الأولى و الأخيرة

حصل على أكبر لقب بريطاني

السير محمد منصور.. رحلة الصعود من الإفلاس والمرض إلى قيادة إمبراطورية عالمية

موقع الصفحة الأولى

حصل المهندس محمد منصور، وزير النقل السابق، رئيس مجلس إدارة مجموعة منصور المصرية، وشركة مان كابيتال للاستثمار في لندن، على لقب سير ورتبة فارس من المملكة المتحدة، لمساهمته وجهوده في مجال الأعمال والمبادرات الخيرية، والذي قال تعليقا على ذلك التكريم: «من أعظم الأوسمة التى حصلت عليها فى حياتى، وأنا ممتن للغاية وأتشرف بهذا اللقب الذى يعد تكريمًا وتتويجًا للعمل الجاد والمثابرة، وكنت أتمنى أن يكون والدي على قيد الحياة ليشهدوا معي ذلك اليوم، فهذه الجائزة كانت ستمثل لهم الكثير، لأنه تكريما لأجلهم، ولأجل القيم التي غرسوها في وفي إخوتي»، وسيتم تكريم السير محمد منصور برتبة فارس بشكل رسمي في حفل ملكي قريبا في العاصمة البريطانية.

وشهدت مسيرة السير محمد منصور الكثير من المحطات والعلامات الملهمة، من الثروة إلى الإفلاس، ثم بناء الثروة مجددا، ومن حادث هدده بقطع ساقه، إلى المشي من جديد، ومن الإصابة بمرض السرطان إلى الشفاء والتعافي منه، ومن الوصول إلى السلطة والجلوس على كرسي الوزارة إلى الخروج منها، ويستعرض موقع الصفحة الأولى بعضا من سطور حياة السير محمد منصور في التقرير التالي.

ولد محمد منصور لعائلة ثرية، وعندما بدأ الدراسة في جامعة ولاية كارولينا الشمالية، صدرت قرارات التأميم في مصر، وكان من بينها شركة القطن المملوكة للعائلة، ليجد منصور نفسه مفلسا، وينتقل وهو عمره 18 عاما من منزل الأخوية إلى نزل مزدحم خارج الحرم الجامعي، ويبحث عن وظيفة بأجر منخفض حتى يتمكن من استكمال دراسته.

 

التغلب على الإصابة والمرض

وكان محمد منصور أصيب وهو في سن العاشرة، في حادث سيارة هدده ببتر ساقه، ولكن الطبيب المعالج رفض ذلك، وأخضعه للعلاج، ليظل راقدا في فراشه 3 سنوات، حتى تعافى ببطء ليتمكن من المشي مرة أخرى.

أما في سن العشرين، وبعد تخرجه مباشرة، اكتشف محمد منصور إصابته بمرض سرطان الكلى، ومع نسبة نجاة ضعيفة، إلا أنه تغلب عليه، مع استئصال الكلى والخضوع للعلاج الإشعاعي، تعافى من المرض الخبيث.

وبعد نهاية العهد الناصري، عادت العائلة إلى تصدير القطن من جديد، ثم دخلت مجال توزيع السيارات، عبر مؤسسة جديدة تحت إدارة محمد منصور بينما لم يتجاوز عمره الـ 28 عاما، بالاشتراك مع إخوته بعد وفاة الأب لطفي منصور عام 1976، ليتولى إدارتها في الثمانينيات.  

 

امبراطورية محمد منصور

وتحولت «مجموعة منصور» إلى إمبراطورية باستثمارات تبلغ مليارات الدولارات، واستحوذت على عقود مع عملاق صناعة السيارات جنرال موتورز، لتصبح من أكبر موزعي الشركة الأمريكية في العالم، إضافة إلى شركة تصنيع معدات البناء الشهير كاتربيلر.

وتعمل مجموعة منصور أيضا في العديد من الأسواق العالمية من خلال الاستثمار في قطاعات السيارات والمعدات الصناعية والرياضة وأسواق المال وتجارة التجزئة والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية.

