الأولى و الأخيرة

ليلة يترقبها المسلمون حول العالم

مواقف وطرائف رؤية هلال رمضان فى مجالس القضاة ودار الإفتاء

موقع الصفحة الأولى

يحمل التاريخ عدد من المواقف الطريفة لرؤية هلال شهر رمضان التى يترقبها المسلمون حول العالم لتحديد موعد بداية الشهر الكريم وبدء الصيام.
ففى الأزمنة القديمة كانت رؤية هلال الشهر تعتمد على استطلاعه بالعين المجردة من فوق قمم الجبال، وتطور الامر حتى وصل إلى المراصد الفلكية التى تستخدم الأجهزة الحديثة.
وفى كل العصور اهتم الحكام والولاة برؤية هلال الشهر العربى، وبخاصة هلال شهر رمضان المعظم وإقامة الاحتفالات لاستقباله.


حملة دق الأبواب


في مصر وقبل خمسين عاما تقريبا، أعلن مفتى الجمهورية في الاحتفال الرسمي الذى يتم نقله على أثير الراديو ومن خلال التلفزيون الرسمي، عدم ثبوت الرؤية وأن اليوم التالى هو المتمم لشهر شعبان، وبعد ساعات قليلة تأكدت دار الإفتاء من خطأ الرؤية التي أذاعتها للشعب المصرى.
كان التلفزيون وقتها عبارة عن قناتين فقط، ويتم قطع الارسال في الحادية عشر مساء ماعدا الخميس يتم قطع الارسال في الثانية عشرة منتصف الليل، كما أن التنبيه في الإذاعة كان غير كاف لإيقاظ المواطنين من النوم لإعلانهم بثبوت الرؤية في هذه الساعة المتأخرة من الليل، أضطرت دار الإفتاء للجوء لوزارة الداخلية التي عممت نداءا الى كافة مديريات الأمن ومراكز واقسام الشرطة بعمل اللازم.
لجأت اقسام الشرطة الى مشايخ الحارات كما تواصلت المراكز مع عمد ومشايخ القرى والمسحراتية، وانطلقت مكبرات الصوت في المساجد لتنبيه الناس بثبوت الرؤية وحثهم على إيقاظ كل من يعرفون، وبدأ الناس يستيقظون من النوم وبدأت حملة كبيرة لدق الأبواب وإيقاظ الجيران والمعارف والأقارب وقبل الفجر كان الشعب كله تقريبا قد استيقظ للسحور.


شهادة الزور
 

كان الولاة في ما مضى يمنحون جائزة مالية لأول شخص يأتى ببشرى استطلاع هلال شهر رمضان، ويجتمعون عادة في دار القضاء ينتظرون الشهود الذين ينتشرون على الجبال والمرتفعات، فدخل رجل عليهم رجل ليخبرهم انه شاهد الهلال فأثنى الجميع عليه وأمر الوالى بصرف مبلغ ثلاثة آلاف درهم مكافأة له، بعد ان حلف اليمين أمام القاضي على شهادته تلك.
خرج الرجل مسرعا يحمل كيس النقود، ثم فكر قليلا وعاد مرة أخرى قبل ان ينصرف الجمع من دار القضاء ليؤكد انه رأى هلالا آخر في السماء الى جوار الهلال الاوظنا منه انه سيأخذ مكافاة أخرى.
وهنا عرف القاضي كذب ادعاءه وأمر بتجريده من الأموال التي منحت له ومعاقبته بالجلد على شهادة الزور.

هلالان في السماء

نفس القصة تقريبا تروى في بعض كتب التراث ولكن بصيغة أخرى، وتقول إن مجموعة من أهل بلدة اجتمعوا ذات ليلة على جبل لاستطلاع رؤية هلال رمضان وراحوا يدققون النظر في الأفق لساعتين لكنهم لم يروا شيئا. 
وبعد طول انتظار استعدوا للمغادرة، لكن رجلا من بينهم صاح قائلا وهو ينظر من خلال منظار فلكي: «لقد رأيته لقد رأيته» ولما نظر قاضي المدينة إلى الجهة التي أشار اليها الرجل رأى الهلال فعلا، فأمر بصرف مكافأة فورية للرجل. 
بعد ذلك أمسك الرجل المنظار الفلكي مرة ثانية ونظر من خلاله في الجهة الأخرى من الأفق وصاح: «وهناك هلال ثانٍ» فضحك الناس من قوله وانصرفوا ليبشروا أهل البلدة بظهور هلال شهر الصيام.

شعرة أنس بن مالك


يروي البلاذري في كتابه "أنساب الأشراف" قصة التباس الهلال بشعرة بيضاء من حاجب الصحابي "أنس بن مالك" رضي الله عنه، فيروي أن جماعة وفيهم أنس، رضي الله عنه، قد حضر لمشاهدة هلال شهر رمضان، وكان عمره قارب المائة سنة.
قال الصحابي أنس: رأيته هو ذاك وجعل يشير إلى الهلال فلا يراه أصحابه، وكان القاضي إياس بن معاوية، قاضي البصرة، حاضراً مع الجماعة المتطلعة صوب السماء، لاستطلاع هلال رمضان وهو ذو فراسة وذكاء، فنظر إلى الصحابي أنس بن مالك- رضي الله عنه- وإذا بشعرة بيضاء قد انثنت من حاجبه فوق عينيه، فمسحها القاضي، ثم قال للصحابي أنس: يا أبا حمزة انظر؟ فنظر الصحابي ابن مالك وأجابه: لا أراه.

منصب شاهدة الهلال


في عهد السلطان محمد الناصر بن قلاوون جاء رمضان في الشتاء، فالتبست على الناس رؤية الهلال بسبب غيوم السماء، فاجتمعوا على عدم الصيام، لكن على الرغم من ذلك استطاعت زوجة المفتي أن ترى الهلال من فوق سطح منزلها، وكان بصرها قويًا، فرأته عبر السحاب، ولما أخبرت زوجها بذلك صدقها وذهب إلى السلطان قلاوون ليخبره أن زوجته رأت الهلال، واستدعاها السلطان وأحلفها اليمين، فصدقها الحضور وأُعلنت رؤية هلال رمضان رسميًّا من جديد وصام الناس.
وبعد ذلك وظفت زوجة المفتي هذه في منصب شاهدة لرؤية الهلال رسميًّا، وهو منصب لم تحصل عليه سيدة قبلها أو بعدها.

لا داعى لاستطلاع الهلال

كان الولاة والأعيان يجتمعون انتظارا لبشرى استطلاع هلال شهر رمضان، فجاء رجل إلى دار القضاء حيث يجلس الفقهاء وقاضى القضاة فقال له: يا فضيلة القاضي... لا داعي لاستطلاع رؤية الهلال، فلقد رأيت النبي في منامي آنفا وقال لي: إن هذه الليلة هي ليلة أول يوم في رمضان. 
فقال له القاضي الحصيف: يا هذا، إن النبي محمدا الذي تزعم أنك رأيته في منامك قد رآه صحابته في اليقظة، ومع ذلك فإنه قال لهم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته "أي الهلال"، أفيزورك في منامك ليقول لك صوموا لرؤيتي وأفطروا لرؤيتي في المنام؟.

تم نسخ الرابط