
القمح، المحصول الذي ارتبط عبر العصور بالخير والبركة، لا يزال يحمل في كل سنبلة حكاية عن الأمل والعمل. ومع كل موسم حصاد، يتجدد الحلم بتحقيق الأمن الغذائي وبناء مستقبل اقتصادي أكثر استقرارًا وازدهارًا. واليوم، لا تحصد مصر القمح فقط، بل تحصد ثمار رؤية وطنية متكاملة، تنقل الزراعة من كونها قطاعًا تقليديًا إلى قاطرة تدفع بالتصنيع والتصدير والنمو.
٢١مايو ٢٠٢٥… بداية فصل جديد في هذا اليوم، شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي افتتاح المرحلة الأولى من مدينة “مستقبل مصر الصناعية”، أول مجمع صناعي من نوعه متخصص في التصنيع الزراعي، بالتزامن مع موسم حصاد القمح، ليكون المشهد جامعًا بين الأرض التي تزرع، والمصانع التي تبنى، والمستقبل الذي يصنع.
من الزراعة إلى الصناعة… إلى التصدير مدينة “مستقبل مصر الصناعية” ليست مجرد مشروع صناعي، بل هي محور منظومة متكاملة تبدأ من الزراعة وتنتهي بمنتجات غذائية مصنعة قابلة للتصدير. المشروع يستهدف تحويل المحاصيل الزراعية إلى قيمة مضافة حقيقية، مما يقلل الفاقد، ويزيد من كفاءة الإنتاج، ويفتح آفاقًا غير مسبوقة أمام القطاع الخاص المحلي والدولي.
أرقام ترسم معالم المستقبل
• استصلاح ٤,٥ مليون فدان، منها ٨٠٠ ألف فدان تضاف بحلول سبتمبر ٢٠٢٥
• ١٣,٥ مليون فدان إجمالي الرقعة الزراعية في مصر بحلول ٢٠٢٧
• ٢٠ مليار دولار هي فاتورة استيراد مصر السنوية من الغذاء ، فرصة استثمارية ضخمة أمام التصنيع الغذائي المحلي
أنشطة متكاملة تدعم النمو:
• تصنيع غذائي متطور
• ثروة سمكية وحيوانية
• صناعات مغذية مرتبطة بالمعدات والنقل الزراعي
• خدمات لوجستية وسلاسل توريد حديثة
• طاقة متجددة تدعم استدامة الإنتاج الزراعي
الأمن الغذائي… ضمانة الاستقرار في عالم متوتر
في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، واضطراب سلاسل الإمداد العالمية، اصبحت الزراعة والتصنيع الغذائي من أهم دعائم الأمن القومي. مصر اليوم تبني اكتفاءها الذاتي، وتوجه دعوة واضحة للمستثمرين: الفرصة هنا… فلنزرعها سويًا.
نحتاج القطاع الخاص بكل قوة ..في كلمته خلال الافتتاح، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي:
“هذه المشروعات لن تنجح وحدها… نحتاج لدخول القطاع الخاص بكل قوة، بالاستثمار، والإدارة، والإنتاج، والمنافسة.”الدولة تفتح الأبواب وتوفر البنية التحتية، لكن النجاح الحقيقي مرهون بشراكة جادة من القطاع الخاص.رسالة للمستثمرين: الزراعة لم تعد مجرد غذاء… بل استثمار المستقبل مع توافر الأرض، البنية التحتية، وسوق إقليمي متعطش، فإن مصر تقدم اليوم فرصًا استثمارية جاهزة للنمو في واحد من أكثر القطاعات أمانًا وربحية في العالم: الغذاء.
خاتمة: من سنبلة القمح إلى قصة وطن موسم حصاد القمح ٢٠٢٥ هو أكثر من مجرد موسم زراعي. إنه لحظة فاصلة في تاريخ التنمية المصرية، حيث تتحول الزراعة من نشاط تقليدي إلى رافعة اقتصادية، تتلاقى فيها الأرض بالعلم، والإنتاج بالتصنيع، والحلم بالاستثمار.إنه دعوة مفتوحة لكل من يؤمن بأن المستقبل يُزرع بقرارات جريئة، وبشراكات حقيقية، وبثقة في أن مصر، كما كانت مهد الحضارة، قادرة اليوم أن تكون مهدًا لفرص واعدة من أرض الخير، ومن قلب مدينة “مستقبل مصر الصناعية”، توجه مصر نداؤها الواضح: “هنا تزرع الفرص… فهل أنتم مستعدون للحصاد؟