كما تولى محمد منصور منصب وزير النقل في عهد الرئيس السابق حسني مبارك في الفترة من عام 2006 إلى عام 2009.

وكان السير محمد منصور حصل في أكتوبر 2023، على وسام نجمة إيطاليا، الذي يعد من أعلى الأوسمة الإيطالية، كما نال في مايو 2022، درجة الدكتوراة الفخرية من جامعة ولاية نورث كارولاينا، وهي نفس الجامعة التي تخرج منها.  

ووالد محمد منصور، وهو لطفي منصور، الذي حصل على شهادته من جامعة كامبريدج الشهيرة، ليؤسس مشروعا في تجارة القطن في مصر بعد الحرب العالمية الثانية، قبل أن يخضع للتأميم في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.

شخصيات مصرية حصلت على لقب سير

وسبق محمد منصور في الحصول على لقب سير، شخصيات مصرية أخرى تتمتع باحترام وثقل على المستوى الدولي، وهم الدكتور مجدي يعقوب طبيب وجراح القلب العالمي، والدكتورة نعمت شفيق، والأنبا أنجيلوس،

 

الدكتور مجدي يعقوب

حصل الدكتور مجدي يعقوب، طبيب وجراح القلب العالمي، على لقب سير من الملكة إليزابيث الثانية عام 1991، لدوره البارز في مجال جراحات القلب الدقيقة، كما اعتبر في بريطانيا من الشخصيات المؤثرة على مستوى العالم في مختلف المجالات العلمية والأدبية والفنية، كما حصل أيضا عام 2007 على جائزة فخر بريطانيا.

 

الدكتورة نعمت شفيق

منحت الملكة إليزابيث الثانية، الدكتورة نعمت شفيق، نائب محافظ بنك إنجلترا، لقب فارس، بعد خدماتها المتميزة في الإدارة العامة والاقتصاد العالمي، حيث حصلت على وسام السيدة القائد (DBE)، والذي يعد رتبة فائقة الامتياز تمنحها المملكة المتحدة، ومنحتها الملكة إليزابيث أيضا العضوية الدائمة في مجلس اللوردات البريطاني، لتحصل على لقب لقب بارونة، كما شغلت منصب نائب العضو المنتدب لصندوق النقد الدولي، والأمين الدائم لوزارة التنمية الدولية البريطانية.

 

الأنبا أنجيلوس

منحت الملكة إليزابيث الأنبا أنجيلوس، الأسقف العام للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في المملكة المتحدة وسام الإمبراطورية البريطانية بدرجة ضابط «OBE»، والذي يعتبر رتبة عالية الامتياز، بسبب جهوده في خدمة الحريات الدينية في العالم، وشغل الأنبا أنجيلوس موقع أسقف إيبارشية لندن للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في إنجلترا، ورئيس جمعية الكتاب المقدس العالمية.

وكان الأنبا أنجيلوس عاد إلى مصر عام 1990، ودخل دير القديس الأنبا بيشوي في وادي النطرون، تحت اسم أرسانيوس، وكلف بإدارة المقر البابوي وقاعة المؤتمرات في الدير، كما خدم كسكرتير للبابا شنودة لمدة 6 أعوام، كما أصبح مسؤولًا عن إصدار مجلة الكرازة باللغة الإنجليزية، وهي المجلة الرسمية للكنيسة القبطية المصرية.

لقب سير في بريطانيا

وحسب النظام الملكي البريطاني، فإن لقب سير لا يمنح إلا للبريطانيين، أو الحاصلين على الجنسية البريطانية، وحتى ولو كانوا من أصول غير إنجليزية، كما يمنح لقب سير أيضًا لغير البريطانيين بصفة فخرية، وذلك طبقا للنظام الذي وضعته الملكة فيكتوريا عام 1896، وعدل خلال فترة حكم الملك إدوارد الثامن القصيرة، في عام 1936، بإضافة منح الألقاب للسيدات، وهو أعلى الألقاب غير الملكية في بريطانيا، ويعادل لقب فارس قديما.

تم نسخ الرابط