالات Anopheles funestus، رغم ظهور مقاومة جزئية في سلالات أخرى.


حوادث عالمية


على الرغم من فعاليته، يُصنف الكلورفينابير كمادة متوسطة السمية حسب منظمة الصحة العالمية، لكنه قد يكون قاتلاً عند سوء الاستخدام، حادثة المنيا الأخيرة ليست الأولى؛ ففي باكستان عام 2016، تسبب التلوث الغذائي بهذا المبيد في وفاة 31 شخصًا، تسبب التلوث الغذائي بالكلورفينابير في وفاة 31 شخصًا، تقرير حالة في عام 2024 عن طفل توفي بعد التسمم العرضي، مع أعراض متأخرة تشمل الحمى والتشنجات.
حبوب الغلة

في دراسة نُشرت في مجلة World Journal of Emergency Medicine عام 2025 أكدت أن التسمم بالكلورفينابير يسبب أعراضًا متأخرة مثل الحمى، التشنجات، وفشل الأعضاء بسبب تراكمه في الأنسجة الدهنية، ومع عدم وجود ترياق محدد، يُعتبر العلاج تحديًا كبيرًا، حيث أوصت الدراسة باستخدام تقنيات تنقية الدم مبكرًا.
أكدعبد المجيد أن الكلورفينابير ليس من المبيدات المحظورة ويُستخدم لمكافحة الآفات الثاقبة والماصة، لكن حادثة المنيا أثارت مطالبات بتعزيز التوعية ووضع لوائح أكثر صرامة لمنع سوء الاستخدام. يُوصي الخبراء بارتداء معدات الحماية أثناء التعامل مع المبيد، وتخزينه بعيدًا عن الطعام والمياه، مع وضع تحذيرات واضحة على العبوات.
الأعراض تكون حادة ومتأخرة: ارتفاع في درجة الحرارة، التعرق الشديد، الدوخة، اضطرابات بصرية، وفقدان الوعي، التسمم قد يتأخر لأيام بسبب طبيعته القابلة للذوبان في الدهون، حيث يتراكم في الأنسجة الدهنية ويُطلق تدريجيًا في الدم.

تشير عبارة"حبة الغلة" إلى المبيد الحشري الأوسع استخداما في المناطق الريفية في مصر لحفظ الحبوب وحماية المحاصيل من التسوس والقوارض. لكنها في الوقت نفسه أصبحت تمثل أداة الانتحار الأرخص والأكثر انتشارا وسط صفوف اليافعين واليافعات في الريف المصري.

تحتوي حبوب الغلة على فوسفيد الألمنيوم، وهي مادة صلبة صفراء أو رمادية داكنة برائحة تشبه الثوم. عند تعرضها للرطوبة (مثل رطوبة الهواء أو عصارة المعدة)، تتفاعل لتُطلق غاز الفوسفين (PH₃)، وهو غاز شديد السمية. هذا الغاز هو المسؤول الأساسي عن التأثيرات القاتلة، حيث:
عند ابتلاع الحبوب، تتفاعل مع حمض المعدة، مما يؤدي إلى إطلاق غاز الفوسفين بسرعة، هذا الغاز يُسبب تسممًا حادًا يؤثر على جميع أجهزة الجسم، خاصة القلب، الرئتين، الكبد، والكلى، يؤدي إلى صدمة قلبية وعائية، التهاب عضلة القلب، وفشل متعدد في الأعضاء، وليس لها ترياق، من يبتلعها لابد من وفاته.
في السنوات الأخيرة، أصبحت حبوب الغلة الوسيلة الأكثر شيوعًا للانتحار في مصر، خاصة في الأرياف، بسبب:سهولة الحصول عليها: تُباع في الجمعيات الزراعية دون قيود صارمة في بعض الأحيان.
تكلفتها المنخفضة (من 1 إلى 5 جنيهات للقرص) تجعلها متاحة للجميع، تؤدي إلى الوفاة خلال دقائق إلى ساعات، مما يجعلها تُعرف بـ"القاتل السريع".
في عام 2019، سجلت محافظة الدقهلية وحدها 100 حالة وفاة بسبب حبوب الغلة، بينما وصلت الحالات في محافظات الدلتا إلى حوالي 800 حالة.  
مركز علاج التسمم بجامعة المنوفية استقبل 24 حالة تسمم بحبوب الغلة في فبراير 2020، وتوفي 116 شخصًا في عام 2019 بسببها.

تم نسخ الرابط